مُجتبى الصادق: كوريا هي الأمان، والسودان هو الحب
2024-03-22
أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أنه سيعقد قمته الثانية مع الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" في فيتنام يومي 27 و28 من شهر فبراير الجاري. واليوم نستضيف البروفسور "كيم هيون أوك" الأستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية الكورية الوطنية، ليقدم لنا وجهة نظره حول هذه القمة.
البروفسور "كيم هيون أوك 김현욱" الأستاذ في الأكاديمية الدبلوماسية الكورية الوطنية:
تم ذكر فيتنام وإندونيسيا وتايلاند في السابق كأماكن مرشحة لاستضافة القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، نظرا لأنها قريبة بما يكفي من كوريا الشمالية بحيث يمكن لـ"كيم جونغ أون" أن يسافر إليها جواً، وتعد فيتنام الأقرب من بينها. أتصور أن "كيم" سوف يطير إلى فيتنام على متن طائرته الخاصة. وقد يرغب الزعيم الكوري الشمالي في أن يحذو حذو فيتنام في سياسة الإصلاح الاقتصادي والانفتاح من أجل تطوير اقتصاد بلاده وترسيخ نظامه الحاكم. مع أخذ هذا الهدف في الحسبان، يمكن أن يقوم "كيم" بجولة تفقدية للمرافق الاقتصادية في فيتنام بالإضافة إلى عقد قمته الثانية مع "ترامب".
القمة الثانية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة ستأتي بعد ثمانية أشهر من القمة الأولى التي جرت في يونيو من العام الماضي، والتي سميت بـ"قمة القرن". وتحظى فيتنام بعلاقات ودية مع كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة، حيث تمكنت من بناء الثقة مع الولايات المتحدة من خلال إعادة رفات الجنود الأمريكيين الذين قُتلوا خلال الحرب هناك، ومن ثم، طبّعت فيتنام العلاقات مع الولايات المتحدة وحققت أيضًا نموا اقتصاديا. ويبدو أن الولايات المتحدة تضع أهمية رمزية على هذه الحقيقة عندما تم اتخاذ قرار بشأن مكان انعقاد قمتها الثانية مع كوريا الشمالية.
البروفسور "كيم هيون أوك 김현욱":
حددت أول قمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة الاتجاه الأساسي لنزع السلاح النووي لكوريا الشمالية. والآن حان الوقت لتحقيق نتائج ملموسة في العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وإنشاء نظام دائم للسلام في شبه الجزيرة الكورية ونزع السلاح النووي بشكل كامل من شبه الجزيرة. يحتاج "ترامب" إلى إحراز تقدم كبير في نزع الأسلحة النووية من كوريا الشمالية قبل النصف الثاني من هذا العام عندما تدخل الولايات المتحدة في فترة حملة الانتخابات الرئاسية. وينبغي أن تكون قمته الثانية مع "كيم" بداية للتقدم. من جانبها، فإن كوريا الشمالية ستجد صعوبة متزايدة في إنعاش اقتصادها في حالة الفشل في الحصول على إعفاء من العقوبات في القمة القادمة. وفي المقابل، على كوريا الشمالية أن تعطي شيئًا ما للولايات المتحدة، وتحديدا التخلي عن السلاح النووي.
اجتمع قائدا كوريا الشمالية والولايات المتحدة وجها لوجه في سنغافوره في يونيو الماضي لاتخاذ الخطوة الأولى نحو إنهاء 70 سنة من العداء بين البلدين. ورغم الأهمية التاريخية للقمة الأولى بينهما، إلا أن البيان المشترك الصادر في ختام تلك القمة لم يتضمن تفاصيل محددة، ولهذا يتعين أن تسفر القمة الثانية عن نتائج ملموسة أكثر.
