الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

بيض الحمار

2018-09-07

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان في قديم الزمان، عاش رجل جاهل أحمق في قرية نائية بعيدة. لم يكن له أي حظٍ من تعليم أو ثقافة، وكان شديد الحماقة فلم يكن يفهم شيئًا عن العالم من حوله. وفي يوم من الأيام، غزلت زوجته قماشًا قطنيًا وطلبت منه أن يخرج إلى السوق ليبيعه أو يقايضه بشيء ثمين. وهكذا، في يوم السوق، ذهب إلى سوق البلدة في سفح الجبل وهو يحمل لفافة القماش القيمة. جلس في ركن ينتظر مشترٍ لبضاعته، ظل ينتظر طوال اليوم دون فائدة، وعندما كاد الظلام يحل، باع لفافته أخيرًا. كان سعيدًا بالحصول على المال، وتذكر أن زوجته طلبت منه أن يحصل على شيء مفيد مقابل القماش، فقرر أن يشتري شيئًا قيما بما كسبه من مال. وبينما هو يتجول في السوق بحثًا عن شيء قيم يشتريه، وجد بائع فاكهة قد كوم عدة ثمرات من البطيخ على الأرض. لم يكن الرجل الأحمق قد رأى بطيخًا من قبل في حياته، فتعجب من هيئة الثمرة العجيبة. سأل الرجل بائع الفاكهة عن ماهية تلك الثمرة، فدهش البائع لجهل الرجل، ووجدها فرصة ذهبية لخداع رجل قروي شديد السذاجة مثله، فقال له في لهجة الخبير ببواطن الأمور "هذا، يا صديقي، هو بيض الحمير" وعندما استفسر الرجل أكثر عن السلعة وعرف سعرها، وجد أنه سعر مناسب للغاية للحصول على حيوان مفيد هكذا. سأل الرجل "وكم يبلغ الوقت الذي تستغرقه البيضة لتفقس؟" كتم البائع ضحكته بصعوبة بالغة، وتظاهر بأنه غارق في تفكير عميق ثم تنحنح وقال "هممم، احرص على أن تغطي بيضة الحمار جيدًا بغطاء ثقيل حتى تظل دافئة، وستفقس بعد عدة أيام" عجب الرجل أكثر لما سمعه، وقرر أن يشتري واحدة، فتخير "بيضة حمار" أعجبته، ونقد البائع ثمنها، وعاد إلى منزله ظافرًا.

حرص الرجل على تنفيذ نصيحة البائع بحذافيرها، فدثر البيضة بغطاء ثقيل، ووضعها في أدفأ ركن من أركان الحجرة، وتركها عدة أيام. لم تكن الزوجة قد رأت بطيخة من قبل أيضًا، ولم تكن أكثر ذكاء من زوجها، فتركته يفعل ما يحلو له. وبعد أيام من الانتظار والصلاة، فتح الرجل الغطاء أخيرًا، لكنه لم يجد حمارًا، بل وجد كتلة عفنة بشعة الرائحة. غضبت الزوجة وصاحت في وجهه "ما هذه الرائحة الشنيعة؟ وأين هو الحمار؟ لا يهم، لا يهمني كل هذا، المهم أن تتخلص من هذه الكتلة العفنة فورًا!" شعر الزوج بالإحباط والحزن، وأخذ الثمرة المتعفنة وألقاها بين الأشجار بالقرب من منزله. وتصادف أن حمارًا صغيرًا من حمير الجيران كان قد هرب واختبأ وراء تلك الأشجار، كان الحمار الصغير يغفو بعد أن تخلص من أغلاله وترك الاسطبل إلى الأبد. وعندما ألقى الرجل الثمرة، فزع الحمار وقفز من مكانه، فرآه الرجل وصاح "ها هو حماري، لقد فقست البيضة أخيرًا! الحمد لله، الحمد لله".

فر الحمار المفزوع من الرجل وعاد إلى الاسطبل، أما الرجل فقد ظل يركض وراءه ظنًا منه أنه الحمار الصغير الذي كان ينتظره بشوق منذ أيام. كان الرجل يلهث بشدة بعد الركض لمسافة طويلة خلف الحمار. وعندما وجده يدخل اسطبلًا في القرية المجاورة ذهب وسحبه عنوة من الاسطبل. رآه صاحب الاسطبل فصاح "أنت! ماذا تظن نفسك فاعلًا هنا؟ لماذا تدخل اسطبلي وتسرق حماري في وضح النهار!" رد الرجل الأحمق بكل أدب "لحظة يا سيدي، أنا لست لصًا! وهذا حماري أنا! دعني أشرح لك". شرح الرجل ما حدث في السوق، وكيف كان متلهفًا لأيام طوال حتى تفقس البيضة.

صُعق الرجل من حماقة ما سمع! وحاول أن يشرح للقروي كيف أن التاجر في السوق قد خدعه، وأنه لا يوجد بيض حمير! لكن الرجل الأحمق لم يصدق حرفًا، وظل يصر في عناد أنه صاحب الحمار.

أدرك صاحب الحمار الحقيقي أنه لا نفع يُرجى من مجادلة أحمق، فذهب معه إلى قاضي المقاطعة، وقص القصة على القاضي وطلب منه البت في أمرهما. وبعدما سمع القاضي القصة، أمر بالقبض على بائع الفاكهة المخادع، وبعد أن أُلقي القبض عليه بالفعل، أمره بأن يشتري حمارًا للقروي الساذج المسكين الذي صدق خدعته. وهكذا، انتهت القصة نهاية سعيدة بالنسبة لصاحب الحمار وللرجل المخدوع، أما بائع الفاكهة الماكر، فقد لقي الجزاء الذي يستحق.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;