الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

كوريا الشمالية تعقد أحداثا سياسية كبرى في يناير

2020-12-10

تطورات شبه الجزيرة الكورية

ⓒ YONHAP News

قررت كوريا الشمالية عقد جلسة لمجلس الشعب الأعلى في أواخر شهر يناير القادم، بعد أن يتم عقد المؤتمر الثامن لحزب العمال الحاكم في نفس الشهر. وعادة ما تُعقد جلسات "مجلس الشعب الأعلى" في أبريل، لكن كوريا الشمالية ستعقد العام القادم جلسة برلمانية يحضرها مئات المندوبين قبل ثلاثة أشهر من المعتاد. 


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

مجلس الشعب الأعلى هو المنظمة التشريعية لكوريا الشمالية، وعادة ما يتم عقد جلساته في شهر أبريل، أو شهر مارس على أقرب تقدير، من أجل الإعلان عن القرارات السياسية المهمة، حيث يدرس خطط الدولة الرئيسية للعام الجاري، ويعلن عن تغييرات في مناصب المسؤولين في وكالات الدولة ويراجع خطط الميزانية. هكذا يبدو أن دوره مشابه لدور البرلمان في كوريا الجنوبية، لكن الجلسة البرلمانية لكوريا الشمالية تعقد مرة واحدة أو مرتين في السنة. والآن يتحول الانتباه إلى سبب قرار كوريا الشمالية بتبكير موعد الاجتماع إلى يناير.


خطاب الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" بمناسبة العام الجديد، ومؤتمر الحزب الحاكم، وجلسة مجلس الشعب، ستعقد جميعها في يناير للإعلان عن الخطوط السياسية المفصلة للدولة الشيوعية. ومن خلال التركيز على الأحداث الرئيسية الثلاثة في نفس الشهر، من المرجح أن ترسل كوريا الشمالية رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة. ويتوقع بعض المحللين أن بيونغ يانغ قد تعلن عن بعض الإجراءات القانونية لترسيخ وضعها كدولة نووية أو المطالبة رسميا بعقد محادثات حول نزع السلاح النووي، في محاولة لكسب اليد العليا في المفاوضات مع الحكومة الأمريكية الجديدة بقيادة "جو بايدن".


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

من المقرر تنصيب حكومة جديدة في الولايات المتحدة يوم 20 يناير القادم. في الواقع، العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة متوقفة منذ ما يقرب من عامين. قد تُظهر كوريا الشمالية بطاقة التفاوض الخاصة بها أولا للإدارة الأمريكية القادمة لإيجاد اختراق في العلاقات الثنائية المتوقفة. محليا، سيدخل الزعيم "كيم جونغ أون" عامه العاشر في منصبه في عام 2021. وقد اعتذر كيم صراحة لشعبه لفشله في الوفاء بوعوده بشأن إنعاش الاقتصاد. كوريا الشمالية لديها مهمة على قدر كبير من الأهمية لتقديم رؤية جديدة تبعث على الأمل للجمهور خلال العام القادم، وعلى رأسها العلاقات مع والولايات المتحدة. ومن المتوقع أيضا أن تعيد كوريا الشمالية التأكيد على أهدافها الاقتصادية في جلسة مجلس الشعب الأعلى في يناير.


قد تكشف الجلسة البرلمانية الكورية الشمالية في شهر يناير عن تشكيل فريق جديد يكون مسؤولا عن المفاوضات النووية مع إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب "جو بايدن" الذي انتهى بالفعل من تشكيل فريق للتعامل مع سياسات كوريا الشمالية. وعلى عكس "ترامب"، فإن "بايدن" خبير دبلوماسي يقدر المفاوضات على مستوى العمل. وبالنظر إلى ذلك، قد تسمح كوريا الشمالية لـ"كيم يو جونغ" شقيقة زعيمها بالتعامل مع الشؤون الخارجية أو إنشاء فريق جديد للمفاوضات النووية بقيادة "تشيه سون هي" النائبة الأولى لوزير الخارجية. كما يمكن لكوريا الشمالية أن تستعين بفريق عمل نووي قديم ووضعه في الواجهة الدبلوماسية، وهو الفريق المعروف باسم "فريق الإدارة النووية"، الذي تولى مسؤولية المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة منذ منتصف التسعينيات عندما وقع الجانبان على إطار العمل في جنيف.


