ⓒ Getty Images Bank

وفقًا لتقرير بحثي صدر عن وزارة الإدارة العامة والأمن يوم أمس، أصبحت كوريا الجنوبية من المجتمعات التي تعاني الشيخوخة بشكل واضح. فقد أعلنت وزارة الإدارة العامة والأمن في السادس من هذا الشهر عن "النتائج الديموغرافية حسب عمر تسجيل المقيمين"، والتي تم أخذها اعتبارًا من نهاية يونيو 2021. وظهر في النتائج أن الأشخاص في سن الأربعينيات والخمسينيات من العمر هم أعلى نسبة حسب الفئة العمرية، حيث يُشَكِّلُون 32.5٪ من مجموع السكان. أما الأشخاص الذين هم في العشرينات والثلاثينيات من العمر فهم يشكلون 26.2٪، أما الستينيات والسبعينيات فهم يمثلون 20.7٪ من إجمالي السكان.

بالنظر إلى التدفق الإحصائي منذ عام 2008، يتناقص عدد الأشخاص في سن الثلاثين أو أصغر بشكل مطرد، بينما يزداد عدد الأشخاص في الستينيات وما فوق بشكل ملحوظ. كما تغير متوسط عمر السكان المقيمين. حيث بلغ متوسط عمر الكوريين 43.4 عامًا اعتبارًا من يونيو 2021. ومقارنة بعام 2008، فقد ارتفع العمر بمقدار 6.4 سنوات. فيما يستمر عدد سكان كوريا الجنوبية في الانخفاض. وكانت قد أظهرت نتائج مسح أُجري في نهاية يونيو 2021، أن عدد السكان المسجَّلين في كوريا بلغ حوالي 51.67 مليون. ووفقا لقول الخبراء، فإن عدم تناسق توزيع السكان آخذ في الازدياد. ومن من المتوقع أن يشكل السكان الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا أكثر من نصف إجمالي السكان في غضون 10 سنوات. ومن المحتمل أن تؤدي الشيخوخة إلى زيادة عبء جيل الشباب العامل لرعاية المسنين، وبالتالي تعزيز الصراع بين الأجيال، وهي مسألة مثيرة للقلق.

في حالة كوريا الجنوبية، أصبح معدل الشيخوخة سريعًا جدًا، ففي غضون 20 عامًا، سيكون واحد من كل ثلاثة كوريين من كبار السن، وفي غضون 27 عامًا، من المتوقع أن تدخل كوريا في قائمة الدولة الأكثر معاناة من ظاهرة الشيخوخة في العالم. لذلك، ليس من المبالغة القول إن مصير البلاد يعتمد على حل مشكلة الشيخوخة إلى جانب مشكلة انخفاض الخصوبة. فهناك حاجة إلى جهود مستمرة لإيجاد حل أساسي لمشكلة انخفاض معدل المواليد والشيخوخة التي يواجهها المجتمع الكوري من أجل استمرار وجوده، وكذلك تعزيز القدرة التنافسية الوطنية.