ⓒ Getty Images Bank

يتزايد عدد الكوريين الذين يفتحون آذانهم في عالم تكثر فيه أشياء جديرة بالمشاهدة مثل الصور والفيديوهات عبر الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر والتلفزيون. واستفادة من انتشار كتب الأوديو، زاد نطاق الكتب التي كانت تقراءة فقط ليشمل الكتب المسموعة، كما تظهر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي القائمة على أساس الأوديو في سوق خدمات التواصل الاجتماعي. وأصبح بإلامكان التمتع بالعروض المسرحية بطريقة مختلفة باستخدام برامج القراءة. وكما يشهد مجال فن الرسم الذي يعتبر من أهم الفنون المرئية إقامة عدد من المعارض المعززة بحاسة السمع، يمكن القول أنه عصر ازدهار المحتويات القابلة للاستماع.

في هذا السياق، يقول أحد الموظفين الكوريين في فئة الثلاثينيات من العمر أنه يستمع هذه الأيام إلى كتاب في طريق الذهاب والإياب من شركته، حيث يضع سماعة في أذنيه ويشغل تطبيق كتب الأوديو في هاتفه الذكي، وبالتالي يمكنه القراءة بسهولة داخل المترو المكتظ بالناس وفي أثناء مشيه من محطة المترو إلى شركته. واضاف إنه يستمع إلى المقالة الأدبية بصوت مؤلفها، مشيرا إلى أن هذه العملية لها طعم مختلف عن قراءة الكتب الورقية. وأضاف أنه يمكنه أن يغمر نفسه بطريقة أكثر واقعية لأن نبرة المؤلف وتعبيراته تتبادر إلى الذهن  بصورة أقوى.

ومن المفارقات أن المحتويات المرئية التي تسيطر على الحياة اليومية قد ساهمت في الترويج للمحتويات السمعية. فالناس الذين يتعرضون لكمية كبيرة من الصور والفيديوهات في ظل تطور مختلف الوسائط ومواقع التواصل الاجتماعي، يزداد طلبهم على طريقة جديدة لاستهلاك المحتويات. وفوق ذلك تعتبر محتويات الأوديو، رغم أنها من الوسائط القديمة، من التجارب الجديدة بالنسبة لجيل الشباب الذي يمثلون الفئة الرئيسية لاستهلاك المحتويات. ومن مزاياها المهمة الأخرى ميزة القيام بتعدد المهام والمتمثلة في إمكانية القيام بعمل آخر مع الاستماع، خلال الحياة اليومية المشغولة.

يُذكر أنه في مسح أجرته نيفر العام الماضي على مستخدمي كتب الأوديو، اختار سبعة وثمانون بالمائة من المشاركين إمكانية القيام بالمهام المتعددة في آن واحد كسبب لتفضيل هذا النوع من الكتب.