ⓒYONHAP News

تتوتر العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين بسبب الخلافات القائمة بين البلدين بشأن نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد" المنشور في كوريا الجنوبية، وانضمام سيول إلى تحالف أشباه الموصلات "تشيب 4" الذي تقوده الولايات المتحدة.

وضمن الجهود الرامية إلى حل هذه القضايا، عقد البلدان اجتماعا بين وزيريْ خارجيتهما في بكين، لكن كل منهما لم يقدم أي نوع من التنازلات بشأن قضية نظام "ثاد".

وقد قام وزير الخارجية الكوري "بارك جين" بزيارة للصين مؤخرا، وعقد محادثات مع نظيره الصيني "وانغ يي" يوم الثلاثاء الماضي لبحث القضايا المعلقة بين سيول وبكين، وتبن أن المحادثات قد جرت في جو ودي، باستثناء قضية نظام "ثاد.

وخلال المحادثات، أوضح الوزيران موقفي حكومتيهما تجاه القضايا المعلقة بين البلدين، نظرا لأن تلك المحادثات كانت الأولى من نوعها التي تعقد بين مسؤولي البلدين رفيعي المستوى منذ انطلاق الحكومة الجديدة في كوريا الجنوبية.

وقال الوزير الصيني "وانغ" في بداية المحادثات إنه يتوجب على البلدين تعزيز علاقات التعاون والود بينهما، واتباع استراتيجية مربحة لكل منهما، والحفاظ على سلاسل الإمدادات مستقرة وسلسة، وشبكات الصناعة، دون أن يتدخل أحدهما في شؤون الآخر، بالإضافة إلى التمسك بالتعددية.

ومن جانبه، أكد الوزير الكوري "بارك" أن الحكومة الكورية ستنتهج سياسات خارجية قائمة على القيم والمعايير الدولية الإنسانية وفقا لدبلوماسية القيمة، فيما تحترم العلاقات القائمة بين كوريا الجنوبية والصين.

وطالب بكين بالقيام دور أكثر فاعلية لمنع كوريا الشمالية من شن استفزازات، وحل قضيتها النووية.

وكانت حكومة كوريا الجنوبية قلقة من أن تكون قضية انضمامها إلى تحالف أشباه الموصلات "تشيب 4" حاجزا لإحراز نتائج جيدة في المحادثات بين وزيري الخارجية الكوري والصين، ولكن على العكس من ذلك، كانت المحادثات فرصة لتوسيع آفاق تفاهم الجانبين في هذا الشأن. 

وفي الواقع، ظلت الصين تتخذ موقفا متشددا تجاه انضمام كوريا إلى تحالف "تشيب 4"، لكنها بدأت قبيل المحادثات بين وزيري خارجية البلدين تبدي موقفا مرنا.

وأكد الوزير الكوري "بارك" أن مشاركة كوريا في تحالف "تشيب 4" قد يكون مفيدا للصين، موضحا أن الحكومة الكورية ستقوم بدور الوساطة بين بكين والدول المشاركة في التحالف.

وفي المقابل، أعرب الوزير الصيني "وانغ" عن أمله في أن تتخذ الحكومة الكورية قرارا حكيما، مشيرا بذلك إلى احترام الصين لحق كوريا في اتخاذ قرار بهذا الشأن.

لكن فيما يخص قضية نظام "ثاد"، لم يتمكن الجانبان من تضييق الفجوة في وجهتي نظرهما.

وتعليقا على الاجتماع بين وزيري الخارجية الكوري والصيني، دعا المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية في موجز صحفي يوم الأربعاء الماضي، كوريا الجنوبية إلى عدم السماح بنشر المزيد من نظام "ثاد"، وعدم مشاركة كوريا في نظام الدفاع الجوي الأمريكي، وعدم مشاركتها في التحالف العسكري مع الولايات المتحدة واليابان. كما دعا إلى الحد من عمليات نظام "ثاد"، وهو أمر لم تعترف به كوريا الجنوبية علنا أبدا.

وفي المقابل شددت الحكومة الكورية على أنها ستتخذ قراراتها الخاصة في تعزيز دفاعاتها ضد تهديدات كوريا الشمالية، رافضة دعوات بكين لمواصلة سياسات حكومة سيول السابقة التي امتنعت عن إضافة المزيد من نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد".

وفي الواقع، من الصعب توقع حدوث تغيير في موقفي الحكومتين الكورية والصينية بشأن قضية "ثاد" خلال فترة من الزمن. ولذا يجب على البلدين بذل جهود حتى لا تؤدي الخلافات بشأن نظام "ثاد" إلى حدوث أضرار في علاقاتهما في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.