الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

قمة عام 2007 بين الكوريتين

2018-11-08

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ KBS News

عقدت القمة الأولى بين الكوريتين في بيونغ يانغ في عام 2000 بين رئيس كوريا الجنوبية آنذاك '' كيم ديه جونغ'' والزعيم الكوري الشمالي'' كيم جونغ إيل''. وعقدت القمة الثانية في عام 2007 بين الرئيس الكوري الجنوبي "روه مو هيون'' والزعيم الشمالي ''كيم جونغ إيل". وتعتبر قمة 2007 على وجه الخصوص معلماً تاريخياً نحو التعايش السلمي والازدهار المشترك بين الكوريتين. اليوم سنلقي نظرة على القمة الثانية بين الكوريتين من خلال توضيحات من جانب ''لي كوان سيه 이관세'' مدير معهد دراسات الشرق الأقصى بجامعة "كيونغ نام"، والذي شغل منصب رئيس وفد الاجتماع التحضيري للقمة كنائب لوزير التوحيد الكوري الجنوبي آنذاك.


''لي كوان سيه 이관세'' مدير معهد دراسات الشرق الأقصى بجامعة كيونغ نام:

أجرت كوريا الشمالية تجربة إطلاق صاروخ باليستي في يوليو من عام 2006 ونفذت أول تجربة نووية لها في أكتوبر من ذلك العام. دفعت هذه الاستفزازات الأمم المتحدة لاتخاذ قرار ضد كوريا الشمالية. شعرت كوريا الجنوبية بالحاجة إلى عقد قمة بين الكوريتين بسبب تفاقم الشعور الدولي ضد كوريا الشمالية. من جانبها وافقت بيونغ يانغ، من حيث المبدأ، على عقد القمة، لكن يبدو أنها ظلت تراقب الظروف المحيطة بها وعلاقاتها مع سيول. تقدمت الأمور بشكل إيجابي في عام 2007، عندما أعرب الزعيم الكوري الشمالي ''كيم جونغ إيل ''عن التزامه القوي بحل القضية النووية وتحسين العلاقات مع الولايات المتحدة. واستؤنفت المحادثات النووية السداسية من جديد لإحراز تقدم في القضية النووية، واكتسب المناخ الدبلوماسي لعقد القمة بين الكوريتين زخما.


كان الرئيس الكوري الجنوبي الأسبق '' روه مو هيون'' يأمل في عقد قمة بين الكوريتين منذ بداية تنصيبه في عام 2003، لكن الوضع السياسي في شبه الجزيرة الكورية لم يكن جيداً. وقد أسفرت المحادثات النووية السداسية عن اتفاق في يوم 13 فبراير عام 2007، ورفعت واشنطن عقوباتها على الحسابات الكورية الشمالية. وأدى التحسن في العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة إلى تجدد المحادثات بين الكوريتين حول القمة. في أوائل يوليو عام 2007، اقترح ''كيم مان بوك 김만복'' رئيس المخابرات الكورية الجنوبية آنذاك عقد اجتماع مع نظيره الكوري الشمالي ' كيم يانغ غون 김양곤''. وبصفته مبعوثا خاصا من الرئيس الكوري الجنوبي، زار ''كيم مان بوك'' كوريا الشمالية في اغسطس واتفق الجانبان على عقد قمة بين الكوريتين. السيد ''لي'' الذي كان يشغل وقتها منصب نائب وزير التوحيد، لم يدخر وسعا في التحضير للقمة الثانية بين الكوريتين.


''لي كوان سيه 이관세'' : 

من أجل تنفيذ هذا المشروع الوطني المهم للغاية لعقد قمة بين الكوريتين دون أي عقبات، كان من الضروري جدا إعداد كل شيء على أكمل وجه. وخلال المحادثات التحضيرية، اتفقت سيول وبيونغ يانغ على القضايا الأساسية. وعقدتا اجتماعات فرعية على مستوى العمل للتعامل بشكل مفصل مع تفاصيل مثل البروتوكول والأمن والاتصالات والتغطية الإخبارية. كان من المفترض أن تسفر تلك القمة عن بعض النتائج الإيجابية، لكونها تعقد في وقت مهم تناقش فيه الدول المعنية الجهود الرامية إلى تحقيق السلام الإقليمي والقضية النووية لكوريا الشمالية. ولتحقيق هذه الغاية، عقدنا العزم على الإعداد للقمة بشكل شامل وجعلها حدثا ناجحا حتى تسهم في تهيئة زخم جديد للسلام في شبه الجزيرة المقسمة.


