ⓒ Getty Images Bank

قال السيد هان ذو العقد الثالث من العمر خلال استبيان معه، أن له تجربة انتقال من شركة إلى أخرى. ففي عام ألفين وثمانية عشر انتقل من شركة أجنبية إلى شركة محلية لصنع السيارات. ورغم أن فرق الرواتب السنوية لم يتجاوز خمسة ملايين وون أي حوالي ثلاثة آلاف وثمانمائة دولار فقط إلا أنه قرر الانتقال. وكان أهم الأسباب في ذلك هو عدم الاطمئنان والقلق. وأوضح السيد هان أن النموذج الصناعي يتحول من محركات الاحتراق الداخلي إلى السيارات الكهربائية، وأنه لم يستطع التأكد من أنه سوف يتمكن من العمل في الشركة القديمة حتى يعلّم أبناءه حتى المرحلة الجامعية ولهذا فقد قرر الانتقال إلى شركة أخرى. وبالنسبة للسيد لي الذي يعمل في شركة أدوية متوسطة الحجم، تعتبر مسألة الانتقال إلى شركة أخرى من قضايا البقاء، ولذلك وضع خطة للانتقال في السنة الثالثة لبدء عمله في الشركة الحالية. ولهذا فهو يتعلم حاليا تقنية معالجة البيانات بعد الانتهاء من العمل في الشركة بينما يعمل على تحقيق دخل إضافي من خلال إنشاء محل خاص له عبر بوابة "نيفر". وأكد على أنه يستهدف العيش العادي وليس الثراء، ويقول إنه يمكن ذلك بشرط بذل اقصى الجهود. يظهر من ذلك أن هذا العصر هو عصر الانتقال من شركة إلى أخرى، وهو ما يخطط له معظم الشباب الكوريين، وأهم الأسباب في ذلك يرجع إلى عدم اليقين حول المستقبل.

في هذا السياق، أجرت منصة "سارام إين 사람인" المتخصصة في تقديم المعلومات عن فرص العمل على الإنترنت مسحا على ألف وأربعمائة وواحد وسبعين موظفا كوريا في شهر يناير الماضي. وسألتهم عن أسباب الرغبة في الانتقال إلى وظيفة أخرى، وأجاب اثنان وخمسون بالمائة منهم بعدم الرضا عن الرواتب، بينما أجاب ثلاثة وأربعون بالمائة منهم بالمستوى المتدني لبيئة العمل. وأجاب واحد وأربعون بالمائة منهم بضعف إمكانية نمو شركاتهم الحالية. ويرى السيد كيم الذي يعمل حاليا في شركة مشهورة بالاستشارات ضرورة الانتقال إلى وظيفة أخرى من أجل تنفيذ دورة حياته بشكل سلس. وهو يعتقد أنه من الأفضل الانتقال إلى شركة تؤمن التوازن بين العمل والترفيه في أثناء فترات الزواج والإنجاب وتربية الأبناء، ثم الانتقال إلى وظيفة جديدة توفر له المزيد من المال بعد الوفاء بواجباته الأسرية. وقال مسؤول في قطاع الأعمال إن فكرة العمل في وظيفة واحدة طوال الحياة قد تلاشت في المجتمع الكوري حيث أصبح الانتقال إلى وظيفة جديدة من الظواهر الطبيعية. وأوضح أن الثورة الصناعية الرابعة وتحول الهيكل الاقتصادي والصناعي وجائحة كورونا ساهمت كثيرا في تعزيز هذه الظاهرة، ولذلك فإن الكثير من الشباب بصفة خاصة يهتمون بالانتقال إلى وظيفة أخرى نتيجة لزيادة الغموض حول المستقبل.