الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الاقتصاد

اقتصاد الهيدروجين

#قضية اقتصادية l 2019-02-18

© YONHAP News

يتنشر حاليا في كوريا وأيضا على الصعيد العالمي مصطلح "الاقتصاد الهيدروجيني". فقد أعلن الرئيس الكوري "مون جيه إين" الشهر الماضي عن عزمه جعل الاقتصاد الهيدروجيني محرك نمو جديدا للاقتصاد الكوري، وتحديدا في مجال صناعة السيارات. اليوم نستضيف البروفسور "كيم بيل سو 김필수" من كلية هندسة السيارات في جامعة "ديه ريم" ليحدثنا عن هذا الموضوع.


السيارات الهيدروجينية ستصبح الأكثر ملائمة للبيئة والأصلح في مجال النقل البري، فهي تستعمل وقودا غير قابل للنفاد وخالٍ من أي انبعاث غازي ضار. ولذلك تخطط الحكومة الكورية لتحقيق أقضى استفادة من الهيدروجين كمصدر للطاقة. ومن المعروف أن صناعة السيارات هي صناعة جوهرية في كوريا غير أن السوق المحلية للسيارات في كوريا صارت تعاني من ارتفاع سعر التكلفة وانخفاض نسبة الإنتاج والفاعلية والربحية. 


صناعة السيارات في كوريا مهددة بالدخول في أزمة. فقد كانت كوريا تحتل المركز الخامس عالميا في مجال صناعة السيارات حتى عام 2015، غير أنها تراجعت للمركز السابع في العام الماضي، وكانت الدولة الوحيدة من بين أكبر عشر دول لإنتاج السيارات التي يتراجع ترتيبها العالمي على مدى 3 أعوام متتالية. ولذلك فإن استعمال تقنية الوقود الهيدروجيني في السيارات يمكن أن تكون منقذا لكوريا في هذا المجال. 


البروفسور "كيم" :

الوقود الهيدروجيني يعني انبعاث نظيف من بخار الماء فقط. هذه الميزة وحدها لا تكفي بالطبع، لكن عند اقترانها بمزايا تقنية أخرى يصبح الأمر ذا أهمية قصوى ومن عدة نواحٍ مختلفة، منها إنتاج وتخزين الهيدروجين. البنيات التحتية اللازمة هي كذلك أمر شديد الأهمية. ومتى ما تم استيفاء هذه النواحي وتم حل تلك المشاكل، ستصبح السيارات الهيدروجينية ذات أهمية قصوى ومتعاظمة. يمكن للسيارة الهيدروجينية السفر لمسافة سبعمائة كيلومتر متواصلة بملء خزان الوقود لمرة واحدة فقط، وربما بعد المزيد من التجارب لمسافة ألف كيلومتر. وسوف تكون أوتوبيسات السفر الأكثر استفادة من ذلك.  


الهيدروجين مادة كيمائية نظيفة ووفيرة، حيث تغطي نحو 75% من مساحة الكون، وهي خالية من الانبعاثات الضارة. وأهم أساسيات استعمال الوقود الهيدروجيني كمصدر طاقة هو تشييد البنية التحتية اللازمة، وتحديدا محطات الوقود. وتشتد وتيرة التنافس بين الدول المتطورة في هذا المجال لتحقيق النجاح والريادة.


البروفسور "كيم" :

لليابان الآن نوعان من السيارات الهيدروجينية، بينما أنتجت كوريا سيارة واحدة. تمتلك كوريا الآن 13 محطة للوقود الهيدروجيني فقط بينما تمتلك اليابان 120 محطة عاملة، بجانب مائة محطة أخرى تحت التشييد. كل ذلك يشير إلى تصميم اليابان على قيادة هذه السوق الواعدة من خلال استثمارات كبيرة ومجزية خاصة في مجال البنية التحتية ذات الصلة. وقد اتخذت الحكومة اليابانية عددا هائلا من الإجراءات المتنوعة وعلى رأسها بناء المزيد من محطات الشحن. من المهم جدا لكوريا أن تأخذ كل تلك الأشياء في الحسبان وهي تتهيأ للعب دور قيادي عالمي في هذا المجال.


السباق لا يقتصر على اليابان وكوريا وحدهما، فالصين كذلك في قلب الصورة. كما تعتبر ألمانيا لاعبا مهما في السباق الهيدروجيني. وكل هذه الدول تبذل جهودا هائلة في مجال التحول للعصر الهيدروجيني وبمساندة حكومية واضحة ونشطة. وفي كوريا، نجحت شركة "دوسان" في تأمين حد معقول من التطور التقني في مجال خلايا الوقود الهيدروجيني التي يمكن استعمالها على نطاق واسع يتراوح من البيوت إلى المرافق الحكومية. 


البروفسور "كيم" :

ستكون الصناعات الهيدروجينية هي التحول الصناعي الكوري القادم. ستكون عبارة عن تحولات مرتبطة بذلك العصر الهيدروجيني القادم وعلى رأسها محطات التزود بالوقود الهيدروجيني. بعض التحولات ستكون ذات شكل متعدد التوجهات.


ويقول الخبراء إنه على الرغم من كل الخطط والمساعي الحكومية الكورية، فإن الطريق ما زال طويلا.


البروفسور "كيم" :

من المهم كأولوية تحديد أماكن للاختبارات الخاصة بالسيارات الهيدروجينية في كوريا. يوجد الآن 13 محطة شحن خاصة بالوقود الهيدروجيني والسيارات الكهربائية على نطاق الدولة، وهو رقم قليل جدا. تخطط الحكومة لزيادة هذا العدد بشكل سريع من خلال تشييد 44 محطة إضافية لتوفير الوقود الهيدروجيني لـ4400 سيارة على الأقل. هناك العديد من القيود القانونية والتأسيسية التي تقف حجرة عثر في سبيل بناء المجتمع الهيدروجيني والتي يتوجب التغلب عليها. وقد ظلت كوريا تخطو بنفس وتيرة الدول المتطورة في المجال الهيدروجيني خلال الأعوام الـ4 الأخيرة. نجاح كوريا في ذلك يعني نجاحها في أن تحتل موقعا متقدما في السوق الهيدروجينية المرتقب قيامها. الأمر ليس مقتصرا على السيارات الهيدروجينية، وإنما يشمل السيارات الكهربائية والمهجنة، وهو ما سيصبح محركات نمو جديدة للاقتصاد الكوري.


تخطط الحكومة الكورية لزيادة عدد السيارات الهيدروجينية من 2000 حاليا إلى 6.2 مليون سيارة بحلول عام 2040، وزيادة عدد محطات الشحن إلى 1200 محطة، وهو ما سيساعد كوريا في حالة تنفيذه على أن تحتل موقعا جيدا في هذه السوق المستقبلية. 

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;