ⓒ Getty Images Bank

نحن الآن على عتبة عصر الذكاء الاصطناعي للمحادثة والذي يتكلم مثل الإنسان بالفعل. فقد بدأت شركات تقنية المعلومات الكورية تستخدم نماذج اللغة المتقدمة من الذكاء الاصطناعي، وبالتالي تستمر قدرة الذكاء الاصطناعي على المحادثة في التطور يوما بعد يوم بعد أن كانت قد اقتصرت على كشف وتقديم المعلومات فقط. في الماضي كان من المعتاد أن يستجيب الذكاء الاصطناعي لأوامرنا البسيطة فقط مثل تغيير قنوات التلفزيون أو الاستفسار عن حالة الطقس، ثم يكرر تقديم الاعتذار قائلا إنه لا يفهم. لكنه الآن قادر على تبادل حوار طويل نسبيا معنا. ويتوقع بعض الخبراء أن يكون هذا العام نقطة انطلاق لتبادل حوار حقيقي وعاطفي بين الإنسان والذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية. فحاليا، يجري فريق عمل متخصص في الذكاء الاصطناعي تابع لشركة إس كي تيليكوم، اختبارا على شخصية من الذكاء الاصطناعي للمحادثة. وتمثل هذه الشخصية خدمة رئيسية لمشروع وكيل الذكاء الاصطناعي الذي تنفذه الشركة الكورية كمشروع رئيسي جديد. ومن المتوقع أن يكتمل هذا المشروع في شهر يونيو القادم. وتمتاز هذه الشخصية بالقدرة على تبادل الحديث مثل الإنسان في المحادثة العادية. وتستهدف فئتي العشرينيات والثلاثينيات من العمر بصفة خاصة. وهي ثلاثية الأبعاد، حيث يمكنها التعبير عن المشاعر مثل الفرح أو الحزن وفقا لسياق المحادثة، وكذلك التصرفات وردود الأفعال أيضا. كما تكرس شركة نيفر الكورية أيضا جهودها لتطوير "روبوت للمحادثة الرمزية" قائم على نظام "هايبر كلوفا 하이퍼클로바" للذكاء الاصطناعي الذي طورته بنفسها. ولدى هذا الروبوت رؤية عالمية أو هوية ذاتية معينة من حيث المظهر الخارجي والشخصية والنبرة والعواطف وما إلى ذلك، ويمكنه إجراء محادثة مع الإنسان. ويمكنه أيضا استخدام "إيموتيكون" أو التعبيرات. وقال مسؤول في نيفر إن الشركة تستطيع إنتاج روبوت يود المستخدم إجراء حوار معه طوال اليوم. أما شركة كاكاو الكورية فتخطط لبناء منصة من ميتافيرس ذات مفهوم جديد.

وفي هذا السياق، تعمل الشركة على تطوير منتج يسمح للمستخدمين بإجراء حوار أو ممارسة ألعاب الكمبيوتر مع شخصيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها الشركة الفرعية التابعة لها "كاكاو برين 카카오브레인". هكذا أصبح الذكاء الاصطناعي يستطيع إجراء حوار مع الإنسان بشكل طبيعي، لكنه لا يزال يواجه حدودا غير قليلة، حيث لا يمكنه تقديم أجوبة صحيحة عن أسئلة تتطلب استدلالات شاملة. كما لا يستطيع تذكر الأحاديث القديمة. ولا يستطيع تنفيذ الأمور المعقدة التي ترتب الأوضاع من خلال مراعاة المتغيرات، خلافا للأعمال البسيطة مثل الكشف والتلخيص والحجز والإلغاء وغيرها. ولكن قال مسؤول في صناعة تقنية المعلومات إنها مسألة وقت وضعا في الاعتبار سرعة تقدم تقنية الذكاء الاصطناعي. وأضاف أنه إذا تم تزويد الذكاء الاصطناعي بالوظائف القائمة على المعرفة والذاكرة والمهام، فسوف يتحول إلى سكرتير يمكنه العمل بالنيابة عن الإنسان.