
أخطرت بيونغ يانغ السلطات في سيول يوم الرابع من فبراير بأن وفدا رفيع المستوى برئاسة "كيم يونغ نام" رئيس مجلس الشعب الأعلى سوف يزور كوريا الجنوبية لمدة ثلاثة أيام بدءا من يوم التاسع من فبراير، أي يوم افتتاح دورة بيونغ تشانغ للألعاب الأولمبية. وقد رحب مكتب الرئاسة في سيول بهذه الزيارة التي سيقوم بها رئيس الدولة حسب الدستور في كوريا الشمالية، وهو أعلى مسؤول في كوريا الشمالية يزور الجنوب. اليوم نستضيف البروفسور "شين بوم تشول" من الأكاديمية الكورية الوطنية للدراسات الدبلوماسية، ليعلق على هذه التطورات. البروفسور "شين بوم تشول 신범철" من الأكاديمية الكورية الوطنية للدراسات الدبلوماسية: البروفسور "شين بوم تشول 신범철": البروفسور "شين بوم تشول 신범철": البروفسور "شين بوم تشول 신범철": البروفسور "شين بوم تشول 신범철": البروفسور "شين بوم تشول 신범철":
قرار كوريا الشمالية بإرسال "كيم يونغ نام" يظهر أنها منفتحة على الحوار الذي ترحب به الحكومة الكورية الجنوبية. ومن غير المؤكد ما إذا كان المسؤول الكوري الشمالي سوف يجتمع مع قادة دول أخرى خلال إقامته في كوريا الجنوبية، لكن زيارة "كيم" توضح أن بيونغ يانغ تترك هذا الاحتمال مفتوحا.
بموجب الدستور الكوري الشمالي، يعرف مجلس الشعب الأعلى بأنه أعلى هيئة للسلطة السياسية. ويمثل رئيس المجلس الدولة، حيث يتسلم أوراق اعتماد المبعوثين الدبلوماسيين من دول العالم، وهذا يعني أن "كيم يونغ نام" هو رئيس الدولة الشرفي لكوريا الشمالية. وقد قاد "كيم" وفد بلاده أيضا إلى دورة الألعاب الأولمبية الصيفية في بكين عام 2008 ودورة سوتشى الشتوية لعام 2014. ونظرا لأنه شغل منصب وزير الخارجية من عام 1983 إلى عام 1998، فهو خبير في السياسات الخارجية وعلى دراية عالية بالبروتوكول الدبلوماسي.
ولد "كيم" البالغ من العمر 90 عاما في عام 1928. بعد أن درس "كيم" في موسكو في الخمسينيات من القرن الماضي، ظل في معظم حياته المهنية مسؤولا عن الشؤون الدبلوماسية في حزب العمال الحاكم أو الحكومة. ومنذ بدء نظام "كيم جونغ أون"، شغل منصب رئيس مجلس الشعب الأعلى للقيام بالأنشطة الدبلوماسية، مثل الترحيب بالمبعوثين الأجانب الزائرين. وقد التقى بالرئيسين الكوريين الجنوبيين السابقين "كيم ديه جونغ" و"روه مو هيون" فى بيونغ يانغ في عامي 2000 و2007.
قررت كوريا الشمالية إرسال رئيسها الشرفي إلى أولمبياد بيونغ تشانغ فى محاولة واضحة لتثبت للعالم أنها ملتزمة بالدبلوماسية السلمية كأي دولة عادية. كما يبدو أنها تحاول الاستفادة بأقصى درجة من دورة الألعاب الأولمبية دبلوماسيا، حيث إنه سيكون هناك 26 رئيسا من 21 دولة.
