© YONHAP News

فتحت الهواتف الذكية القابلة للطي حقبة جديدة من التطور في الأجهزة المحمولة. وفي هذا السياق، باعت سام سونغ كل الأجهزة التي أنتجتها حتى الآن من هاتفها الذكي القابل للطي "غالاكسي فولدGalaxy Fold " منذ إصداره هنا في كوريا يوم السادس من سبتمبر. 

البروفسور "كيم يون هاك" من كلية الدراسات العليا بجامعة "صو كانغ" لإدارة التكنولوجيا:

تلقى الهاتف "غالاكسي فولد" استجابة قوية في السوق عند إطلاقه، فقد تم بيع الدفعة الأولى من هذا الهاتف الجديد، والتي تبلغ حوالي 5000 وحدة، في غضون 12 دقيقة فقط. وأعدت سام سونغ للإلكترونيات حوالي 15 ألف وحدة كدفعة ثانية، وتم حجزها جميعا أيضًا في غضون عشر دقائق. يبدو أنه لدى المستهلكين فضول كبير بشأن هذا النوع الجديد كليا من الهواتف الذكية. في الواقع، يمثل الهاتف الذكي القابل للطي بداية حقبة جديدة في تكنولوجيا الهواتف المحمولة. فالإصدار الأول من الهواتف الذكية التي نستخدمها حاليًا كان "آي فون iPhone" من شركة "آبل Apple" الأمريكية في عام 2007، بينما تم طرح الهواتف الذكية في كوريا في عام 2009. يبدو أن المستهلكين يملّون من المنتج الذي يظل قيد الاستخدام لمدة عشر سنوات، أيا كان هذا المنتج، خاصة إذا كان من الصعب أن نتوقع له المزيد من التطوير التكنولوجي. وبينما تعاني عملية توزيع الهواتف الذكية ونموها من الركود، من المتوقع أن يحظى هذا النوع الجديد من الهواتف القابلة للطي برواج كبير.  

يصل سعر الهاتف "غالاكسي فولد" إلى ما يقرب من 2.4 مليون وون، أي أكثر من 2000 دولار أمريكي. ومع ذلك، يبدي الكثير من الناس اهتمامًا به كأول هاتف ذكي قابل للطي في العالم. وعلاوة على ذلك، لا يوجد سوى عدد محدود من هذه الهواتف الجديدة متاح في السوق، لكن الطلب عليها مازال قويا رغم ثمنها المرتفع، حتى إنه يتم تداول هواتف "غالاكسي فولد" في السوق الكورية عبر الإنترنت لبيع المستعمل منها بأسعار أغلى، حيث يقوم البعض بإعادة بيع تلك الأجهزة بأكثر من 4000 دولار. ونتيجة لهذا الطلب المتزايد، يبدي الناس اهتمامًا أكبر بهذه الهواتف. 

البروفسور "كيم يون هاك":

 يجمع الجهاز الجديد القابل للطي بين مميزات الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي. فعند طيه، يكون صغير الحجم مثل الهاتف الذكي العادي، ولكن عند بسطه يصبح جهازا ذا شاشة أوسع، بحيث يمكن للمستخدمين القيام بمهام مختلفة في وقت واحد. فالهاتف الجديد قادر على تشغيل عدة تطبيقات مختلفة على الشاشة في وقت واحد. على سبيل المثال، يمكن للمستخدمين إرسال رسالة نصية والاستماع إلى الموسيقى في أثناء وجودهم على الهاتف في نفس الوقت. هكذا، يحتوي الهاتف القابل للطي على العديد من المميزات المريحة غير الموجودة في الهواتف الذكية المنتشرة حاليا. 

الهاتف الجديد القابل للطي هو عبارة عن هاتف ذكي مجهز بشاشة قابلة للانحناء. عند طيها بمقدار النصف، يصبح حجم الشاشة 4.6 بوصة، وعندما يتم فردُها يصبح حجم الشاشة 7.3 بوصة، وهو ما يمكّن المستخدمين من التمتع بمزايا كل من الهاتف الذكي والكمبيوتر اللوحي في نفس الوقت. ميزة أخرى ملحوظة في "غالاكسي فولد" هي أنه يمكن تشغيل ما يصل إلى سبعة تطبيقات في آن واحد. فعلى سبيل المثال، يمكن مشاهدة مقاطع فيديو على النصف الأيسر من الشاشة، في أثناء البحث على الإنترنت في الجزء العلوي، وإجراء دردشة عبر الإنترنت في النصف الأيمن. ويقول المراقبون إن هذا الهاتف الذكي الجديد يثير المزيد من الاهتمام في صناعة تكنولوجيا المعلومات العالمية.