ناقش السيد ''لي'' كل التفاصيل مع المسؤولين الكوريين الشماليين، وبذل قصارى جهده لضمان نجاح القمة، حتى إنه سافر إلى بيونغ يانغ بنفسه كرئيس فريق مقدمة للقمة. وبعد حوالي شهرين، في الساعة 7:36 من صباح 2 أكتوبر، ظهر الرئيس ''روه'' أمام مكتب الرئاسة. وقال قبيل مغادرته إلى بيونغ يانغ، إنه سعيد بعقد القمة بين الكوريتين، ثم استقل السيارة الرئاسية وسافر متجها إلى الشمال على طريق "كيونغ أوي"، الذي تم بناؤه نتيجة للقمة الأولى بين الكوريتين في عام 2000.  وخلال عبوره للحدود، وعلى بعد 30 متراً من خط الترسيم العسكري، خرج الرئيس من السيارة وأدلى ببيان قصير، وعبر الخط الذي يعد آخر رموز الحرب الباردة. وكان ''روه '' أول رئيس كوري جنوبي يعبر الحدود إلى كوريا الشمالية سيرا على الأقدام.


''لي كوان سيه 이관세'' : 

في قمة عام 2000 سافر الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك '' كيم ديه جونغ" إلى بيونغ يانغ جواً، في رحلة استغرقت أقل من ساعة. بالنسبة لقمة 2007، تبنت سيول لأول مرة فكرة أن يسافر الرئيس ''روه'' عبر الطريق البري. هذه الحقيقة تحمل أهمية كبيرة، لأنها أظهرت الالتزام بإنهاء الانقسام والعداءات على مدى عقود بين الجانبين، كما أنها عززت الآمال في السلام والازدهار في المنطقة. كنت فخورًا للغاية ومتأثرا بعمق.


في الواقع، اتخذ ''روه'' خطوته الأولى على الأرض الكورية الشمالية بطريقة رمزية وتاريخية للغاية. وصل الرئيس الكوري الجنوبي إلى الساحة الموجودة أمام قصر الثقافة الشعبي في بيونغ يانغ وسط هتافات المواطنين الشماليين، كما رحب به الزعيم الكوري الشمالي في دار 25 أبريل للثقافة.


''لي كوان سيه 이관세'' : 

كوريا الشمالية لم تكشف أبداً عن جدول أو تحركات زعيمها لأسباب أمنية. لذا، يتعين على الصحفيين والمسؤولين عن البروتوكول عادة اتخاذ القرارات في اللحظة الأخيرة، مما يؤدي في الغالب إلى تأخر في عملهم.  في قمة عام 2000، ظهر "كيم جونغ إيل'' بشكل مفاجئ في مطار "سون آن" لاستقبال نظيره الكوري الجنوبي. ولكن في قمة 2007، علمنا أن الزعيم الكوري الشمالي سيظهر في دار 25 أبريل للثقافة، على الأقل قبل وصول الرئيس ''روه'' إلى هناك، وقد تم إبلاغنا بهذه الخطة في وقت متأخر.


كان الجزء الأكثر إثارة للانتباه في القمة هو الاجتماع الأول بين'' روه'' و''كيم''. تم توجيه اهتمام شديد إلى موعد ومكان وكيفية لقاء الجانبين، لكن كوريا الشمالية لم تؤكد قط جدول اعمال ''كيم'' مقدما. وظل ظهور الزعيم سراً حتى اللحظة الأخيرة، كما تم تغيير مكان إقامة حفل استقبال رسمي ثلاث مرات. لكن ''كيم'' ظهر في المكان في نهاية المطاف، في أعلى مستوى من المجاملة. عقدت القمة الأولى بين الكوريتين في عام 2000، أي بعد 55 عاماً من تقسيم شبه الجزيرة الكورية. وبعد سبع سنوات، تصافح قائدا الكوريتين مرة أخرى، وشاركا في حدث رسمي معًا، مع اصطفاف الجنود الكوريين الشماليين في حرس الشرف لتحية الرئيس الكوري الجنوبي. ثم عقدت القمة التي أسفرت عن نتائج مهمة على صعيد العلاقات بين الكوريتين.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;