الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الاقتصاد

جدول الأعمال للقمة الثلاثية والآثار المترتبة

#قضية اقتصادية l 2019-12-23

© YONHAP News

يبدأ الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" زيارة إلى الصين اليوم الاثنين، ولمدة يومين، لحضور القمة الثلاثية بين كوريا الجنوبية والصين واليابان في مدينة "تشنغدو" بمقاطعة "سيتشان" الصينية، غدا الثلاثاء. وتأتي هذه القمة بعد إعلان الولايات المتحدة الأمريكية والصين عن التوصل إلى "المرحلة الأولى" من اتفاقهما التجاري، مما يبشر بالخير لتعاون اقتصادي أقوى بين دول شمال شرق آسيا الثلاث. 


البروفسور "كيم كوانغ صوك" من كلية الدراسات الدولية بجامعة "هان يانغ" :

خلال القمة، ستناقش كوريا الجنوبية والصين واليابان سبل تعزيز التعاون الاقتصادي المشترك. وتشمل القضايا الرئيسية الأخرى المعلقة: اتفاقية المشاركة الاقتصادية الشاملة الإقليمية، وهي اتفاقية ضخمة للتجارة الحرة، والعلاقات بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية، وإعادة تأسيس العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ونشر نظام الدفاع الأمريكي المضاد للصواريخ "ثاد" في كوريا الجنوبية، والمفاوضات الجارية من أجل التوصل إلى اتفاقية للتجارة الحرة بين كوريا والصين واليابان. ستؤثر نتائج القمة الثلاثية بشكل كبير على الاقتصاد الإقليمي وربما الاقتصاد العالمي أيضًا. وبهذا المعنى، أعتقد أن هذه القمة تحمل أهمية كبيرة.


عقدت كوريا الجنوبية والصين واليابان أول قمة بينها في عام 1999 على هامش اجتماع "آسيان زائد ثلاثة"، ثم عقدت القمة الثلاثية كاجتماع منفصل منذ عام 2008. ومع ذلك، فقد عقدت مرتين فقط حتى الآن، لأن البلدان الثلاثة غارقة في صراعات تاريخية وإقليمية وسياسية مريرة. فقد ظلت كوريا واليابان على خلاف بشأن مخالفات اليابان السابقة ضد كوريا، وكذلك جزر دوكدو الواقعة في أقصى شرق كوريا، والتي تدعي اليابان ملكيتها. ولدى اليابان نزاع إقليمي أيضًا مع الصين بشأن جزر "سينكاكو". وبالإضافة إلى ذلك، شهدت العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين تدهوراً في السنوات الأخيرة بسبب نشر سيول لنظام الدفاع الصاروخي الأمريكي عالي الارتفاع "ثاد". أيضا، هذا العام، أدت قيود اليابان التي فرضتها على صادراتها لكوريا إلى حدوث توتر في العلاقات الثنائية المتوترة أصلا بالفعل. هكذا، فإن البلدان الثلاثة لديها في الواقع عدد لا يحصى من المشاكل للتعامل معها. وعلى هامش القمة الثلاثية، سيعقد الرئيس "مون" محادثات منفصلة مع كل من الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، ورئيس الوزراء الياباني "شينزو آبيه". ومن المتوقع أن تساعد القمة بين كوريا والصين، على وجه الخصوص، في حل بعض القضايا الشائكة وسط الصراع العميق حاليا بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.


البروفسور "كيم كوانغ صوك":

بعد أن قررت كوريا الجنوبية تثبيت نظام "ثاد" على أراضيها في عام 2016، اتخذت الصين تدابير انتقامية ضدها من خلال فرض حظر على محتويات موجة الثقافة الكورية "هالليو". ولذلك، فقد تناقش كوريا والصين مسألة رفع الحظر الذي فرضته بكين على محتويات "هالليو"، لأنها قضية مهمة في تطبيع العلاقات بينهما. وتشمل موضوعات المناقشة أيضًا مبادرة "الحزام والطريق" الصينية، و"السياسة الجنوبية الجديدة" التي تنفذها حكومة الرئيس "مون"، وكلاهما يسعى إلى تعزيز التواصل مع منطقة جنوب شرق آسيا. وقد يمكن أيضًا مناقشة كيفية إقناع الهند بالانضمام إلى "اتفاقية المشاركة الاقتصادية الشاملة الإقليمية". وأخيرًا وليس آخرًا، سيتطرق الجانبان إلى العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وأيضا مناقشة كيفية تضييق الخلافات بين سيول وبكين حول نشر واشنطن المحتمل لصواريخ متوسطة المدى في كوريا.


القضايا المتعلقة بكوريا الشمالية على رأس جدول أعمال اجتماع "مون" مع "شي" صباح اليوم الاثنين، ولقائه مع رئيس مجلس الدولة الصيني "لي كه تشانغ" في فترة ما بعد الظهر. وبعد أن توصلت الصين إلى المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري مع الولايات المتحدة، فقد تمارس نفوذًا على كوريا الشمالية لتمهيد الطريق للحوار بين بيونغ يانغ وواشنطن. وإذا حدث ذلك، فسوف تكون كوريا الجنوبية قادرة على الحد من المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بكوريا الشمالية، ومن ثم الحد من المخاطر السلبية على اقتصادها. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن تناقش كوريا والصين العلاقات بين "سياسة الجنوب الجديدة" و"مبادرة الحزام والطريق" و"اتفاقية المشاركة الاقتصادية الشاملة الإقليمية"، وهي أكبر اتفاقية للتجارة الحرة على مستوى العالم، وتنضم إليها كوريا والصين واليابان. أما الأمر الأكثر إلحاحا فهو أن كوريا تريد من الصين إزالة الحظر المفروض على محتويات موجة "هالليو".


