ⓒ Getty Images Bank

تتخذ الشركات في جميع أنحاء العالم تدابير مختلفة لتسوية نظام العمل عن بعد، والذي أصبح أمرا روتينيا بسبب فيروس كورونا. حتى العام الماضي، استخدمت العديد من الشركات العمل عن بُعد والعمل المكتبي في نفس الوقت للوقاية من جائحة كورونا، ولكن الآن بعد مرور عام على تفشي فيروس كورونا، تقبل العديد من الشركات العمل في المنزل كنظام عمل رسمي.

في هذا السياق، قررت شركات التكنولوجيا الأمريكية مثل مايكروسوفت وتويتر الحفاظ على العمل عن بُعد حتى بعد فيروس كورونا، كما تعمل الشركات المحلية على زيادة نسبة العمل عن بُعد. وتركز الشركات على حل مشكلة "تمديد ساعات العمل"، والتي تمت الإشارة إليها على أنها أكبر مشكلة منذ إدخال العمل عن بعد. وذلك لأن شكاوى الموظفين بشأن الزيادة في العمل الإضافي بعد انتهاء ساعات العمل قد زادت بشكل كبير حيث أصبحت أوامر العمل ممكنة في أي وقت من خلال المراسلة والبريد الإلكتروني. وفقا لذلك، تقوم شركة Pasona، وهي شركة يابانية لإرسال المواهب، بإغلاق أجهزة الكمبيوتر المحمولة للعمل تلقائيا التي يتم تأجيرها للموظفين الذين يعملون من المنزل في الساعة 8:30 مساء. وفي الوقت نفسه، لا تضع المزيد من الشركات قيودا على مناطق العمل. وفي هذا السياق، أعلنت شركة "Spotify"، أكبر شركة لخدمات الموسيقى في العالم، في اليوم الثاني عشر من الشهر الجاري أنها ستمكن الموظفين من العمل في أي مدينة وفي أي بلد.

ونظرا لانخفاض عدد الموظفين الذين يعملون في المكاتب بشكل كبير، فإن أحجام المقرات الرئيسية للشركات يتناقص تدريجيا. على سبيل المثال، قدمت شركة الإلكترونيات اليابانية "فوجيتسو'' نظاما جديدا الشهر الماضي يسمح للموظفين بالعيش والعمل في مناطق خارج مكان عملهم الحالي. وعلى مدى السنوات الثلاث المقبلة، تخطط لخفض مساحة المكاتب في اليابان بمقدار النصف.

في حالة كوريا، قالت شركة "جيكبانغ" (Zicbang)، وهي منصة للبحث في العقارات في كوريا الجنوبية مؤخرا، إنها تسمح لـ200 موظف بالعمل في المكان الذي يريدونه دون الحاجة للذهاب إلى مكاتبهم. كما تظهر خطط الدعم لمساعدة الموظفين على التكيف مع العمل من المنزل. على سبيل المثال، تدير شركة الألعاب الكورية Com2uS دورات عبر الإنترنت مثل "محاضرة اليوغا للشفاء" و"محاضرة ترتيب الزهور" للموظفين الذين يقضون وقتا أطول في المنزل. ومع ذلك، على الرغم من أن العمل عن بعد يعمل على تحسين رضا الموظفين وله وظائف إيجابية مختلفة، هناك أصوات قلق من أنه يمكن أن يقلل من إنتاجية الشركات.

يذكر أنه مع تطور تكنولوجيا المعلومات، اصبح بالامكان التعامل مع العديد من المهام بطريقة غير مباشرة، ولكن كفاءة العمل تنخفض لأن التواصل بين الموظفين والإدارات ليس أكثر سلاسة من العمل وجها لوجه. حيث أن في العمل المباشر غالبا ما يمكن الحصل على أفكار جديدة من خلال عقد اجتماعات ومناقشات مشتركة، ولكن في حالة العمل من المنزل له حدود.