الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الاقتصاد

احتمال حدوث الارتباك السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة

#قضية اقتصادية l 2020-11-09

ⓒ YONHAP News

أصبح المرشح الديمقراطي "جو بايدن" الرئيس المنتخب رقم 46 للولايات المتحدة. ونظرا لأن الرئيس الحالي دونالد ترامب قد ألمح إلى احتمال رفض التنازل، فمن المتوقع حدوث بعض الارتباك السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، خلال فترة من الوقت. 


"كيم كوانغ صوك" من معهد الاقتصاد والصناعة الكوري:

توقعت بعض المعاهد البحثية أن يزداد النمو الاقتصادي للولايات المتحدة بمقدار نقطة مئوية واحدة إذا أصبح بايدن رئيسا. هذه أخبار جيدة لكوريا الجنوبية التي تعتمد على الولايات المتحدة بنسبة تصل إلى 14% من صادراتها. في ظل رئاسة بايدن، من المتوقع أن تزيد صادرات كوريا الجنوبية بنحو نقطتين مئويتين، بينما من المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 0.4 نقطة مئوية. منذ تنصيب ترامب، تزايدت الشكوك في بيئة التجارة العالمية، حيث لا تزال الصين والولايات المتحدة تخوضان حربا تجارية. وقد عانت كوريا من مخاطر الهبوط في الاقتصاد العالمي، والتي تعتمد بشكل كبير على التصدير. من المتوقع أن تؤدي رئاسة بايدن إلى استقرار ظروف التجارة العالمية إلى حد ما، وبالتالي توفير المزيد من فرص الأعمال للشركات الكورية.


يتوقع العديد من المحللين أن يكون لفوز بايدن تأثير إيجابي على الاقتصاد الكوري. وقد قال بايدن إنه سيحفز الاقتصاد من خلال الإنفاق المالي النشط. وسوف يؤدي الارتفاع في النمو الاقتصادي للولايات المتحدة إلى تعزيز التجارة العالمية، وهو ما سيفيد بالتالي الاقتصاد الكوري المعتمد على التصدير. وقد تم بالفعل رصد تأثير فوز بايدن على الأسواق المالية العالمية، حيث ارتفعت أسواق الأسهم في الولايات المتحدة وأوربا، كما وصلت أسعار الذهب العالمية إلى أعلى مستوياتها منذ سبعة أسابيع.


"كيم كوانغ صوك":

حتى الآن، انخرطت الولايات المتحدة في حرب جمركية وتجارية مع الصين وعزلت أيضا شركة التكنولوجيا الصينية "هواوي" عن موردي أشباه الموصلات في جميع أنحاء العالم، مما جعل صانعي الرقائق قلقين. هناك توقعات كبيرة بأن فوز بايدن سيخفف من هذه الشكوك في التجارة العالمية. وفي هذا السياق، فإن أسعار أسهم الصناعات المتعلقة بالطاقة المتجددة، التي يركز عليها بايدن، حققت مكاسب قوية.


تختلف سياسة بايدن الاقتصادية بشكل واضح عن سياسة ترامب. فقد حافظ ترامب على سياسة تخفيض الضرائب طوال فترة ولايته، واتخذ موقفا سلبيا تجاه زيادة الإنفاق المالي. وعندما يتعلق الأمر بقضايا التجارة، أعطى ترامب الأولوية لمصالح أمريكا على حساب حلفائها. فعندما كان ينشأ نزاع تجاري بين الولايات المتحدة ودولة ما، ظل ترامب يفرض تعريفات جمركية على تلك الدولة. في المقابل، يقترح بايدن زيادة الإيرادات الضريبية بنحو 3.4 تريليون دولار على مدى عشر سنوات واستثمارها في التعليم والبنية التحتية. أيضا بالمقارنة مع ترامب، فهو أكثر تفضيلا للتجارة الحرة. والجزء الأكثر جذبا للانتباه هو النزاع التجاري بين الولايات المتحدة والصين، حيث يتوقع أن يسعى بايدن إلى إبقاء الصين تحت السيطرة، كما فعل ترامب. ولكن على عكس ترامب، من المتوقع أن يشكل جبهة مناهضة للصين مع حلفاء الولايات المتحدة، وبالتالي من المحتمل أن تكون كوريا الجنوبية في وضع صعب، حيث ستكون مضطرة إلى الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.


"كيم كوانغ صوك":

تحت رئاسة ترامب، ظلت الولايات المتحدة على خلاف حتى مع حلفائها مثل أوربا وكوريا الجنوبية، فقد طالب ترامب بأن تدفع كوريا الجنوبية أكثر بكثير من أجل الحفاظ على القوات الأمريكية المتمركزة في كوريا، وهدد أيضا بسحب تلك القوات. في المقابل، سيسعى بايدن إلى الحفاظ على العلاقات الودية مع حلفاء الولايات المتحدة وتعزيز التعاون معهم قبل الضغط على الصين. في هذه العملية، سيتعين على كوريا الجنوبية تكوين علاقات وثيقة مع اليابان، وقد تجد المزيد من الفرص التجارية في أوربا، لكنها قد تفقد مثل هذه الفرص مع الصين. وسوف يتعين على كوريا الجنوبية بعد ذلك التفكير في استكشاف وجهات التصدير الرئيسية وقواعد الإنتاج، بخلاف الصين. من المهم بالنسبة لكوريا الجنوبية أن تنوع سوق صادراتها، حيث يجب أن تتعامل بشكل فعال مع التغيير الكبير في بيئة السوق العالمية.