البروفسور "كيم هيون أوك 김현욱":
يتوقع أن يكون أهم موضوع في القمة هو نزع السلاح النووي من بيونغ يانغ وإجراءات واشنطن في مقابل ذلك. وفي تصريحات أدلى بها مؤخراً، قال المبعوث الأمريكي الخاص لكوريا الشمالية "ستيفن بيغون" إنه عندما زار وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بيونغ يانغ في أكتوبر الماضي، تعهد "كيم جونغ أون" بتفكيك منشآت تخصيب اليورانيوم في بلاده بالإضافة إلى المنشآت النووية في يونغ بيون. كما شدد "بيغون" على أن الولايات المتحدة تريد من كوريا الشمالية تقديم إعلان كامل عن برامجها النووية والصاروخية، وأن الولايات المتحدة يتعين عليها أن تضمن في نهاية المطاف إزالة وتدمير مخزون كوريا الشمالية من المواد الانشطارية، والصواريخ، وأسلحة الدمار الشامل الأخرى. لذلك، فإن هدف واشنطن الأول من القمة المرتقبة هو التوصل إلى اتفاق مع بيونغ يانغ على خارطة طريق لتفكيك برامج كوريا الشمالية النووية.
يتوقع العديد من المحللين أن القمة الثانية ستتطرق إلى إجراءات نزع السلاح النووي التي تطالب بها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى التحقق من التفكيك النووي. وفيما يتعلق بتدابير واشنطن التي طلبتها بيونغ يانغ، وبالتحديد توقيع معاهدة سلام ورفع العقوبات عن كوريا الشمالية، فقد تتفاوض الولايات المتحدة حول إمكانية إنشاء مكتب اتصال بين البلدين والإعلان عن نهاية رسمية للحرب الكورية.
البروفسور "كيم هيون أوك 김현욱":
المشكلة الأساسية تتمثل في كيفية قبول كوريا الشمالية لتفتيش منشآتها النووية وما إذا كانت الولايات المتحدة ستخفف العقوبات على المستوى الذي تريده كوريا الشمالية. باستثناء هذا الجزء، لا أعتقد أنه من الصعب على الجانبين التوصل إلى اتفاق. وإذا عرضت كوريا الشمالية تجميد برامجها النووية، فقد توافق الولايات المتحدة على الإعلان عن نهاية رسمية للحرب الكورية وإنشاء مكتب للاتصال. وإذا اتفق الجانبان على الإعلان عن نهاية الحرب، فإن القمة الثانية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة المخطط لها والقمة بين الولايات المتحدة والصين من المنتظر أن تكونا مناسبة للقيام بذلك.
يتوقع بعض المحللين أن تشارك الكوريتان والولايات المتحدة والصين في محادثات رباعية بشأن الإعلان عن نهاية الحرب. ولكن في الوقت الحالي، تقوم كوريا الشمالية والولايات المتحدة بإجراء مفاوضات على مستوى العمل قبيل القمة الثانية في فيتنام.
البروفسور "كيم هيون أوك 김현욱":
أعتقد أن المحادثات على مستوى العمل سوف تستمر حتى موعد انعقاد القمة. وتشير بعض التقارير إلى أن الجانبين ينسقان اتفاقاً نهائياً أو صفقة كبيرة، مع بقاء الكثير من الفراغات غير ممتلئة، رغم أنهما قد اتفقا بالفعل على صفقة صغيرة. اما الصفقة الكبيرة فهي اتفاق حول نزع الأسلحة النووية والإجراءات المقابلة. وينتظر أن يستمر الطرفان في محاولة ملء الفراغات في المفاوضات على مستوى العمل، ومن المأمول أن ينتهي تنسيق وجهات نظرهما المختلفة قبل القمة.
زار "ستيفن بيغون" بيونغ يانغ أمس الأربعاء السادس من فبراير لمناقشة بنود جدول أعمال القمة الثانية. ومع بقاء ثلاثة أسابيع على موعد انعقاد تلك القمة، يتركز الانتباه العالمي على كيفية قيام كوريا الشمالية والولايات المتحدة بتضييق شقة الخلافات بينهما وما سينتج عن القمة بينهما في فيتنام.
2024-03-22
2024-03-22
2024-03-22
يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;