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

انتقدت "كيم يو جونغ" وزيرة خارجية كوريا الجنوبية "كانغ كيونغ هوا" يوم الأربعاء بسبب تصريحات "كانغ" الأخيرة حول إجراءات كوريا الشمالية لمكافحة الفيروس. قالت "كيم" إن الشمال لن ينسى أبدا كلمات "كانغ" وقد تضطر "كانغ" إلى دفع ثمنها غاليا. بالنظر إلى موقف "كيم"، يتوقع بعض المحللين أنها قد تقود المفاوضات مع الولايات المتحدة في المستقبل. ويعتقد البعض الآخر أن "فريق الإدارة النووية" التقليدي سيكون أكثر ملاءمة للتعامل مع المفاوضات مع إدارة "بايدن". تألفت فرقة العمل المعروفة أيضا باسم "خط نيويورك" من دبلوماسيين محترفين، بمن في ذلك السفير المتجول "كيم ميونغ كيل"، ووزير الخارجية السابق "ري يونغ هو". فيما يتعلق بفريق التفاوض الجديد، سيتعين علينا الانتظار لنرى القرارات التي سيتخذها مجلس الشعب في يناير.


ينصب الانتباه أيضا على تغيير محتمل في العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بعد تنصيب إدارة "جو بايدن" في الولايات المتحدة في يناير. ففي يوم 3 ديسمبر، قال تقرير بثته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية إن فريق السياسات الخارجية للرئيس القادم "بايدن" يخطط لمراجعة الرسائل المتبادلة بين الرئيس "دونالد ترامب" والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون". وفي أثناء محاولتها الاتصال بإدارة "بايدن"، تنظر الحكومة الكورية الجنوبية بجدية في كيفية منع أي استفزازات استراتيجية من قبل كوريا الشمالية. ويعتبر شهر يناير بمثابة وقتا ذهبيا لإحداث بعض التغيير الإيجابي في العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وكذلك في العلاقات بين الكوريتين.


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

كانت كوريا الشمالية والولايات المتحدة على شفا الحرب في عام 2017، لكن العلاقات بينهما تغيرت فجأة إلى الأفضل في العام التالي. في الواقع، السياسة هي شيء حي. والدبلوماسية شيء حي آخر يتأثر بسهولة بصانعي القرار والمواقف المعقدة. من المرجح أن تعلن كوريا الشمالية عن رسالة معينة في يناير، إما من خلال خطاب زعيمها بمناسبة العام الجديد أو من خلال مجلس الشعب. كوريا الجنوبية، من جانبها، تحتاج إلى تحليل طبيعة النوايا الحقيقية لكوريا الشمالية وتهيئة جو دبلوماسي إيجابي كوسيط لحث كوريا الشمالية والولايات المتحدة على الجلوس إلى طاولة الحوار. في العام القادم، تدخل حكومة "مون جيه إين" في كوريا الجنوبية المرحلة الأخيرة من ولايتها التي تبلغ خمس سنوات. ولذلك من المتوقع أن تبذل محاولات أكثر جرأة وأقوى لتحقيق بعض النتائج الإيجابية في العلاقات بين الكوريتين وكذلك العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. 


في غضون ذلك، وصل إلى سيول يوم الثلاثاء نائب وزير الخارجية الأمريكي "ستيفن بيغون"، الذي يشغل أيضا منصب الممثل الأمريكي الخاص لشؤون كوريا الشمالية، للتباحث مع المسئولين الكوريين الجنوبيين حول قضايا كوريا الشمالية. ومن ناحية أخرى، قال رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة "مارك ميلي" في ندوة عبر الإنترنت في يوم 2 ديسمبر، إن كوريا الشمالية قد تقوم باستفزازات عسكرية. وقد حلقت طائرات استطلاع أمريكية فوق كوريا الجنوبية لمدة ثلاثة أيام متتالية أواخر الشهر الماضي. ومن المفترض أنها حاولت الكشف عن أي علامات استفزاز من جانب كوريا الشمالية مسبقا.


المعلق السياسي "تشيه يونغ إيل":

اعتادت كوريا الشمالية على القيام باستفزازات في الوقت الذي يتم فيه تنصيب إدارة جديدة في الولايات المتحدة. وبعد الاستفزازات تختار كوريا الشمالية تغيير موقفها أو الاستمرار في اتخاذ موقف متشدد ومواجهة الولايات المتحدة. بالنظر إلى الاستفزازات العسكرية الوقائية السابقة من قبل كوريا الشمالية، يتوقع العديد من الخبراء أن النظام الشيوعي قد يطلق استفزازا في غضون 20 يناير من العام القادم. وقد كشفت كوريا الشمالية عن أسلحة متطورة في عرض عسكري في أكتوبر. وعلى ذلك المستوى، بدا أن كوريا الشمالية تحاول عدم استفزاز "ترامب"، لكن بعض التقارير أشارت إلى أن "ترامب" غاضب. وعلى أي حال، حتى قبل تنصيب "بايدن"، من المرجح أن تستمر الإدارة الأمريكية في تحذير كوريا الشمالية من أي استفزاز.


شهر يناير سيكون موسما سياسيا مهما في كوريا الشمالية، حيث يُعقد فيه مؤتمر الحزب الحاكم وجلسة برلمانية. وعلينا الانتظار لنرى السياسات التي ستعلنها بيونغ يانغ في يناير، فيما يتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;