عبر العديد من محبي الدراما والثقافة الكورية عن دهشتهم، بعد انتشار خبر إلغاء مسلسل بعد عرض حلقتين فقط. وكان قد تم الغاء المسلسل الذي عرض تحت عنوانه "Joseon Exorcist" أي "جوسون، طارد الأرواح الشريرة"، وذلك بعد أن تم إنتاج حوالي 80 بالمائة من الحلقات، لكنها لن تُبث إطلاقا، حيث كان من المقرر بث 16 حلقة، لكن تم إلغاء القرار بعد بث حلقتين فقط. 

يذكر أن ذلك يحدث للمرة الأولى بالنسبة للمسلسلات الكورية. وحول سبب ذلك، تطرق الخبراء إلى 3 قضايا واجهها المسلسل، الأولى هي تشويه التاريخ، فهذه الدراما خيالية لكنها تدور حول بعض الأبطال الحقيقين والحقائق التاريخية. ودرجة تشويهه للحقائق التاريخية تعتبر مفرطة وبطريقة غير صحيحة مثل استخدام مواد وأطعمة صينية خاصة في هذا الوقت الذي تدعي الصين فيه ملكية الزي الكوري التقليدي والطعام الكوري التقليدي. وهذا غير مناسب. خاصة أن بعض المشاهد تشوه صورة الملك "سيجونغ" المعروف بأنه صاحب ابتكار الأبجدية الكورية، ويحظى بأكبر احترام بالنسبة للشعب الكوري. ولا يستطيع الشعب الكوري تحمل ذلك، وبالتالي يشك البعض في أن كاتب المسلسل هو شخص صيني. ونتيجة لذلك، استمرت احتجاجات المشاهدين تجاه القناة التي تبث المسلسل، واشتدت تلك الاحتجاجات لدرجة أن المؤسسات وأصحاب الإعلانات التجارية سحبوا تلك الإعلانات أو توقفوا عن رعايتهم للمسلسل. 

أما السبب الثاني فهو طموح القناة المفرط، حيث نتيجة لزيادة التنافس وكثرة المحتويات وتدويلها إلى العالم، صارت القنوات التلفزيونية تبحث عن مواد خفيفة ولكن مثيرة تستطيع تخفيض الحواجز الثقافية فيما بين البلدان. فهي تولي اهتماما بنسبة المشاهدة وتحقيق الأرباح المالية فقط. الجدير بالذكر أن القنوات التلفزيونية لا تنتج المسلسلات مباشرة، بل تكلف مؤسسة متخصصة في الإنتاج. ولذلك يتم إنتاج بعض المسلسلات الخالية من الحقائق التاريخية أو ذات الجودة المنخفضة. أما السبب الثالث فهو زيادة تأثيرات المشاهدين. لأن قرار إلغاء الحلقات الباقية كان ممكنا بفضل تعبير المشاهدين الإيجابي. 

يُشار الى أنه في حالة حدوث مشكلة في المحتويات الإذاعية، فإن المشاهدين كانوا يقومون فقط بكتابة شكاوى للجنة الرقابة، أو على الإنترنت. لكنهم الآن يضغطون مباشرة على المؤسسة التي ترعي المسلسلات أو التي تقدم إعلانات تجارية، من خلال تنظيم حملات مقاطعة شراء المنتجات. حيث تعتبر هذه من طرق الجيل الجديد للتعبير عن عدم الرضاء. لذلك لابد للمؤسسات المنتجة للمحتويات الثقافية والقنوات أيضا أن تستفيد من هذا الحدث.