البروفسور "كيم كوانغ صوك":

قيّدت الصين المحتويات الثقافية الكورية رداً على نشر كوريا لنظام "ثاد". من المهم للغاية بالنسبة لكوريا رفع هذا الحظر. وبعد زيارة وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" الأخيرة لكوريا الجنوبية، أعادت حكومة بكين الشركات الكورية لصناعة البطاريات إلى قائمة الشركات المؤهلة للحصول على دعم، بعدما استبعدتها الصين من القائمة في السنوات الأخيرة لتعزيز صناعة البطاريات المحلية. يبدو أن الصين خففت بعض الشيء من إجراءات الانتقام الاقتصادي ضد كوريا الجنوبية. هذه أخبار مرحب بها، بالطبع، لكن الصين لم ترفع الحظر المفروض بالكامل. بالنسبة لكوريا الجنوبية، فإن أفضل سيناريو هو أن تقرر الصين إنهاء الحظر بالكامل خلال قمة الغد.


بدأت العلاقات بين كوريا الجنوبية والصين تتدهور في عام 2016 عندما قررت سيول نشر نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي "ثاد"، وفرضت الصين بعد ذلك حظراً على محتويات "هالليو" داخل البلاد. بالتالي، انخفض عدد السائحين الصينيين إلى كوريا الجنوبية، إلى 4.17 مليون في عام 2017، بنسبة انخفاض 48% مقارنة بالعام السابق. وحتى الآن لم تتم استعادة العلاقات الثنائية بالكامل، رغم أنها أظهرت علامات على ذوبان الجليد منذ تنصيب حكومة الرئيس "مون جيه إين". ويقول المراقبون إن قمة هذا الأسبوع يمكن أن تساعد على تدعيم العلاقات بين بكين وسيول، مما سيؤدي إلى تراجع الصين عن حظرها على "هالليو". أيضا، فإن اجتماع "مون" مع "آبيه"، المقرر عقده غدا الثلاثاء، يلفت الانتباه بقوة. 


البروفسور "كيم كوانغ صوك":

حافظت كوريا واليابان على علاقات مشاركة مهمة في السوق العالمية، ولكن لسوء الحظ، ضعفت هذه المشاركة إلى حد كبير. من المتوقع أن تناقش القمة بين كوريا واليابان سبل تخفيف حدة نزاعهما التجاري حتى لا يعبر البلدان خط اللارجعة في المجالات الاقتصادية والأمنية. أتصور أن "مون" و"آبيه" سيعيدان النظر في القيود المفروضة على صادرات اليابان إلى كوريا، كما سيناقشان قرار سيول بتأجيل إنهاء اتفاقية تبادل المعلومات المخابراتية العسكرية مع اليابان، وسيبحثان عن سبل لحل القضية الشائكة المتمثلة في أحكام المحكمة العليا الكورية التي أمرت الشركات اليابانية بدفع تعويضات لضحايا العمل القسري الكوريين خلال الحكم الاستعماري الياباني لكوريا. ستكون هذه هي موضوعات النقاش الرئيسية خلال قمة "مون" و" آبيه".


خلال القمة الثنائية بين "مون" و"آبيه"، التي ستكون أول اجتماع من نوعه منذ 15 شهرًا، من المتوقع أن يناقش الجانبان كيفية تسوية النزاعات المستمرة بشأن ضوابط الصادرات اليابانية ضد كوريا، واتفاقية "الأمن العام للمعلومات العسكرية"، وقضية العمل القسري. وإذا نجح الجانبان في تحقيق بعض النتائج الإيجابية في قمتهما هذا الأسبوع، فقد تتم استعادة العلاقات بين سيول وطوكيو إلى المستوى الذي كانت عليه قبل شهر يوليو من هذا العام، عندما فرضت اليابان قيود التصدير على كوريا. من ناحية أخرى، سيجتمع قادة الأعمال من كوريا الجنوبية والصين واليابان على هامش القمة الثلاثية.


البروفسور "كيم كوانغ صوك":

سيحضر عدد كبير من قادة الأعمال من الدول الثلاث ما يسمى بـ"قمة الأعمال". وفي هذا السياق، يرافق الرئيس "مون" في زيارته إلى الصين وفد اقتصادي يضم حوالي 100 من رجال الأعمال، بمن فيهم رؤساء الشركات الكبرى ورؤساء المنظمات الاقتصادية، حيث يعقدون قمة الأعمال مع نظرائهم الصينيين واليابانيين لتبادل الآراء حول سبل تعزيز التعاون الاقتصادي وتحفيز الاستثمارات وتعزيز سلاسل التوريد العالمية.


ستشكل القمة بين كوريا الجنوبية والصين واليابان فرصة مهمة لكي تناقش الدول الثلاث قضايا التعاون الاقتصادي. ومن المتوقع أن يكون لنتائج هذه القمة تأثير كبير على الاقتصاد والتنمية في منطقة شمال شرق آسيا، وربما على الصعيد العالمي أيضا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;