ⓒ United Nations

تخطط كوريا للانضمام إلى عضوية مجلس الأمن غير الدائمة. ولدى كوريا علاقات وثيقة وطويلة مع الأمم المتحدة منذ انطلاق الحكومة الكورية. ففي عام 1948، تم الاعتراف بالحكومة الكورية كحكومة شرعية وحيدة في شبه الجزيرة الكورية. وبموجب القرار الثالث والثمانين لمجلس الأمن، أرسلت الأمم المتحدة قوات للمشاركة في الحرب الأهلية الكورية في عام 1950. أما انضمام كوريا إلى الأمم المتحدة فلم يكن سهلا بسبب الحرب الباردة بين الاتحاد السوفييتي السابق والولايات المتحدة الأمريكية. ولكن بعد انتهاء الحرب الباردة في عام 1991، وبعد انتظار طويل دام 42 عاما، أصبحت كوريا عضوة في الأمم المتحدة. ورغم ذلك شهدت كوريا تولي أحد مواطنيها لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، كما كانت عضوة غير دائمة في مجلس الأمن مرتين. وكل ذلك إنجازات ملحوظة. 

ويصادف هذا العام الذكرى الثلاثين على انضمام كوريا إلى الأمم المتحدة، وبهذه المناسبة، تسعى كوريا إلى العضوية غير الدائمة في مجلس الأمن للمرة الثالثة. للانضمام إلى العضوية غير الدائمة، يجب على كوريا الحصول على أكثر من تأييد ثلثي الدول الأعضاء في تصويت الجمعية العامة. ويبلغ عدد الدول الأعضاء غير الدائمة في مجلس الأمن عشر دول، وهناك خمس مجموعات حسب القارات، حيث يُخصص مقعدان فقط لكل قارة. وبالنسبة لقارة آسيا، فهي تتكون من 53 دولة. ومعنى ذلك أن هناك تنافسا شرسا أمام مساعي كوريا. لذلك بدأت الحكومة الكورية من الآن في الاستعداد للانضمام إلى عضوية مجلس الأمن خلال عامي 2024 و2025، حيث إنه ليس لديها وقت طويل. ونظرا للمساهمات الكورية في ميزانية الأمم المتحدة، حيث تحتل حصة كوريا المركز الحادي عشر العام الماضي، أو ضمن المراكز العشرة الأولى ربما هذا العام، فإن هذا التحدي لن يكن مستحيلا. خاصة أنه لا توجد أي دولة أعلنت عن رغبتها في هذا المنصب حتى الآن. 

الجدير بالذكر أن أكبر تنافس شهدته كوريا كان عندما حاولت الفوز بعضوية مجلس الأمن للمرة الثانية في عامي 2013 و2014. وكان قد ترشحت ضمن مجموعة القارة الآسيوية كل من كوريا وكامبوديا وبوتان، وكانت كامبوديا أقوى منافسة، لأنها كانت دولة رئيسة في رابطة دول جنوب شرق آسيا، "آسيان". وكل التوقعات كانت أن تأييد أغلبية الدول الأعضاء في آسيان لكامبوديا أكثر من كوريا. بينما كانت كوريا تتميز بخبرتها السابقة كدولة عضوة في مجلس الأمن. وعلى أساس تلك الخبرة كانت ترغب في الحصول على تأييد أكثر من ثلثي عدد الدول الأعضاء في التصويت. وفي التصويت الأول الذي جرى في عام 2012، حصلت كوريا على 116 صوتا، بينما حصلت كامبوديا على 62 صوتا، و20 صوتا بالنسبة لبوتان. وبالتالي أعيد التصويت بعد حوالي 25 دقيقة، وفي التصويت الثاني حصلت كوريا على 149 صوتا، وهو ما كان يكفي للانضمام إلى عضوية مجلس الأمن.