ⓒ Getty Images Bank

أظهرت نتيجة دراسة إنه كلما زاد الدخل من خلال زيادة وقت العمل، زاد الشعور بالسعادة ولكن إذا تجاوز الدخل مستوى معينا، ينخفض هذا الشعور بسبب العمل لساعات طويلة. ووفقا للدراسة التي نشرت بعنوان "دراسة في العلاقات بين الدخل والسعادة" والتي قام بها المعهد الكوري للصحة والمجتمع مؤخرا، اتضح أن الشعور بالسعادة لا يزداد إذا اضطررنا إلى العمل المفرط من أجل اكتساب المزيد من الدخل. وقام فريق الدراسة التابع للمعهد بإجراء مسح على خمسة آلاف وخمسين شخصا مقيمين في مختلف أرجاء البلاد من الثالث والعشرين من يونيو من عام ألفين وعشرين إلى الحادي والعشرين من شهر يوليو من نفس العام من أجل البحث في شروط سعادة الشعب الكوري والتوازن بين العمل والحياة.

ووفقا لنتيجة الدراسة لم يرتفع شعور الكوريين بالسعادة بغض النظر عن حجم المال الذي يكتسبونه إذا اضطروا إلى العمل لساعات طويلة. فمثلا، زاد الشعور بالسعادة إلى أن يبلغ الراتب الشهري حوالي أحد عشر مليون وون، أي حوالي تسعة آلاف دولار، ولكن الشعور بالسعادة مال إلى الانخفض بالنسبة للدخل الأكثر من ذلك. وبغض النظر عن أنواع الوظائف، فإن أولئك الذين يعملون بمعدل أربعين ساعة أسبوعيا كان لديهم أعلى سعادة في المتوسط، بينما أولئك الذين يعملون بمعدل ثمانين ساعة أسبوعيا لديهم أقل سعادة بغض النظر عن مستوى الدخل. وبالنسبة للعاملين الذين لا يتحكمون في أوقات العمل، فإنهم يشعرون بأعلى سعادة عندما تبلغ رواتبهم الشهرية مستوى ستة ملايين وون أي حوالي خمسة آلاف دولار ولكن مستوى سعادتهم ينخفض حتى ولو اكتسبوا دخلا أعلى من خلال العمل بالمزيد من الوقت. وبالنسبة للعاملين الذين يقدرون على التحكم في أوقات العمل، فإنهم يشعرون بأكبر سعادة عندما يبلغ مستوى رواتبهم الشهرية أربعة عشر مليونا وثمانمائة ألف وون أي اثني عشر ألف دولار. وبالرغم من أن مستوى سعادتهم زاد كلما زاد دخلهم إلا أنه انخفض إذا اضطروا إلى العمل لمدة تزيد عن أربع وأربعين ساعة أسبوعيا. وقال فريق الدراسة إنهم تأكدوا من عدم زيادة السعادة حتى ولو زاد الدخل من خلال العمل بالمزيد من الوقت إذا تجاوز الدخل مستوىً معينا. وأضاف أنه من المهم تنفيذ سياسة تأمين الدخل من خلال إيحاد فرص عمل آمنة، ولكن من المهم أيضا بناء بيئة مؤسسية اجتماعية يمكن فيها للعاملين العمل لساعات مناسبة وأخذ راحة بقدر كاف.