ⓒ YONHAP News

حوالي مائة وثلاثين مواطنا كوريا كانوا مضطرين إلى الإقامة في مصر بسبب تداعيات كورونا تسعة عشر، وصلوا إلى كوريا يوم الخامس من هذا الشهر، ومن بين قائمة ركاب الطائرة التي أقلتهم ضيفان خاصان.

وهما الطفلة "غلوريا" وأبوها "غاندي" من جنوب السودان، حيث من المقرر أن تخضع غلوريا لعملية جراحية لإزالة قطعة معدنية من جسمها في مستشفى سيفرانز التابع لجامعة يون سيه بالعاصمة سيول. 

وقد واجهت أسرتها الكثير من الصعوبات حتى تصل إلى كوريا، منذ نهاية شهر أغسطس من العام الماضي عندما ابتلعت غلوريا قطعة معدنية دائرية وهي تلعب بالقرب من بيتها في عاصمة جنوب السودان "جوبا". 

ورغم التأكد من وجود القطعة في صدرها في أحد المستشفيات هناك، فإنها لم تستطع تلقي عملية جراحية لإزالتها هناك. ولهذا في أوائل شهر سبتمبر الماضي اتجهت هي وأبوها بطائرة إلى السودان بحثا عن علاج طبي أفضل.

لكن لحالة أبيها الاقتصادية لم تكن جيدة لأنه تاجر صغير ومتجول، ولهذا فقد حصلا على مساعدة من قبل جيرانهما لشراء تذاكر الطائرة.

وفي العاصمة السودانية "الخرطوم" تلقت غلوريا عملية جراحية، إلا أن العملية فشلت في إخراج القطعة من جسمها ولم يتبق أي نقود لدى أبيها. ورغم هذه الظروف المخيبة للآمال، لم يتخل عنها أبوها.

ففي شهر نوفمبر من العام الماضي ركبا حافلة في السودان لينتقلا إلى مصر تطلعا إلى بيئة طبية أفضل بالمقارنة مع السودان أو جنوب السودان. بالإضافة إلى ذلك كان بعض أقاربهم يقيمون هناك.

ولحسن الحظ التقيا بأحد المبشرين الكوريين الذي كان يساعد السودانيين المقيمين في مصر في نهاية شهر يناير من هذا العام. وأحضر هذا المبشر الكوري الطفلة إلى مستشفى بالقاهرة حيث وجدوا أن حالتها كانت متدهورة للغاية. 

ورغم الحاجة الملحة لإجراء العملية الجراحية إلا أن أباها لم يستطع تحمل تكلفتها التي تبلغ خمسة وعشرين ألف دولار. وعندما سمع مستشفى سيفرانز الكوري بهذا الخبر المؤسف، تطوع لدعم تكلفة عمليتها وإقامتهما في كوريا والحمد لله.

ولكن المرحلة التالية لذلك لم تكن سهلة. فقد كان من المقرر أن تصل غلوريا إلى كوريا في نهاية شهر مارس الماضي لكنها لم تستطع بسبب وقف جميع الرحلات الجوية الدولية من مصر وإليها. وفي النهاية، نجحت هي وأبوها في الوصول إلى كوريا من خلال ركوب الطائرة الخاصة المتجهة إلى كوريا.