ⓒYONHAP News

احتفلت كوريا الجنوبية يوم الخميس الماضي بذكرى مرور 30 عاما على إطلاق أول أقمارها الاصطناعية "أوري بيول 1".

وكان ذلك الإطلاق بمثابة الخطوة الأولى لكوريا الجنوبية في المضي قدما نحو التطوير الفضائي، وهو ما مكنها من إنتاج وإطلاق أول صاروخ فضائي وإطلاق أول مسبار للقمر مؤخرا، لتصبح سابع أقوى دول العالم فضائيا.

وقد تم إطلاق القمر "أوري بيول 1" الاصطناعي من قاعدة "كورو" في غويانا الفرنسية يوم الحادي عشر من شهر أغسطس من عام 1992 على متن الصاروخ "آريان 4" الأوربي.

وتم تصميم وإنتاج القمر "أوري بيول 1" الاصطناعي بالتعاون بين المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا "كايست" وجامعة "صُري" البريطانية.

ويصل وزنه إلى 48.8 كيلوغراما، وطوله 35.2 سنتيمترا، وعرضه 35.6 سنتيمترا، وارتفاعه 67 سنتيمترا.

وقد نفذ القمر الاصطناعي "أوري بيول 1" بنجاح مهامه التي تشمل التقاط صور لسطح الأرض، وتبادل بيانات صوتية وتصويرية مع المحطة الأرضية، على ارتفاع 1300 كيلومتر فوق سطح الأرض.

ويمكن القول إن تطوير وإطلاق ذلك القمر الاصطناعي كان انطلاقة جديدة لتنمية علوم الفضاء في كوريا الجنوبية، حيث لم يكن لديها حينذاك أي خبير في مجال الأقمار الاصطناعية، لكن معهد "كايست" اختار 9 باحثين كوريين وأرسلهم إلى جامعة "صُري" البريطانية، ليعملوا على تطوير قمر اصطناعي كوري بالتعاون مع فريق تطوير الأقمار الاصطناعية في تلك الجامعة البريطانية.

وتم إطلاق القمرين الاصطناعيين "أوري بيول 2" و"أوري بيول 3" بتصميم وإنتاج قائم على التكنولوجيا الكورية، في شهر سبتمبر من عام 1993، وفي شهر مايو من عام 1999 على التوالي، مما فتح عهدا جديدا لعلوم الأقمار الاصطناعية الكورية.

ومنذ ذلك الحين، استطاعت كوريا الجنوبية إطلاق عدد من الأقمار الاصطناعية ذات الأغراض المتنوعة، منها أقمار اصطناعية لمراقبة الجو، والاتصالات والبث، والمراقبة الفلكية.

ورغم وصول التكنولوجيا الفضائية الكورية إلى مستوى عالمي، لم تتمكن كوريا الجنوبية من تطوير صواريخ لإطلاق الأقمار الاصطناعية على متنها.

وفي عام 2013، نجحت كوريا الجنوبية في إطلاق القمر الاصطناعي العلمي "نارو" على متن صاروخ تم تطويره بالتعاون مع روسيا، معلنة بذلك عن فتح عهد جديد للصواريخ الفضائية الكورية. وفي شهر يونيو من العام الجاري، نجحت في إطلاق صاروخها الفضائي محلي الصنع "نوري" إلى الفضاء الخارجي، وأوصل القمر الاصطناعي الوهمي الذي كان على متنه إلى المدار المستهدف على ارتفاع 700 كيلومتر فوق سطح الأرض، لتصبح كوريا الجنوبية سابع دول العالم التي تمتلك صاروخا فضائيا تم تطويره بتقنية محلية.

كما نجحت كوريا في إطلاق المسبار القمري "دانوري"، للمرة الأولى يوم الخامس من شهر أغسطس الجاري، لتصبح بذلك سابع دول العالم التي تطلق مسبارا للقمر. 

والشيء المثير للاهتمام هو خطة المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا "كايست" لتنفيذ مشروع لاسترجاع القمر الاصطناعي "أوري بيول 1" إلى الأرض.

وقد أكمل القمر الكوري الأول الذي كان المفترض أن يكون عمره الرسمي 5 سنوات، مهامه الأصلية في شهر ديسمبر من عام 1996، لكنه استمر في تنفيذ مهامه لمدة 7 سنوات إضافية، لتنتهي اتصالاته مع المحطة الأرضية في أغسطس من عام 2004.

وعلى الرغم من أنه أصبح ضمن النفايات الفضائية، لا يزال "أوري بيول 1" في مداره.

وتهدف هذه الخطة إلى تطوير التقنيات المتعلقة بالقضاء على النفايات الفضائية في الوقت الذي تتزايد فيه الحاجة إلى ذلك عالميا.