ⓒ Getty Images Bank

أعلن فريق حديثي الولادة في مستشفى آسان للأطفال في سيول أن جو غون أو، الذي وُلد بعد فترة حمل دامت 24 أسبوعا، غادر المستشفى بصحة جيدة بعد استكمال العناية المركزة لحديثي الولادة. من النادر عالميا أن يبقى طفل مبتسر وزنه أقل من 400 جرام على قيد الحياة. وقد تم تسجيل "غون أو" على أنه أصغر رضيع غير مكتمل النمو على قيد الحياة في كوريا. وكان قد وُلد بعد إجراء جراحة قيصرية في أبريل الماضي، وكان صغيرا جدا إلى الدرجة التي يمكن فيها احتواؤه بين راحتي اليد. في حالة هذا الرضيع، تأخر النمو في رحم الأم لأسباب غير معروفة، وأخرج الطاقم الطبي الطفل من رحم الأم قبل 15 أسبوعا من الموعد المتوقع وبدأ العلاج المكثف. وفي وقت الولادة، لم تكن رئتا غون أو قد اكتملت بعد، لذلك كان من الصعب عليه التنفس بمفرده، وكان هناك وقت توقف فيه قلبه عندما كان عمره شهرا. لهذا السبب أطلق الطاقم الطبي على هذا الرضيع الصغير في الحاضنة اسم "팔팔이". وتعني هذه الكلمة الرقم 882 بالكورية. بمعنى آخر، عند قراءة الرقم 288 بالمقلوب، والذي يعني وزن الطفل عند الولادة، تُصبح معنى كلمة "팔팔이" شخصا يتمتع بالصحة والحيوية.  ولذا أطلق الطاقم الطبي على غون أو اسم "팔팔이" على أمل أن يصبح طفلا يتمتع بصحة جيدة في أسرع وقت ممكن. وظل والداه يقطعان أكثر من 700 كيلومتر في اليوم بالسيارة ذهابا وإيابا من منزلهما في الريف إلى المستشفى في سيول مرة أو مرتين على الأقل كل أسبوع خلال الأشهر الخمسة الماضية من أجل إرضاعه. 

وبفضل تفاني والديه والرعاية المخلصة للطاقم الطبي، نمت رئة وأمعاء وشبكية عيني الطفل الذي كان طفلا مبتسرا جدا شيئا فشيئا. وغادر الحاضنة في منتصف أربعة أشهر، وبحلول الوقت الذي بلغ فيه من العمر خمسة أشهر، كان وزنه يزيد عن كيلوغرامين. وقالت والدة الطفل: "أردت حماية هذا الطفل الذي جاء كبركة بعد 6 سنوات من الزواج، وأنا ممتنة حقا لأنني تمكنت من حمل طفل سليم بين ذراعي بفضل مساعدة الطاقم الطبي". كما قالت أيضا "على الرغم من أنه ولد كأصغر طفل، إلا أنني سأعتني به جيدا حتى يكبر ليكون الطفل الأكثر صحة وله قلب كبير".

في هذا الصدد، قال الطاقم الطبي معلقا على حالة الطفل المعجزة "لقد جعل غون أو الطاقم الطبي يشعر بالتوتر في كل لحظة، لكنه في نفس الوقت كان معلمنا الصغير الذي ذكرنا بعظمة الحياة". الجدير بالذكر أن الطفل غون أو أصبح أصغر رضيع غير مكتمل النمو على قيد الحياة يتم تسجيله في كوريا، وكذلك جاء في المرتبة الثانية والثلاثين من بين الأطفال المبتسرين في جميع أنحاء العالم، حيث يعد ذلك بمثابة رسالة أمل للأطفال الآخرين غير مكتملي النمو.