الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

رجل كسول جدًا

2020-10-23

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل كسول في قرية جبلية نائية، وقد بلغ به الكسل أن تجنب العمل بكافة أنواعه. كما أنه لم يكن حتى يغسل وجهه. كان يعتمد كلية على زوجته التي كانت تحممه وتطعمه. كانت تشعر بالضيق الشديد باستمرار، لكنها كانت قد عاهدت نفسها على خدمته.

وفي يوم من الأيام، بلغ الزوجة خبر وفاة والدتها. كان يجب أن تحضر الجنازة مع زوجها، لكنها رأت أن زوجها الكسول لن يغادر المنزل ليسافر إلى مدينة أخرى على الأرجح. ولذلك، قررت أن تذهب وحدها، لكنها لم تكن تعرف ماذا سيأكل زوجها خلال غيابها الذي سيستمر عدة أيام. كانت تعلم أنه لن يذهب إلى المطبخ أبدًا حتى لو أعدت له الطعام مسبقًا وتركته له هناك. وبعد تفكير عميق، أعدت الزوجة عدة كرات من كعك الأرز، لأنه كان طعامه المفضل. وقدرت أن تناول كرات كعك الأرز سيكون أسهل من إعداد المائدة بالأرز والأطباق الجانبية. ثم أخذت السلة التي ملأتها بكرات كعك الأرز وأوصت زوجها أن يأكل منها كلما شعر بالجوع. قطب الزوج وجهه وشكا من أن أخذ كرات الأرز من السلة سيكون أمرًا مزعجًا للغاية.

كانت الزوجة تعرف جيدًا مبلغ كسل زوجها، ولذلك بدلًا من أن تصيح في وجهه، علقت كرات الأرز في حبل ربطته حول عنقه. قال: "عزيزي، ليس عليك حتى أن تمد يدك لتأخذ كرات الأرز من السلة، كل واحدة من كرات الأرز المعلقة في الحبل كلما شعرت بالجوع". وقبل أن تغادر، طلبت منه مرارًا وتكرارًا أن يأكل من الكرات المعلقة حول عنقه كلما جاع، وأن يعتني بصحته إلى أن تعود إلى المنزل. ونظر هو إليها بوجه لا يرتسم عليه أي تعبير. كانت الزوجة تنوي أن تغيب عن المنزل يومين فحسب لتحضر جنازة والدتها، لكنها كانت المرة الأولى منذ فترة طويلة للغاية تتسنى لها فرصة رؤية أشقائها وأقاربها، فبقت معهم عدة أيام إضافية قبل أن تعود إلى المنزل.

عندما دخلت المنزل، لم تكن هناك أي علامة على أن شخصًا ما يعيش بداخله. شعرت بالتوتر، وسارعت بدخول الغرفة. وجدت زوجها مستلقيًا في غرفته، لا يتحرك على الإطلاق. كان ميتًا، وكانت كرات الأرز لا تزال معلقة حول عنقه. ويبدو أنه قد مات جوعًا، لأن كرات كعك الأرز بقيت كما هي دون أن تنقص واحدة، فلم يمس أيها منذ أن غادرت زوجته. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;