البروفسور "كيم يون هاك":

في الوقت الذي طرحت فيه "سام سونغ" للإلكترونيات أول أجهزة قابلة للطي في السوق، فإن بعض الشركات الصينية تخطط لإطلاق هواتف مماثلة قابلة للطي. فقد عرضت شركة "هواوي Huawei" الصينية هاتفها "مِيت إكس Mate X" عدة مرات من قبل، لكنها لم تنشره بعد على نطاق تجاري، ربما بسبب بعض المشكلات في المتانة. وتقول شركة التكنولوجيا الصينية إنها ستطلق هاتفها القابل للطي الشهر القادم. في الوقت الحالي، يتصدر سوق الهواتف القابلة للطي لاعبان رئيسيان، هما "سام سونغ"، وتليها شركة "هواوي".

وبينما تخطط "هواوي" لإطلاق هاتفها القابل للطي في أكتوبر، كشفت شركة صينية أخرى، وهي "تي سي إل TCL" مؤخرًا عن أحدث إصدار لها من الشاشات القابلة للطي في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية الدولي في برلين. وفيما يتوقع أن تطرح شركة "آبل" هواتفها الذكية القابلة للطي في أوائل العام القادم، تستعد كل من "موتورولا" و"شاومي Xiaomi" لدخول حلبة المنافسة.   

البروفسور "كيم يون هاك":

سوق الهواتف الذكية القابلة للطي سوف تتوسع بالتأكيد، ولكن هناك توقعات مختلفة حول مدى سرعة نموها. فالبعض يتوقع أن يتم بيع مليون هاتف ذكي قابل للطي حتى نهاية هذا العام 2019، بينما يرى البعض الآخر أن هذه الكمية ستكون في حدود 400 ألف جهاز فقط هذا العام. ولكن بدءا من العام القادم، من المرجح أن تنمو السوق بسرعة، نتيجة لتوسع استخدام شبكات الجيل الخامس في جميع أنحاء العالم. أعتقد أنه سيتم توزيع أكثر من 40 مليون وحدة من الهواتف الذكية القابلة للطي حتى عام 2023، بمعدل نمو سنوي يزيد عن 100%.

بلغ المعدل السنوي لبيع الأجهزة الذكية منذ عام 2007، أكثر من 400 مليون جهاز، لكن السوق في حالة ركود الآن، بسبب عدم وجود محركات نمو. وقد شهدت سوق الهواتف الذكية العالمية أول انكماش لها في العام الماضي، مقارنة بالعام الأسبق، وظلت على حالها إلى حد كبير هذا العام. وفي ظل هذه الظروف، تعطي الهواتف القابلة للطي حياة جديدة في صناعة الهواتف الذكية. وتقول الإحصاءات إن 90% من الكوريين يمتلكون هواتف ذكية، كما أصبحت الفترة التي تسبق تغيير الهاتف الذكي أطول، حيث أصبحت الأجهزة أكثر فاعلية. ويتوقع البعض أن تمتص الهواتف القابلة للطي الطلب على أجهزة الكمبيوتر المحمول وأجهزة الكمبيوتر اللوحي.  

البروفسور "كيم يون هاك":

لكي تستمر كوريا في قيادة السوق، من الضروري إجراء المزيد من التطوير التكنولوجي بحيث تكون متفوقة أمام المنافسين الآخرين. كما نعلم، حافظت سام سونغ للإلكترونيات على المركز الأول في سوق الهواتف الذكية العالمية لعدة سنوات. لكن الفجوة بين سام سونغ وشركة هواوي تقلصت إلى حد كبير. وإذا ظلت الفجوة تتقلص بنفس المعدل فسوف تتعرض سام سونغ لتهديدات بتراجع مركزها في سوق الهواتف الذكية المشبعة بالفعل. والآن بعد إطلاقها للهاتف القابل للطي، خطت سام سونغ خطوة كبيرة إلى الأمام. وإذا استمرت شركات التكنولوجيا الكورية في إطلاق أنواع مختلفة من الهواتف المبتكرة القابلة للطي من خلال التطوير التكنولوجي المستمر، فسوف تكون قادرة على الهيمنة على السوق العالمية.

يشهد العام الجاري 2019 تطورات كبيرة في سوق الهواتف الذكية، حيث تم لأول مرة تسويق شبكات الجيل الخامس من الاتصالات، التي توفر سرعات فائقة، وبعدها مباشرة، تم طرح الهواتف الذكية القابلة للطي أيضا لأول مرة. وباعتبارها رائدة في هذه التطورات التكنولوجية، يتوجب على كوريا أن تحافظ على مكانتها في السوق العالمية، من خلال المزيد من الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال.