ⓒ Getty Images Bank

مع دخول وباء كورونا مرحلة الاستقرار، يتم النظر بنشاط في تدابير لتخفيف إجراءات الحجر الصحي المختلفة، بما في ذلك ارتداء الكمامة الإلزامي. ووفقا لذلك، سيتم رفع تدابير الحجر الصحي مثل ارتداء الكمامة الإلزامي في الهواء الطلق، وخاصة ارتداء الكمامة في الداخل، للرضع والأطفال الصغار تماما، وسيتم إلغاء اختبارات "بي سي آر" بعد دخول البلاد، واستئناف الزيارات وجها لوجه في دور رعاية المسنين بالتتابع. ولكن هناك آراء سلبية مفادها أنه لا يزال من السابق لأوانه رفع ارتداء الكمامات الإلزامي في الداخل، ولكن مع انخفاض خطر فيروس كورونا، هناك أيضا حجج متزايدة حول ضرورة الموازنة بين إيجابيات وسلبيات ارتداء الكمامات. وعلى وجه الخصوص، تمت الإشارة إلى أن ارتداء الكمامات يمكن أن يكون له تأثير سلبي على لغة الأطفال ونموهم الاجتماعي. وعلى الرغم من عدم وجود نتائج بحثية واضحة في هذا الصدد حتى الآن، إلا أنه شيء يجب مراعاته حيث تنخفض مخاطر فيروس كورونا إلى مستوى خطر الأنفلونزا.

في هذا الصدد، أشار بعض الخبراء إلى أن ارتداء الكمامات لا يسبب فقط مضايقات مختلفة في حياتنا اليومية، بل له أيضا الكثير من الآثار الجانبية في تعليم اللغة والتنمية الاجتماعية للرضع والأطفال. فوفقا لنتائج استطلاع تم إجراؤه على 1451 شخصا بمن في ذلك مديرون ومعلمون وأولياء أمور في مراكز الرعاية النهارية الوطنية والعامة في سيول ومقاطعة كيونغ كي في شهر أبريل من العام الماضي، أجاب 71.6% من مديري ومعلمي مراكز الرعاية النهارية و68.1% من أولياء الأمور بأنّ "فيروس كورونا يؤثر على نمو الأطفال". ومن بين الأسئلة العديدة، أجاب أكثر من 50% من المستجيبين بـ"نعم" على سؤال "هل ارتداء الكمامة يؤثر سلبا على نمو الأطفال، مثل تأخير تطور لغتهم؟" لهذا السبب، قرّرت بلدية سيول توفير كمامات مصنوعة خصيصا من البلاستيك الشفاف لـ4793 مركزا للرعاية النهارية في سيول هذا العام حتى يتمكن الأطفال من رؤية شكل فم المعلمين. وهذا لمنع تأخير تطور وظائف الدماغ مثل اللغة والإدراك والمهارات الاجتماعية للرضع، حيث اضطر معلمو رعاية الأطفال إلى ارتداء الكمامات لفترة طويلة لمدة ثلاث سنوات. وبشكل عام، يشارك الأطفال الذين يولدون في أثناء الجائحة في تفاعلات لفظية أقل بكثير من الأطفال المولودين قبل فيروس كورونا وقد يتأثرون بالتطور الاجتماعي والعاطفي. ويمكن أيضا تأكيد ذلك من خلال نتائج الدراسات التي أجرتها مختلف الجامعات في الخارج. حيث أن ارتداء الكمامة كان له دور إيجابي، مثل منع انتشار الفيروس. ومع ذلك، نظرا لأنه سيكون له تأثير سلبي على النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال على المدى الطويل، فأنه ينبغي رفع واجب ارتداء الكمامات للرضع والأطفال الصغار في أسرع وقت ممكن.