الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

آفاق حل المشكلات التجارية بين واشنطن وبكين

#قضية اقتصادية l 2019-02-11

© YONHAP News

هناك قلق متزايد من احتمال حدوث انتكاسة في المفاوضات التجارية الأمريكية الصينية، حيث كانت هناك تكهنات بانعقاد قمة بين الجانبين في أعقاب القمة الأمريكية الكورية الشمالية المرتقبة في فيتنام، إلا أن الرئيس الأمريكي قال إنه لا يتوقع ذلك، وهو ما يلقي بظلال كثيفة على مصير هدنة الأشهر الثلاثة القائمة، والتي سوف تنتهي في مارس. حول هذه التطورات يتحدث إلينا اليوم "لي إين تشول" مدير معهد "ريال غود إيكونوميك".


كانت الولايات المتحدة الأمريكية والصين قد عقدتا محادثات مهمة في الثلاثين من يناير الماضي في العاصمة الأمريكية واشنطن. ووصف البيت الأبيض والرئيس الأمريكي نفسه تلك المحادثات بأنها "عظيمة وإيجابية، وخطوة في طريق التوصل لصفقة مرضية للطرفين". نائب رئيس الوزراء الصيني الذي قاد وفد بلاده لتلك المحادثات حمل رسالة شخصية من الرئيس الصيني لنظيره الأمريكي جاء فيها أن العلاقات بين البلدين تمر بظروف حرجة، وهو ما يحتم على البلدين العمل سويا لتصحيح الأمر والتوصل لاتفاق قبل انتهاء المهلة. لكّن هناك مسؤولين أمريكيين يؤكدون على أن نقاط الخلاف ما زالت متسعة، خاصة فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية الصينية المطلوبة وعلى رأسها التغييرات اللازمة في السياسات الصناعية.


ومنذ التوصل للهدنة المحددة بثلاثة أشهر لتسوية الخلافات التجارية بين الجانبين، عقد وفدان أمريكي وصيني مفاوضات مباشرة وشاقة حول العديد من القضايا المختلف عليها. ووصفت الجولة الأولى من المحادثات التي عقدت في بكين بأنها كانت "نصف ناجحة"، حيث تم التوصل من خلالها إلى توافق جزئي.


قال مدير "لي":

قال الممثل التجاري الأمريكي الذي قاد وفد بلاده في تلك المفاوضات إن الطرفين حققا تقدما ملموسا وركزا على المسائل الهيكلية، لكنه أوضح أن التوصل لاتفاق نهائي ما زال أمرا بعيدا. تطالب واشنطن بكين بضرورة إصلاح سياساتها الصناعية والتجارية خاصة السياسات المعروفة باسم "صنع في الصين 2025" والتي تهدف إلى جعل الصين ماردا صناعيا عالميا، غير أن الصين تدعي أنها ظلت تقوم بسياسات اقتصادية وصناعية إصلاحية منفتحة، لكنها لا تقبل ما تحاول واشنطن فرضه عليها، وهي ترى أن سياساتها وأهدافها طويلة المدى هي شأن داخلي غير قابل للنقاش، وأشياء متعلقة بمصالحها وأهدافها القومية.


وخلال المحادثات التي استمرت يومين في واشنطن، وافقت الصين على شراء كميات كبيرة من السلع والمنتجات الأمريكية الزراعية والصناعية ومنتجات الطاقة من أجل تخفيض العجز في الميزان التجاري بين البلدين. واتفق الجانبان كذلك على تعزيز تعاونهما في مجال الملكية الفكرية ونقل التكنولوجيا. ورغم ذلك، فإن شقة الخلافات ما زالت متسعة بشكل كبير. وللتصدي لتك الخلافات، اقترحت بكين عقد قمة مع واشنطن في نهاية هذا الشهر.


