ⓒ Getty Images Bank

أصبح الكثير من الكوريين يعتقدون أن فهم الذكاء الصناعي والبرمجيات مهم جدا في المجتمعات المستقبلية. ويتوقعون أن تحظى مهنة مطوري البرمجيات برواج كبير في المستقبل القريب. ولهذا فإن عددا كبيرا منهم وحتى الأطفال في سن الرابعة يقبلون على تعلم الترميز أو التكويد. وكانت قد ارتفعت رواتب المطورين في صناعة تكنولوجيا المعلومات ارتفاعا كبيرا في بداية هذا العام، الأمر الذي دفعهم إلى التسجيل في معاهد خاصة لتعلم البرمجة. ليس هذا فقط، بل وقد انخفض سن التعلم أيضا.  ومؤخرا أطلقت شركة نيفر تطبيقا خاصا لتعليم البرمجيات يمكّن الأطفال في سن الرابعة من تعلمها، وقد حظي بشعبية بين أولياء الأمور. ويرجع السبب الأهم في خلفية تعليم الترميز في سن مبكرة في كوريا إلى المستقبل المشرق للمهن ذات الصلة.  وبالتوازي مع زيادة الطلبات على المطورين تمشيا مع التحول الرقمي في جميع الصناعات، أصبح ذوو المواهب في تكنولوجيا المعلومات شخصيات مرموقة بكل معنى الكلمة. خاصة أن مستوى الرواتب السنوية للموظفين الجدد في شركات صناعة تكنولوجيا المعلومات في كوريا يتراوح بين 50 و60 مليون وون سنويا، أي ما بين 43 و52 ألف دولار، بينما توظفهم الشركات الناشئة بحوالي مائة مليون وون أي ما يعادل 87 ألف دولار.  ووفقا للصناعة ذات الصلة، يلقى تطبيق "جيونيبوسكول 쥬니버스쿨 " لتثقيف قدرة الأطفال الصغار على التعامل مع تكنلوجيا المعلومات رواجا كبيرا بين أولياء الأمور بالتوازي مع تدفق الطلبات على التعلم في سن مبكرة. يُشار إلى أن جيونيبوسكول عبارة عن تطبيق لتعليم البرمجيات أطلقته شركة "نيفر كونيكت 네이버커넥트" في شهر أغسطس الماضي لخدمة الأطفال قبل المدرسة الذين تتراواح أعمارهم بين أربع وسبع سنوات. ويستهدف التطبيق تعزيز قدراتهم على فهم وضع البرامج من خلال تعليم علم المنطق والرياضيات حيث يركز على تحسين قدرة التفكير من خلال المفهومات الأساسية بما في ذلك الأعداد والجمع والطرح وغيرها.  وأظهر أولياء الأمور اندهاشهم من أن أولادهم يحبون ويجيدون التعلم بشكل أفضل مما توقعوا. وأشاروا إلى أن أولادهم يحبون التعلم بهذا التطبيق لأنه يسمح لهم بالتعلم بشكل قيادي رغم أنهم لم يتعلموا كتابة الحروف الكورية بعد. يُشار إلى أن التطبيق عبارة عن برنامج يعتمد على الفيديوهات.

في هذا السياق، وهناك الكثير من أولئك الذين اتفقوا على ضرورة تعليم البرمجيات في سن مبكرة. وفي مسح أجرته الجمعية العلمية الكورية لتعليم المعلومات وافق سبعون بالمائة من المشاركين على ضرورة تثقيف القدرة على التعامل مع تكنولوجيا المعومات والاتصالات وتعليم البرمجيات والذكاء الصناعي في المدارس الابتدائية.  وحسب مقررات التعليم التي تم تعديلها مؤخرا، من المتوقع أن يخضع التلاميذ في الصف الخامس الابتدائي لتعلم البرمجيات في مدارسهم الأمر الذي ساهم كثيرا في إقبال أولياء الأمور على تعليم أطفالهم البرمجة.