في يوم 4 نوفمبر، قال بايدن إنه في غضون 77 يوما بالضبط، ستعود الإدارة الأمريكية للانضمام إلى اتفاقية باريس للمناخ. ويشير هذا الرقم إلى عدد الأيام المتبقية حتى يوم 20 يناير، وهو اليوم الذي سيتم فيه تنصيب الرئيس القادم للولايات المتحدة. ويبدو أنه من الواضح أن بايدن مصمم بحزم على الدفع باتجاه السياسات الصديقة للبيئة. ولمزيد من التحديد، تعهد بايدن باستثمار 2 تريليون دولار في البنية التحتية والمركبات الكهربائية والطاقة النظيفة حتى عام 2035. ومن المتوقع أن تفيد هذه الخطة الصناعات الكورية المتعلقة بالبطاريات والسيارات الصديقة للبيئة والطاقة المتجددة. وفي الواقع، بعد أن تم الإعلان عن فوز بايدن في الانتخابات، ارتفعت الأسهم الكورية المتعلقة بالبطاريات والطاقة المتجددة بشكل حاد، بينما كانت أسهم الشركات المرتبطة بكوريا الشمالية على العكس من ذلك تماما، حيث إنه من المعتقد أن بايدن سيتبنى نهجا أقل تصالحية عند التعامل مع كوريا الشمالية، مقارنة بترامب.


"كيم كوانغ صوك":

ستخضع سياسات واشنطن تجاه كوريا الشمالية لتغيير كبير، وستدخل محادثات نزع السلاح النووي بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة مرحلة جديدة. كان ترامب ودودا إلى حد كبير مع كوريا الشمالية، لكن بايدن سيكون مختلفا. قد تكون هناك بعض الانتكاسات في المفاوضات النووية بين البلدين. في هذه الحالة، قد تواجه كوريا الجنوبية مخاطر جيوسياسية أعلى، مما قد يدفع وكالات التصنيف الائتماني العالمية إلى تخفيض التصنيف الائتماني السيادي لكوريا الجنوبية.


في هذه الأثناء، رفض ترامب قبول نتائج الانتخابات، وادعى أنها مزورة، كما هدد برفع سلسلة من الدعاوى القضائية في الولايات التي اعترض فيها على فرز الأصوات. ولذلك، من المرجح أن يستمر الارتباك السياسي هناك لبعض الوقت، على الرغم من تأكيد فوز بايدن. في البداية، كان من المنتظر أن تتلاشى حالة عدم اليقين السياسي بعد الانتخابات، ولكن على عكس التوقعات السابقة، يُخشى أن يكون للشكوك المتزايدة في الولايات المتحدة حاليا تأثير سلبي على الاقتصاد العالمي.


"كيم كوانغ صوك":

يتعين على البلدان في جميع أنحاء العالم اعتماد تدابير تحضيرا للضخ المالي من أجل التخفيف من وطأة جائحة كورونا. لكن عملية صنع القرار والانتعاش الاقتصادي ستتأخر إذا استمرت الفوضى السياسية في الولايات المتحدة. كوريا الجنوبية ليست استثناء، حيث يعتمد اقتصادها بشكل كبير على الولايات المتحدة. لقد ظل الاقتصاد الكوري يعاني بالفعل بسبب وباء كورونا، ويمكن أن تكون الشكوك المتزايدة المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأمريكية بمثابة صدمة أخرى للاقتصاد الكوري، مما يزيد من المخاوف بشأن حدوث ركود مزدوج. يجب أن تستعد كوريا لسيناريوهين، الأول أنه لن يتم إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية قريبا، أما الآخر فهو الإعلان بشكل نهائي قريبا عن فوز بايدن. أعتقد أن كوريا بحاجة إلى اتخاذ تدابير مناسبة للتعامل مع هذين السيناريوهين المختلفين.


ظلت كوريا تولي اهتماما وثيقا بنتيجة الانتخابات الأمريكية، حيث إن الارتباك السياسي في الولايات المتحدة، وطول مدة مثل هذا الارتباك، سيؤثر حتما على الاقتصاد الكوري. وإلى أن يتم تحديد الفائز بشكل قاطع ونهائي في هذه الانتخابات، تحتاج كوريا إلى الاستعداد لعصر بايدن القادم في الولايات المتحدة، وأيضا صياغة تدابير للتعامل مع السوق العالمية المتقلبة، حيث قد تظل الشكوك قائمة لبعض الوقت.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;