قال مدير "لي":

في خطابه الخاص بحالة الاتحاد قال ترامب إنه لا يلوم الصين التي تحاول أن تستفيد من السياسات الأمريكية الراهنة لتحقيق مصالحها الشخصية، وقال إنه يحترم الرئيس الصيني شخصيا، لكنه قال كذلك إن ما أسماه سطو الصين على وظائف وفرص مستحقة للجانب الأمريكي هو أمر يجب أن يتوقف. وأكد تهديده السابق الخاص بفرض المزيد من الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية ما لم يتم التوصل لاتفاق في هذا الشأن. وفي خطابه، اقترح الرئيس الصيني عقد قمة صينية أمريكية في جزيرة "هينان" في الصين في نهاية فبراير، ولكن ما زالت القمة المقترحة مجرد فكرة في الهواء، إلا أن الاتصالات بين الطرفين متواصلة بهدف التوصل لاتفاق، ومن المتوقع انعقاد جولة جديدة بمشاركة مفاوضين أمريكيين كبار خلال الأسبوع الجاري.


توقعت وسائل الإعلام الأمريكية عقد قمة أمريكية صينية في نهاية الشهر الجاري بالتوازي مع القمة الأمريكية الكورية الشمالية المزمع عقدها في فيتنام، رغم أن ما أدلى به الرئيس الأمريكي يستبعد حدوث ذلك. والسؤال الآن هو: هل سيتجه ترامب لفرض رسوم جمركية جديدة على المنتجات الصينية بعد الأول من مارس؟


قال مدير "لي":

قامت إدارة ترامب حتى الآن برفع نسبة الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الصينية من 10% إلى 25%، بما قيمته 250 مليار دولار، منها 50 مليارا في يوليو وأغسطس، و200 مليار في سبتمبر. وكانت الإدارة الأمريكية تخطط لرفع نسبة الـ25% بدءا من يناير من هذا العام ثم فرض رسوم إضافية تصل إلى 267 مليار. ولكن ردت الصين على ذلك بفرض رسوم جمركية بقيمة 110 مليارات دولار على المنتجات الأمريكية. وتهدد الصين بإجراءات مماثلة لكل الإجراءات الأمريكية. ولذلك فإن استمرار الحرب التجارية على هذا النحو سيمثل عبئا سياسيا على الجانبين.


إذا فشل الجانبان في التوصل لاتفاق فسوف تفرض واشنطن رسوما جمركية إضافية على الصين، مما سيؤدي بدوره إلى تباطؤ الاقتصاد الصيني. أيضا فإن الرئيس الأمريكي الذي يتطلع لفترة رئاسية ثانية في عام 2020 لن يكون في مأمن من تداعيات تلك الحرب التجارية وآثارها السلبية على الاقتصاد الأمريكي. وبالإضافة إلى كل ذلك، فإن الاقتصاد العالمي برمته سوف يتأثر سلبا. 


قال مدير "لي":

التوصل لاتفاق تجاري أمريكي صيني أمر متروك لرئيسيْ البلدين. التوصل لاتفاق سيكون بشارة خير للعالم أجمع. وهناك أصوات تنادي بمساءلة الرئيس الأمريكي برلمانيا بسبب أخطاء ارتكبها مع روسيا خلال حملته الانتخابية الرئاسية في عام 2016. أيضا كان إغلاق الحكومة الأمريكية، الذي يعد الأطول في التاريخ الأمريكي، نقطة سلبية بالنسبة لترامب الذي يطمع في إعادة انتخابه. ولذلك ربما يحاول استعمال اختراقات ومفاتيح جديدة مختلفة ومتنوعة ومن بينها المشكلة الكورية الشمالية. ولكن حتى لو نجح الرئيسان الأمريكي والصيني في التوصل لاتفاق تجاري فإن اختلافاتهما الأخرى ومساعيهما للهيمنة اقتصاديا وتجاريا وتقنيا وسياسيا سوف تستمر وتتواصل بأشكال متعددة ومختلفة، حيث لن تكون هناك حلول دائمة ونهائية وجذرية. بالتالي يجب على كوريا أن تتوقع وتتحسب لحروب هيمنة طويلة الأمد بين العملاقين الأمريكي والصيني، وذلك من خلال تقليل اعتمادها المطلق على الاقتصادين الصيني والأمريكي والعمل على تنويع ارتباطاتها الاقتصادية والتجارية.


هكذا يؤكد الخبراء أنه يجب على كوريا التركيز على كيفية إيجاد أسواق وموارد وشركاء تجاريين وهياكل اقتصادية جديدة، للتخلص من الهيمنة الأمريكية والصينية على الاقتصاد الكوري.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;