أعتقد أن كوريا الشمالية لديها هدفان. الأول: أنها تريد تحسين الظروف الخارجية غير المواتية بقبول اقتراح حكومة كوريا الجنوبية للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية. والثاني: أنها تريد أن تعطي رسالة بأنها يمكن أن تتواصل مع الدول المجاورة رغم امتلاكها أسلحة نووية. وكما نعلم، فإن كوريا الشمالية لا تقدم تنازلات فيما يتعلق بالقضية النووية. ولأن سيول تدرك جيدا هذين الغرضين، فإنها تسعى إلى التعامل مع الوضع بشكل صحيح وحث الشمال على التغيير على المديين المتوسط والطويل.
ومن المقرر أن يبقى الوفد الكوري الشمالي رفيع المستوى في كوريا الجنوبية من الجمعة إلى الأحد. وخلال هذه الفترة، قد يلتقي "كيم يونغ نام" بالرئيس "مون جيه إين". ويتحول الانتباه إلى طبيعة الرسالة التي سوف يسلمها كيم إلى الرئيس مون.
أنا على يقين بأن الرئيس مون سوف يستقبل كيم، غير أن الاجتماع لن يسمى قمة لعدم حضور الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ اون". أيضا ينتظر أن يعرب المسؤول الكوري الشمالي عن أمنياته بالاستضافة الناجحة للألعاب الأولمبية وبعلاقات أفضل بين الكوريتين، كما جاء في خطاب "كيم جونغ أون" في العام الجديد. ويتوقع أن ينقل "كيم يونغ نام" رسالة شفوية من الزعيم الكوري الشمالي.
تتجه الأنظار أيضا إلى احتمال حدوث لقاء بين "كيم يونغ نام" ونائب الرئيس الأمريكي "مايك بينس". ويشكك بعض المحللين في إمكانية عقد اجتماع بينهما خلال هذه الفترة القصيرة. كما أنه من الواضح أن الولايات المتحدة تعتزم تعزيز ضغوطها على كوريا الشمالية من خلال تسليط الضوء على قضية حقوق الإنسان، إضافة إلى تأكيداتها على أنها لا تضع في الاعتبار مسألة عقد لقاء مع المسؤولين الكوريين الشماليين.
من غير المرجح أن يجتمع "بينس" مع "كيم "في كوريا الجنوبية. في ضوء السياسة الداخلية، من الصعب على الولايات المتحدة أن تلتقي بكوريا الشمالية إذا استمرت بيونغ يانغ في إظهار قوتها النووية. وقد اتفق الرئيسان الكوري والأمريكي على ضرورة الاستفادة من زخم الحوار بين الكوريتين بشكل صحيح، إلا أن المخاوف ترتفع داخل الولايات المتحدة منذ أن غيّرت كوريا الشمالية الاحتفال بيوم تأسيس جيشها إلى يوم 8 فبراير. ولا تزال الولايات المتحدة ثابتة على موقفها بشأن مبدأ نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية.
وفيما يبدو أنه من غير المؤكد عقد لقاء بين مسؤولي كوريا الشمالية والولايات المتحدة، فإن سيول تحتاج إلى الاستفادة من زخم الحوار النادر مع بيونغ يانغ بشكل استراتيجي.
من المهم للغاية لحكومة سيول أن ترتب حوارا بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. يمكن للحكومة على الأقل ترتيب وقت لتناول بعض الشاي للمسؤولين خلال إقامتهم في كوريا الجنوبية. أعتقد أن أبرز مهمة حاليا لسيول هي تهيئة مثل هذا اللقاء وتشجيع الطرفين على إجراء حوار. ولهذا من الضروري اتخاذ بعض التدابير الرامية إلى مساعدة الجانبين على الثقة في بعضهما البعض. فالحكومة الكورية الجنوبية يتعين عليها إجراء اتصالات مع كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة بنشاط.
تتجه أنظار العالم الآن إلى بيونغ تشانغ، حيث ينتظر أن تسهم دورة الألعاب الأولمبية في تخفيف التوتر في شبه الجزيرة الكورية وتوفير قوة دفع جديدة للحوار بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الأمريكية.