ⓒ Getty Images Bank

أسطورة اليوم ذُكرت في  "سامغوك يوسا" أو "حكاية الممالك الثلاثة"، وهو مرجع تاريخي أثري يذكر مجموعة من الحكايات الخيالية والمواقف التاريخية الطريفة التي وقعت في الممالك الكورية الثلاثة القديمة. و"بيك-جيه"هي إحدى الممالك الثلاثة، وتقع في الجزء الجنوبي الغربي من شبه الجزيرة الكورية. وحسب الأسطورة، عاش رجل هناك يدعى "صودونغ". ورغم أنه كان ينتمي للعائلة المالكة، لكنه كان من الفقراء، فكان يكسب عيشه من بيع القنب. حتى أن اسمه "صودونغ" إنما يعني "الفتى الذي يبيع نبات القنب".

وفي يوم من الأيام، سمع "صودونغ" عن أميرة جميلة اسمها "صُن-هوا"، الابنة الثالثة للملك "جين-بيونغ" في مملكة شيلا المجاورة. شعر "صودونغ" بانجذاب نحو الأميرة المذكورة، فذهب إلى "كيونغ-جو"، عاصمة شيلا. وهناك، نشر أغنية شعبية تتغنى بقصيدة فاضحة كان قد نظمها بنفسه. وكانت الأغنية تتحدث عن الأميرة "صُن-هوا" الجميلة التي فتنت بحب رجل فصارت عشيقة له، وكيف أنها كانت تتسلل كل ليلة من القصر لملاقاة عشيقها الذي يُدعى "صودونغ". كانت نغمات الأغنية حيوية تلصق بالأذن، فانتشرت كالنار في الهشيم حتى بلغت مسامع الملك. ثار الملك ثورة عارمة عندما سمع الأغنية الفاضحة، وقرر طرد ابنته من القصر. واضطرت الأميرة البريئة أن تهجر أهلها.

بالنسبة إلى "صودونغ"، كان كل شيء يسير على ما يرام. كان ينتظر الأميرة في الطريق المؤدي إلى المنفى. وعندما رآها، أخبرها انه هو من كتب الأغنية وعمل على نشرها، واعترف لها بحبه لها. صُعقت الأميرة لما سمعت في البداية. لكنها مع الوقت أدركت أن قدرها قد جمعها بذلك الرجل العجيب، ومع مرور الأيام وقعت في حبه، وعبرت معه الحدود إلى مملكة "بيك جيه" المجاورة، حيث تزوج العاشقان.

وفي عام 600، أصبح "صودونغ" ملك البلاد، وحمل اسم الملك "مو"، الحاكم الثلاثين لمملكة "بيك جيه". وقد أنجب الزوجان ابنًا أصبح آخر ملوك "بيك جيه" فيما بعد، وهو الملك "إيجا". بنى الملك "مو" بحيرة صناعية أسماها "كونغ نام جي" للتخفيف عن زوجته التي كان ينتابها الحنين إلى وطنها من حين لآخر. وقد أصبحت هذه البحيرة مزارا سياحيا شهيرا اليوم، لأنها أول بحيرة صناعية تبنى في كوريا. كما يقام مهرجان "بويو صودونغ لزهور اللوتس" كل عام حول البحيرة المذكورة جنوب مقاطعة "تشيونغ تشونغ"، لتذكيرنا بالحب الذي جمع بين "صودونغ" والأميرة "صُن هوا".