قالت السيدة " صو نا كيونغ 서나경" المقيمة في منطقة "يانغ تشون 양천" في سيول إنها تتمنى وضع ماكينات خاصة لاستعادة الزجاجات الفارغة عن بعد من أجل إعادة استخدامها إلى جانب تلقي مرجعيها بعض المكافآت الرمزية. يُذكر أنها كانت قد تعرفت على نظام لدفع المكافآت مقابل وضع الزجاجات البلاستيكية الفارغة في الماكينات فورا في أثناء رحلاتها في بعض الدول الأوربية. وظنت أن إدخال هذا النظام إلى بلادها سيساعد على الحفاظ على جمال مدينتها إلى جانب حماية البيئة. ولم تتوقف فكرتها هذه عند هذا الحد، لأنها سعت لتحويلها إلى سياسية من خلال المشاركة في اجتماع عام للمواطنين نظمته بلدية سيول مؤخرا. وبالفعل تم اختيار فكرة السيدة صو كمقترح ممتاز في الاجتماع العام لمواطني سيول لعام ألفين وواحد وعشرين الذي عقد في الأول من هذا الشهر في مقر البلدية تحت شعار "عصر أزمة المناخ ودور سيول". 

وقالت السيدة إنها كانت ترى كثيرا من القطع الزجاجية المكسورة في شوارع العاصمة وهو ما يعد أمرا خطيرا. وأضافت أنها توصلت إلى فكرة أن نظام جمع الزجاجات البلاستيكية الفارغة الذي رأته في أوربا سيساعد على سهولة إعادة تدويرها وتعزيز حماية البيئة في آن واحد. وقد شهد الاجتماع العام للمواطنين كثيرا من أفكار المواطنين الخاصة للتكيف مع تغير المناخ. فمثلا السيد "لي هيون شيك 이현식" المقيم في منطقة صوتشو 서초 بالعاصمة طرح فكرة حول تغيير مواد المناديل الورقية المبللة إلى مواد ورقية صديقة للبيئة، وقد اختيرت فكرته كفكرة جيدة. وأشار السيد لي إلى أن مواد المناديل الورقية المبللة تضم مكونات بلاستيكية تساهم جزئيا في زيادة الانبعاثات الكربونية. وقال إن تعفنها يستغرق وقتا طويلا وتحدث موادا سامة في إحراقها، موضحا أن استخدام مواد ورقية صديقة للبيئة في صنعها سيسهم في تحسين البيئة. 

كما اختير نظام الحجم الكلي للغابات الخضراء الذي اقترحه السيد "هان ميونغ كون 한명근 " المقيم في منطقة قورو구로، كفكرة جيدة. وشرح السيد هان أن النظام يلزم بالحفاظ على الحجم الإجمالي للغابات باستمرار من خلال تكوين غابات بديلة في مناطق أخرى بكمية مماثلة للمساحات الخضراء المتضررة جراء إعادة الإعمار أو إعادة التطوير. واقترح من خلال فكرته تعزيز جودة الهواء وتعليم أهمية البيئة للأجيال القادمة. ومن ناحية أخرى، أعرب عمدة سيول "او سيه هون" الذي حضر الاجتماع عن الشكر والتقدير على المشاركة الكبيرة في الاجتماع من خلال تخصيص الوقت وطرح الأفكار الممتازة، مؤكدا أنه سيعمل على تحويل الأفكار المختارة إلى سياسات من أجل تنفيذها.

الجدير بالذكر أن الاجتماع جاء وليدا للذكاء الجماعي الذي تم تكوينه من خلال مشاركة ألف وواحد وثمانين مواطنا منذ شهر مايو الماضي ولمدة مائة يوم. ففي شهر مايو الماضي قامت بلدية سيول بتعبئة مفتوحة لتعيين ألف وواحد وثمانين عضوا من أعضاء لجنة المواطنين مع مراعاة الجنس والعمر ومنطقة الإقامة. ومع استمرار ظاهرة انتشار وباء كورونا جرى النقاش عبر شبكة الإنترنت وخارجها معا. ومن خلال عملية النقاش العام هذه طرحت أربعمائة وسبع وتسعون فكرة. بعد ذلك قام مقر المناخ والبيئة التابع للبلدية وعدد من الخبراء في البيئة بمراجعة الأفكار من حيث إمكانية التطبيق وقدرة الانتشار وغيرها، واختاروا خمسا وعشرين فكرة مرشحة منها.

وخضعت الأفكار الخمس والعشرين لعملية تصويت عبر الأجهزة المتنقلة ليتم اختيار إحدى عشرة فكرة جيدة. وفي الاجتماع العام للمواطنين قام مقترحو هذه الأفكار بأنفسهم بتقديمها وشرحها من أجل تقاسمها. وبعد عملية التصويت بمشاركة الأعضاء المدنيين الألف والواحد والثمانين، تم اختيار "ماكينة استعادة الزجاجات الفارغة عن بعد" و"استخدام المواد الورقية الصديقة للبيئة في صنع المناديل الورقية المبللة" و"نظام الحجم الكلي للغابات الخضراء"، كأفكار ممتازة وجيدة.