ⓒ Getty Images Bank

يعتبر شهر يناير وقتا مناسبا لوضع خطط جديدة، ولهذا فإن الكثير من الناس يضعون مختلف الخطط الجديدة بما في ذلك الدراسة أو الحصول على فرص عمل أو الحفاظ على الصحة الجيدة وبناء علاقات اجتماعية سليمة أو ممارسة بعض الهوايات. ويقال إن خطط العام الجديد التي يضعها الشباب في فئتي العشرينيات والثلاثينيات من العمر والذين يولون اهتماما كبيرا بالتجارب الخاصة والرضاء الذاتي، تختلف عن خطط أجيالهم السابقة. دعونا نلقي نظرة سريعة على اتجاهات خطط هؤلاء الشباب بمناسبة عام ألفين واثنين وعشرين. من أهم خططهم إقامة علاقات غرامية. طبعا يريد الكل لقاءات طبيعية مع حبيب أو حبيبة، إلا أن جائحة كورونا أدت إلى تقليل فرص اللقاءات الطبيعية. ولهذا فإن الكثير من الشباب يتعودون على البحث عن أحبائهم بشكل فعال باستخدام الوسائل الافتراضية بما في ذلك التطبيقات الخاصة لما يسمى بالمواعيد العمياء، أو المجتمعات على الإنترنت، أو غرف الدردشة المفتوحة. ويمكن القول إنه يسعون إلى اللقاءات بشكل اصطناعي بدلا من اللقاءات بشكل طبيعي. وبالفعل في يوم الأحد الأول من شهر يناير من كل عام تزداد كمية استخدام تطبيقات الموعد الأعمى زيادة كبيرة في الدول الناطقة باللغة الإنجليزية ولهذا فإن هذا اليوم يدعى بيوم أحد الموعد الأعمى. وقالت شركة "تيندور 틴더 " التي تعد أكبر شركات التطبيقات ذات الصلة إن الكثير من حالات اختيار الأحباء والحبيبات في شهر يناير كل عام حدثت في يوم أحد الموعد الأعمى. وقال مسؤول في المكتب الكوري التابع للشركة إن بدء العام الجديد يجعل الشباب يرغبون في إقامة علاقات جديدة خاصة عندما يبقون في بيوتهم بشكل مريح في أيام الأحد. ويتمثل اتجاه آخر من خطط العام الجديد للشباب المعاصرين في وضع مجرد أهداف يستطيعون تحقيقها. فمثلا، قررت الموظفة "جونغ جي سو정지수" أنها ستأكل سلطة فقط في وجبة واحدة كل يوم وممارسة التدريبات الرياضية المنزلية عبر يوتيوب لمدة نصف ساعة يوميا. وقالت إنها ترغب في الالتزام بالريجيم لكنها تواجه صعوبات في زيارة نادٍ رياضي لأنها موظفة جديدة ولهذا اختارت وسيلة سهلة التنفيذ، موضحة أنها إذا كتبت نتيجة تتحقق في يومياتها كل يوم فإنها ستعتقد أنها تشعر بالإنجاز والمتعة معا. بالفعل يحب الشباب في فئتي العشرينيات والثلاثينيات بناء عادات ذات احتمال فشل منخفض بدلا من وضع أهداف كبيرة مثل تخفيض عشرة كيلوغرامات أو قراءة ثلاثين كتابا في سنة واحدة. وهم يحبون المتعة المتواضعة اليومية والسعادة الصغيرة ولكن المؤكدة. ومن خصائصهم أيضا تقاسم تحدياتهم وإنجازاتهم يوميا عبر إنستغرام وغيره من أجل الاتصال مع الآخرين.

بالإضافة إلى ذلك، التقنية المالية ضرورية بالنسبة لهم من أجل مواجهة ارتفاع الأسعار، ولهذا فهم يقبلون على شراء الأسهم أو العملات الافتراضية.  وقالت شركة كي بي للأوراق المالية إن عدد عملائها من فئتين العشرينيات والثلاثينيات بلغ مليونا ومائتين وثمانين ألف شخص في نهاية شهر سبتمبر من عام ألفين وعشرين ثم زاد بنسبة خمسة وستين بالمائة خلال عام واحد، وأن أصحاب نصف حسابات الأسهم الجديدة التي افتتحت خلال هذه الفترة هم من الشباب. وفي الكثير من الأحيان يُنظر إلى الشباب في العشرينيات والثلاثينيات من العمر على أنهم أنانيون، ولكن يمكن القول إنهم جيل يحب نفسه ويهتم بنفسه أكثر من أي جيل آخر. فمثلا، يعتقدون أن اتباع الريجيم والتجميل من الأشياء المزعجة والمؤلمة إلا أنهم يفعلونها من أجل الرضاء عن النفس وليس ليبدوا ممتازين أمام الآخرين. ونتيجة لذلك، فإن المزيد والمزيد من الشباب يلتقطون صورا لأنفسهم مؤخرا. ولا يتعلق الأمر بالذكريات السنوية أو الأحداث الخاصة، بل يتعلق بترك صورهم الحالية أو صورهم هذا العام وهكذا. أصبح التقاط صور أجسامهم بعد التمرينات الشاقة من أكثر خطط العام الجديد شعبية بينهم. وقالت البروفسورة "لي اون هي" في جامعة لي هوا الكورية للبنات إن جيل الشباب لديهم رغبة قوية في السعي وراء السعادة، ولكنهم أيضا جيل يشعر بالقلق بشأن ما إذا كان ذلك ممكنا بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة. وقالت أيضا إن تسجيل أفضل وأجمل صورهم في اليوميات أو وسائل التواصل الاجتماعي قد يمثل محاولة لمعرفة هوياتهم وإيجاد معنى السعادة بالثقة بدلا من القلق.