الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

كوريا لؤلؤة البحر:

2019-02-19

سيول بانوراما

ⓒ Getty Images Bank

البحار التي تغطي جزءا كبيرا من كوكب الأرض هي أشياء محبوبة ومقدسة من الجميع وظلت دوما ملهمة للفنانين بكل أشكالهم والأدباء بمختلف أنواعهم والمبدعين بكافة إبداعاتهم، ولكل الأمم والشعوب المختلفة في العالم تراث فني وموسيقي وغنائي وشعري وروائي مثل رواية " العجوز والبحر للروائي العالمي المدهش " إرنست همنغواي". والشعر العربي ثري بالقصائد الشاعرية حول البحر منها قصيدة إيليا أبو ماضي التي يقول فيها " قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منك" وكلها مجرد غيض من فيض.   وكوريا شبه جزيرة تحيط بها المياه من الجهات الثلاثة من خلال بحار ومحيطات واسعة وممتدة، وتتخللها  عدة أنهار أهمها بالطبع نهر الهان الذي هو نهر لعب دورا جوهريا في تطور كوريا عبر كل مراحلها التاريخية ولعب دورا هاما ومحسوسا جدا في تجربتها التنموية الأخيرة التي يطلق عليها العالم اسم المعجزة الاقتصادية على نهر الهان. وكوريا أيضا دولة ظلت تهتم وتحتفي بالقمر كثيرا حيث أن مشاهد القمر والغروب البديع وانعكاساته على صفحة الماء على البحار أو الأنهار هو من المشاهد الرومانسية المألوفة في كوريا وهناك العديد من المناسبات السياحية التي تنظم خصيصا لمشاهدة انبثاق القمر وهي طقوس أشبه بالشعائر الدينية أو الصلوات وربما كان ذلك من بين الأسباب التي حدت بالبعض لأن يطلق على كوريا اسم "أرض الصباح الحالم والغروب البديع" .ت. لهذا فالبحر عادة ما يكون مصدر وحي وإلهام للعديد من القصائد الرائعة والأغنيات باسم ومنها قصيدة شهيرة وطويلة باسم "صلوات على محراب البحر" اقتطف بعضا من مقاطعها: 

وأنا والبحر وحدنا

وليالي حبلى بليالي

تنساب مع الأمواج

مدا وجزرا

شدا وجذبا

تجاه كل الأمكنة

وصوب جميع الاتجاهات

دون جهة محددة

ولا اتجاه مقصود.

الدموع جفت على خدي المتغضن

والآهات خفتت داخل فؤادي الحزين

وصورتي تغوص

مثل زهرة ذابلة باكية

احترقت على صفحة الماء.

وعلى البعد شاب يعزف على ناي حزين

وكأنه يناشد المستقبل ألا يغدر به

وألا يخون شبابه الغض الأخضر

وألا يقتل آماله وأحلامه

وألا يخذله

كما خذل أبيه المهزوم

وأبكى الأم المكلومة

أنت يا بحر تسير وتتدفق

تمضي في كل الأرجاء

في غابات الأمازون

وفي الأدغال الأفريقية

وراء خط الاستواء

وفي الفيافي العربية البعيدة

وفي الأصقاع الثلجية في سيبريا

يا بحر أنت تذهب حيث ما تريد

حتى لو كنت لا تعرف ما تريد

أما أنا يا بحر

والشاب الغائص في أنغام نايه الحزين

سنبقى هنا

ونتابعك وأنت تمضي بكل الكبرياء

وبمنتهى الشموخ

إلى الأدغال الأفريقية

إلى الأمازون

إلى مرتفعات الألب

إلى الصحارى العربية العطشى

المكتوية بنار الرمضاء

لتغازلها من بعد

وإلى أصقاع ألاسكا

حيث تتحول إلى صحراء من ثلجٍ

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;