مُجتبى الصادق: كوريا هي الأمان، والسودان هو الحب
2024-03-22
من المتوقع أن يؤثر فوز "جو بايدن" في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بشكل إيجابي على الاقتصاد الكوري بسبب احتمال انتهاج إدارة "بايدن" سياسات مبنية على مبادئ التحالف والتعددية، بدلا من الحمائية. ولكن في الوقت نفسه، من المتوقع أن يكون العبء على عاتق كوريا الجنوبية أكبر، بسبب احتمال عدم حدوث تغيير في سياسة "أمريكا أولا" التي انتهجتها إدارة الرئيس "دونالد ترامب".
وتوقع الخبراء الاقتصاديون أن يؤثر فوز "بايدن" إيجابيا على تصدير السيارات وأشباه الموصلات والأدوات الطبية الكورية للولايات المتحدة. وتوقعوا أيضا احتمال تعرض قطاع الإنشاءات الكورية لأزمة وفرصة في آن واحد، فيما تستمر الولايات المتحدة في الحفاظ على القيود على استيراد المنتجات الحديدية الكورية كما هو عليه الآن.
ويشار إلى أن الاختلاف الأكبر بين موقفي "ترامب" و"بايدن" بشأن السياسات التجارية هو الأحادية لـ"ترامب" والتعددية لـ"بايدن".
وكان "ترامب" قد فرض ضغوطا تجارية على الدول الأخرى، بما في ذلك الصين وكوريا الحنوبية، تحت شعار "أمريكا أولا"، وبناء على مبدأ الأحادية أو الثنائية التجارية، حيث قامت إدارة "ترامب" بإعادة مفاوضات اتفاقية التجارة الحرة الموقعة مع كوريا الجنوبية، وفرضت نسبة عالية من الرسوم الجمركية على استيراد المنتجات الحديدية منها.
لكن من المتوقع أن تنتهج حكومة "بايدن" سياسات تجارية مبنية على مبدأ التعددية، رغم احتمال استمرارها في الحفاظ على شعار "أمريكا أولا" مثلما فعلت حكومة "ترامب".
والشيء المثير للقلق هو إمكانية أن تقوم إدارة "بايدن" برفع مستوى المعايير التجارية ليتناسب مع المصالح الأمريكية بدلا من الالتزام بالمعايير التجارية القائمة حاليا، الأمر الذي يجعل من الصعب توقع ما إذا كان فوز "بايدن" لمصلحة كوريا الجنوبية اقتصاديا أم لا.
ورغم أن الولايات المتحدة ستستمر في فرض ضغوط تجارية على الصين، إلا أنه من المتوقع أن يتم تخفيف النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين أو القضاء عليها، إذا قبلت الصين بالمعايير التجارية الأمريكية، وهو ما سيمكن كوريا الجنوبية من تجنب الخيار الحتمي للوقوف بجانب إما الولايات المتحدة أو الصين.
أيضا، بعد تنصيب "بايدن"، هناك احتمال بعودة الولايات المتحدة لعضوية اتفاقية المشاركة الاقتصادية الاستراتيجية عبر المحيط الهادئ التي انسحبت منها في يناير 2017، إذا تم تعزيز المعايير المتعلقة بتوضيح مصادر المنتجات، والبيئة، والاستثمارات، والسيارات، والمنتجات الحديدية. ومن المتوقع أن يكون ذلك عبئا على كوريا الجنوبية، حيث سيؤثر تأثيرا سلبيا على الصادرات الكورية، وبالتالي ستتعرض كوريا لضغوط للانضمام إلى عضوية الاتفاقية. كما يتوقع أيضا أن تتأثر الصادرات الكورية سلبا من المعاييرالخاصة بالبيئة والعمل التي من المؤكد أن حكومة "بايدن" سوف تقوم بتعزيزها.
وكان "بايدن" قد تعهد خلال حملته الانتخابية بضخ تريليوني دولار في مجال الطاقة الصديقة للبيئة خلال السنوات الأربع القادم. وإذا تم تنفيذ هذا التعهد، فمن المتوقع أن تواجه الشركات الكورية لبناء الوحدات البيتروكيميائية صعوبات، فيما ستستفيد شركات المشروعات الخاصة بالطاقة المتجددة والصديقة للبيئة استفادة كبيرة.
2024-03-22
2024-03-22
2024-03-22
يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;