الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

زوجة الابن المثالية

2019-03-22

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل ثري في قرية بعيدة. كان عصاميًا كون ثروته بنفسه من خلال عمله الشاق المستمر واجتهاده، وحرصه على عدم الإنفاق قدر استطاعته والعيش بشكل اقتصادي طوال شبابه. وعندما صار ابنه في سن الزواج، أراد والده أن يجد له زوجة حكيمة ونشيطة، لا تبدد ثروة الأسرة دون طائل حتى يرثها الابن كاملة. فقد كان الوالد يرى أن الزوجة في أي أسرة تحدد مصير تلك الأسرة. ولذلك، قرر أن يختبر أي فتاة تُظهر اهتمامًا بالزواج من ابنه قبل الموافقة على زواجهما.

كان الاختبار المذكور بسيطًا في الظاهر معقدًا في الحقيقة. فقد بنى الرجل العجوز منزلا ريفيا صغيرًا بالقرب من منزله، وهناك، كان يبقى امرأة عجوزًا مع جوال كبير من الحبوب المنوعة وجوال آخر من الأرز. وكان يطلب من أي شابة تود الزواج من ابنه أن تعيش مع هذه السيدة العجوز في الكوخ لمدة شهر واحد. وكان مطلوبًا منها أيضًا أن تكتفي في أكلها بالأطعمة المحدودة المتاحة. والتي تنجح في هذا الاختبار، يُسمح لها بالزواج من الابن والانضمام إلى أسرته.

تقدمت عدد من الشابات للاختبار، لكن لم تستطع أيهن أن تقتات على الطعام المحدود المتوفر لمدة شهر كامل. قامت إحدى الفتيات بتقسيم المتاح إلى ثلاثين كيسا صغيرا وحاولت الاكتفاء بكيس واحد يوميًا، لكن الكمية كانت صغيرة جدا ولم تكد تكاد تسد جوعها. كانت كل فتاة تتقدم للاختبار تفشل فيه وتستسلم بسرعة. انتشر أمر الاختبار الصعب في البلدة، وراح عدد الراغبات في التجربة يقل، وسرى في القرية أن الشاب المسكين سيعيش أعزبا ويموت وحيدًا على الأرجح.

وفي يوم من الأيام، طرقت إحدى المتقدمات باب الكوخ الريفي الصغير. بدا عليها الاسترخاء والثقة قبل الاختبار. في اليوم الأول، طلبت الفتاة من العجوز أن تطهو الكثير من الأرز قائلة إنها ممن يأكلون كثيرا. اندهشت المرأة من هذه الملاحظة غير المتوقعة. فلم تقل أيًا من الفتيات المتقدمات للاختبار هذا من قبل، خاصة في الليلة الأولى. بينما كانت المرأة تعد العشاء، نظفت الفتاة كل ركنٍ في المنزل. اندهشت المرأة العجوز مجددًا، فهذا العمل الشاق في التنظيف لا بد أن يزيد من جوع المرء! لكن الفتاة لم تهتم، وحين وُضع الطعام، أنهت طبق الأرز الخاص بها عن آخره، وقالت للمرأة أن تأكل حتى تشبع هي الأخرى.

وعندما أنهت المرأة غسل الأطباق، قالت الشابة في هدوء ورفق"إذا واصلنا الأكل بهذا الشكل، فلن نستطيع الاستمرار بضعة أيام، دعك من شهر كامل، أليس كذلك؟" وافقتها العجوز، فواصلت الفتاة:"لكنني لا أستطيع العمل بمعدة فارغة. لكنني أستطيع أن أكسب بعض المال. سأفعل كل ما في وسعي، مثل الخياطة والغزل وغسل الملابس. بما أنني يجب أن أبقى داخل المنزل، فلن أستطيع العمل خارجه. لكنني سأفعل كل ما يمكنني فعله داخل المنزل. هلا وجدتِ لي عملا؟" أدركت المرأة العجوز أن الفتاة ليست مجرد كسولة أكولة، بل شابة نشيطة ذكية مجتهدة. وبدأت في البحث عن عمل للفتاة.

سر الرجل العجوز بما سمعه من المرأة عن الفتاة. كانت هذه هي الفتاة التي يبحث عنها بالضبط. كانت الفتاة نشيطة جدا ومسؤولة، لا تبالي بمواصلة العمل طوال الليل حتى لا يفوتها موعد إتمام مهامها. وقد كسبت مالا كافيا لإطعام نفسها وإطعام المرأة أيضًا. بل استطاعت أن تحفظ بعض المال أيضًا. ومع مرور الوقت، كان الكوخ وكل ركن فيه يلمع بالنظافة. كانت أجولة الأرز والحبوب ممتلئة عن آخرها، وكانت المدفأة مليئة بالحطب. مر الشهر المتفق عليه، وانتهى الاختبار. عادت الفتاة إلى منزلها، حيث وجدت خطابًا بعرض الزواج ينتظرها. لقد فازت بالاختبار، ووجد الرجل أخيرًا ضالته: زوجة الابن المثالية.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;