"كانت الرياحُ تحمل صوتَ القطار من الغرب إلى مشارف القرية الساحلية الصغيرة، ثم تصطدم الرياح بالصخور على شاطئ البحر الشرقي. كانت هناك شبكات لصيد أسماك الأنشوجة منتشرة على الساحل، وكان الصيادون يبحرون بعيدا حتى حوالي منتصف البحر للعمل كبحارة وملاحين مستأجرين. كانت حياتهم لا تختلف عن حياة أي صيادين آخرين في القرى الساحلية، حيث تعمل نساؤهم في الحفر بحثا عن الرخويات والأعشاب البحرية خلال المد والجزر. إلا ان الشيء الذي كان يجعل هذه القرية مختلفة حقا هو وجود عدد كبير من الأرامل فيها".

تم نشر قصة "قرية ساحلية" للأديب "أوه يونغ سو" في عام 1953، مباشرة بعد انتهاء الحرب الأهلية الكورية، وهي تبدأ بوصف لمسرح القصة التي تدور حول أرملة شابة في أوائل العشرينيات من عمرها تسمى "هيه سون 해순"، وهي ابنة امرأة كانت تعمل غواصة جاءت من جزيرة جيجو لتستقر في تلك القرية الصغيرة وتتزوج من صياد من أهلها، وتنجب منه "هيه سون". وبمجرد أن كبرت "هيه سون" وتزوجت، عادت أمها إلى موطنها.

"جرت "هيه سون" وحماتُها عبر الساحل الرملي الذي تنتشر عليه الشبكات المليئة بالأسماك. تعالت الصرخات: "هيا بنا. هيا بنا. اسحبوا. اسحبوا". وبدأت الأسماك تتقافز. وفجأة، ووسط كل ذلك الضجيج، امتدت يد خشنة الملمس لتمسك بيد "هيه سون" بقوة وتتحسس أجزاء أخرى من جسدها عند خصرها وتحت التنورة التي كانت تلبسها. أزاحت هيه سون تلك اليد المتسللة بقوة، وفرت بعيدا قبل أن تنتهي مراسم الصيد. وفي طريق عودتها للبيت بعد انتهاء الصيد وهي تحمل سلة مليئة بالأسماك، كان فكر "هيه سون" مشتتا، إلا أن الإحساس بتلك اليد التي أمسكت بها في الزحام ظل مسيطرا عليها وشاغلا لأفكارها. من كان ذلك يا ترى. ولماذا فعل ما فعل؟ هل كان هو ذلك الشاب الذي أجزل في عطائها من الأسماك بشكل يفوق كل الآخرين؟ كانت في حالة ارتباك، وكانت تخاف أن يلحظ الآخرون ارتباكها. وفعلا سألتها بعض الفتيات: "كيف حصلتِ على كل هذا العدد من الأسماك؟" قدمت "هيه سون" أكثر من نصف الكمية التي معها من الأسماك لبعض جاراتها ممن لم يحصلن على عدد كافٍ، لكن ذلك لم يهدئ من روعها وما كان يعتريها من قلق وتوتر حتى إنها لم تتمكن من النوم في تلك الليلة. وظل لغز تلك اليد التي أمسكت بها يؤرقها طوال الليل. كانت تعتقد أن تلك اليد ربما كانت هي يد زوجها الأول "صونغ كو 성구" الذي اختفى في أعقاب رحلة بحرية، أو زوجها الثاني "سانغ سو 상수" الذي انقطعت أخباره بعد تجنيده في الجيش".

---

الكاتب "أو يونغ سو":

وُلد الكاتب "كيم جو يونغ" عام 1911 في مقاطعة كيونغ نام، وتوفي في 15 مايو 1979. نشر قصته "قرية ساحلية" في العدد الثاني عشر من مجلة "مون ييه" الأدبية عام 1953، وحصل على عدة جوائز أدبية خلال مشواره الفني.