ⓒYONHAP News, Getty Images Bank

قام مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية "الأونكتاد" بتغيير وضع كوريا الجنوبية من دولة نامية إلى دولة متقدمة. وتعد هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تغيير دولة نامية إلى دولة متقدمة على الإطلاق منذ تأسيس "الأونكتاد" عام 1964.

ووافق مؤتمر "الأونكتاد" على تغيير وضع كوريا الجنوبية بالإجماع في دورته الثامنة والستين التي عقدت يوم الثاني من شهر يوليو الجاري في مقر المؤتمر في جنيف.  ويعد الأونكتاد جزءا من الأمانة العامة للأمم المتحدة، ويتناول قضايا التجارة والاستثمار والتنمية للبلدان النامية.

وتتمثل أهداف المؤتمر في زيادة فرص التجارة والاستثمار والتنمية للدول النامية، ومساعدتها في جهودها الرامية إلى الاندماج في الاقتصاد العالمي على أساس عادل، من خلال تشجيع التنمية الاقتصادية في تلك الدول وتضييق الفجوة الاقتصادية بينها وبين الدول المتقدمة.

ويضم مؤتمر الأونكتاد في عضويته 195 دولة، وقد انضمت كوريا الجنوبية لعضويته في شهر مارس من عام 1964. 

وينقسم الأونكتاد إلى 4 مجموعات، أولها المجموعة "أ" التي تتكون غالبا من الدول النامية من آسيا وأفريقيا والمحيط الهادئ، والمجموعة "ب" وهي الدول المتقدمة من أوربا الغربية وأمريكا الشمالية، والمجموعة "ج" من دول أمريكا الوسطى والجنوبية، فيما تتكون المجموعة "د" من روسيا ودول أوربا الشرقية.

وبتغيير وضع كوريا الجنوبية، أصبح عدد الدول المدرجة في المجموعة "ب" للدول المتقدمة 32 دولة.

وكانت كوريا الجنوبية مدرجة في المجموعة "أ"، لكنها مارست أنشطتها ضمن إطار المجموعة "ب" للدول المتقدمة، نظرا لأن المفاوضات الموضوعية داخل الأونكتاد تتمحور حول المجموعات السياسية.

وتنقسم هذه المجموعات السياسية إلى 3 مجموعات، الأولى مجموعة السبعة والسبعين المكونة من 77 دولة إلى جانب الصين، والثانية مجموعة الدول الصناعية خارج الاتحاد الأوربي، والأخيرة مجموعة دول الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي.

وعندما انضمت كوريا الجنوبية إلى عضوية الأونكتاد في عام 1964، كانت تتعافى إلى حد ما من تدهورها الناتج عن تداعيات الاستعمار الياباني والحرب الأهلية، مما تسبب في إدراجها ضمن مجموعة الـ77.

لكنها حققت نموا اقتصاديا سريعا سمي بـ"معجزة نهر الهان"، وانضمت إلى عضوية منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وانسحبت من مجموعة الـ77، وصارت تمارس أنشطتها ضمن مجموعة الدول الصناعية خارج الاتحاد الأوروبي التي تضم في عضويتها الدول المتقدمة صناعيا، منها الولايات المتحدة واليابان  وسويسرا وكندا.

ولم يكن هناك حالة مماثلة على الإطلاق دخلت فيها دولة كانت نامية ومُستعمرَة إلى مصاف الدول المتقدمة.

ولقرار مؤتمر الأونكتاد بتغيير وضع كوريا الجنوبية من دولة نامية إلى دولة متقدمة مغزى خاص، لأنه يعنى الاعتراف الرسمي بالمكانة العالية التي تتمتع بها كوريا الجنوبية في المجتمع الدولي. وبعد هذا القرار، من المتوقع أن تلعب كوريا الجنوبية رسميا دورا في الأمم المتحدة بصفتها دولة متقدمة.

ومن المتوقع أيضا أن يُطلب من كوريا الجنوبية بشكل أكثر تحمل مسؤوليات والتزامات كدولة متقدمة، ليس فقط في الشؤون الاقتصادية، بل وأيضا في القيم التي يتوجه إليها المجتمع الدولي، مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان.