الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الصبيان وكرات الذهب

2019-03-08

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش شقيقان طيبان، يحب كل منهما الآخر بشدة. كانا صديقين مقربين، حتى أنهما كانا يتشاركا كل شيء وأي شيء. كانا يزرعان الأرز في حقل الشقيق الأكبر ليوم، ثم يزرعان الحبوب في حقل الآخر في اليوم التالي.

وفي يوم من الأيام، كان الشقيقان عائدان إلى المنزل بعد حضور حفل. كان عليهما عبور النهر، وكانا على وشك ركوب عبارة حين صاح الشقيق الأصغر:"انظر! هناك شيء يلمع في الماء". ولدهشتهما وجدا كرتين صغيرتين من الذهب. اتسعت عيناهما في دهشة، والتقطا الكرتين من وسط الماء. قال الشقيق الأكبر:"خذ هذين يا شقيقي العزيز، فأنت من وجدهما أولا". لكن الشقيق الأصغر هز رأسه رافضًا وقال:"لا، يجب أن تأخذهما أنت، فأنت تعيل أسرة كبيرة، أليس كذلك؟" لكن الشقيق الأكبر كرر كلامه قائلًا:"لا، لا. لقد تزوجت لتوك، وسوف تحتاج لشراء الكثير من الأشياء في الفترة القادمة. خذ الكرتين." بعد فترة من الجدال، اتفقا على أن يتقاسما الكرتين، فيأخذ كل منهما كرة.

بعد العودة إلى المنزل، كان الشقيق الأكبر لا يزال متحمسًا بشأن الكرة الذهبية الصغيرة. بقي في حجرته، وراح يتأملها طوال اليوم. كلما نظر إليها لوقت أطول، كلما تعلق بها أكثر. كان مستغرقا في تأمل الكرة في إعجاب حتى أنه نسي أن يذهب إلى العمل. بدأت زوجته في الشكوى، وراح أطفاله الصغار يبكون من الجوع. لكنه، رغم ذلك، لم يستطع أن يتوقف عن التفكير في الكرة الذهبية. وبدأ في التفكير في الكرة الأخرى التي أهداها لشقيقه. راح يفكر أنه إن كان قد احتفظ بالكرتين لنفسه، لكان قد صار أكثر ثراء وسعادة. وفي غمرة تفكيره في ذلك، نسي تماما أن الشقيق الأصغر كان من وجد الكرتين أولا. وأصابه الندم على مقاسمة الكرتين مع شقيقه، بل بدأ يشعر بشيء من الكراهية تجاه شقيقه الذي كان يحبه ويتفانى في رعايته.

بعد بضعة أيام ، زار الشقيق الأكبر بيت شقيقه الأصغر وهو يحمل الكرة الذهبية. وحين رأى شقيقه قال:"شقيقي العزيز، أخشى أنني يجب أن أعيد لك هذه. يؤلمني الاعتراف بهذا، لكنني منذ أن أخذت هذه الكرة، وقد أهملت مهامي وأهملت أسرتي، كما أنني بسببها ابتعدت عنك وصار هناك حاجزًا بيننا، وأنا لا أريد أن أخسر شقيقي المفضل بسبب هذه الكرة".

بعد سماع هذه الكلمات، أمسك الشقيق الأصغر بكف شقيقه الأكبر وقال بعينين دامعتين:"بكل صراحة، يا شقيقي العزيز، لقد شعرت بما شعرت أنت به تماما، صرت كسولا وطماعا وجشعا بسبب هذه الكرة اللعينة. ما رأيك أن نعيد هذين الكرتين إلى مكانهما وتعود حياتنا كما كانت؟"

وافق الشقيق الأكبر على اقتراح شقيقه، وعادا إلى النهر حيث ألقيا الكرتين في النهر، وراحتا تغرقان حتى اختفتا تماما.

انتشرت قصة الشقيقين الوفيين في البلاد انتشار النار في الهشيم، حتى بلغت مسامع الملك. تأثر الملك بقصتهما كثيرًا، وأمر ضباطه بإهداء مائة حقيبة من الأرز وعشر لفافات من الحرير الثمين جزاء على وفائهما. وهكذا، بالتخلي عن كرات الذهب وعن الطمع، كسب الشقيقان ما هو أكثر. والأهم من ذلك، هو أنهما استطاعا الاحتفاظ بصداقتهما النادرة الثمينة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;