ⓒ Getty Images Bank

"قالت لها السيدة العجوز ذات مرة: "هل لا تزالين مصرة على السفر وحدك للخارج؟ من الأفضل لك أيتها الصغيرة أن تبقي في بلادك لتتزوجي من الرجل المناسب الذي يسعدك وتنجبي له أطفالا وتحسني تربيتهم. أنت لست بحاجة للتعليم ولا للعمل طالما أنك ستجدين الزوج الثري المناسب لك." كانت "كيونغ هي" تسمع ذلك بشكل دائم ومتكرر خاصة من قبل تلك المرأة العجوز التي جعلت من هذه القضية موضوعها المفضل. وكانت هناك أخريات من أقاربها يكررون نفس الكلام، وهي تستمع لما يقلن ولا ترد عليهن، وتكتفي بمخاطبة نفسها قائلة: "يعتقدن أن كل الحياة مجرد أكل وشرب وثرثرة وخداع للنفس. لا يعرفن أنه يجب على الإنسان أن يتعلم ويدرس. إنهنّ لا يكترثن لما يفعله أزواجهن أو أبنائهن من علاقات غرامية متعددة مع مختلف الساقطات بسبب جهلهن وعدم إدراكهن لخطورة مثل تلك العلاقات المفتقرة للأخلاق والحس السليم". كانت تتمنى لو كان بمقدورها أن تواجههن وتسمعهن ذلك، لكنها كانت تعرف أنه من الأفضل لها أن تصمت. فقد كانت تعرف أن الدخول في جدل مع مثل هؤلاء النساء لن يقدم أو يؤخر في شيء".

# شريط مقابلة البروفسور "بانغ مين هو" أستاذ الأدب الكوري بجامعة سيول الوطنية.

في ذلك العصر القديم الذي عاشت فيه كاتبة القصة كان دور المرأة في المجتمع هو مجرد إنجاب وتربية الأطفال، وطاعة الزوج. كان مجتمع الزوجة منحصرا تماما داخل بيت الزوجية، بينما كان الزوج يستمتع بالعالم الخارجي العريض، بما في ذلك المحظيات وفتيات اللهو والترفيه. يحدث ذلك في حين كانت الزوجة عادة ما تظل حبيسة جدران منزلها، وهو ما كان يخلق لدى الكثيرات شعورا بالغبن والغضب.

“ قالت لنفسها: أنا إنسان، ولذلك يجب عليّ أن أتجنب السير في طريق الخطأ. ما لم أصبح إنسانا حقيقيا وامرأة في نفس الوقت فلن أتمكن من دعوة الآخرين للعيش في مجتمع يحترم حقوق المرأة كإنسان. أعرف أن الطريق وعر وطويل، ويحتاج لأن ارتقي قمة الجبل لأدعو لما أريد أن يسمعه الجميع. وإذن، لا بد أن نبدأ في التسلق. فلذلك خلق الله لنا سيقان. أحست "كيونغ هي" بقوة تسري في جسدها، فجلست على الأرض ورفعت كفيها إلى السماء وهي تدعو قائلة: "يا رب. امنحني من عندك القوة والمقدرة على الانطلاق. لن أفعل إلا ما يرضيك. فامنحني القوة لفعل ذلك".

---

الكاتب "نا هيه صوك":

وُلدت الكاتبة "نا هيه صوك" في عام 1896 في مدينة "سو وان" بمقاطعة "كيونغ كي"، وتخرجت في المدرسة الثانوية في عام 1913 ثم التحقت بكلية الآداب والفنون في جامعة طوكيو أملا في تحقيق أحلامها كفنانة وأديبة. ولديها العديد من الأعمال الأدبية، أبرزها قصة "كيونغ هي" التي تم نشرها في عام 1918، وهي قصة أشبه بالسيرة الذاتية. وتوفيت في 10 ديسمبر 1949.