الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الرجل الذي فهم كلام الطيور

2019-04-05

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش شاب كانت لديه القدرة على فهم كلام الطيور. وفي يوم من الأيام، سمع بعض الغربان تنعق من بعيد. أدرك الشاب ما قالته الغربان، فقد كانت تتحدث عن رجل ميت في بيت ما. انتابه الفضول عند سماع ذلك، وذهب إلى مكان تجمع الغربان التي كانت تحلق في دوائر حول منزل معين. دخل الشاب المنزل، وبالفعل، وجد رجلًا ملقًى على الأرض، وعندما تفحصه وجد أن ما قاله الغربان كان دقيقا، فالرجل كان جثة هامدة بالفعل.

الآن وقد رأى وعاين بنفسه الموقف، انقشع عنه الفضول وحل محله الخوف والفزع، فخرج راكضًا من المنزل وهو يصيح بأعلى صوته:"هناك رجل ميت! هناك رجل ميت!"، تجمع الناس وسألوه عما يفعله في تلك المنطقة. كانت الصدمة لا تزال مسيطرة عليه فلم يستطع الكلام بشكل مفهوم. لكن سلوكه المرتبك ووجوده في المنطقة جعل الناس يشكون في أمره، وقرروا اقتياده إلى قاضي المقاطعة علّه يقضي في أمره، ويحدد إن كان هو القاتل أم لا.

مثل الشاب أمام القاضي، وحاول أن يشرح كيف أنه استوعب ما قالته الغربان. لكن، بالطبع، لم يصدقه سوى قلة قليلة. إذ من يستطيع أن يفهم لغة الطير على أي حال؟ قرر القاضي أن يختبر الشاب بنفسه ليقرر ما إذا كان يستطيع أن يفهم لغة الطير بالفعل أم لا. فخطف عصفورا صغيرا من العش وخبأه جيدًا دون أن يراه أحد. بدأت العصفورة الأم تحوم حول رأس القاضي وتصدر أصواتا عالية غاضبة. وسأل القاضي الشاب عما تقوله العصفورة الأم، فقال الشاب -الذي لم يكن قد شهد ما حدث- إنها تطالب القاضي بإعادة صغيرها إلى عشه، فصدق القاضي الشاب، وقنع ببرائته، وأطلق سراحه فورًا.

وهنا، تبدأ القصة الفعلية. فبينما كان الشاب يمشي، سمع بعض الطيور تغرد فوق شجرة. راح ينصت بكل اهتمام لما تقوله الطيور. قال أحدهم:"أي أصدقائي الطيور، أرى أن البشر كائنات حمقى. فالبشر في تلك القرية البعيدة يمشون كل الطريق إلى هنا حتى يجلبوا الماء لأن القرية لا بئر فيها. نحن الطيور نعرف جيدًا أنهم يستطيعون توفير الماء إن حفروا بئرًا تحت شجرة الصفصاف الكبيرة في مركز القرية. لكن البشر الأغبياء لا يعرفون ذلك. انظروا إلى هذا الرجل العجوز في ذلك المنزل. كلنا نعرف أن مدفئته مدفون تحتها كنز كبير، لكن الرجل المسكين لا فكرة لديه عن الأمر برمته!". واصل طائر آخر الحديث قائلًا:"هذا أمر لا يقارن بذلك الرجل الثري هناك الذي ينهشه القلق على ابنته المريضة. بينما كل ما يجب أن يفعله كي تُشفى هو أن يقتل الثعبان السام المختبئ تحت كومة الحطب في باحته الخلفية، أمر في غاية البساطة، أليس كذلك؟ مع ذلك، يجهل الرجل سبب مرض ابنته الحقيقي، ويضيع وقته وماله في شراء الأدوية التي لا نفع فيها".

بعدما سمع الشاب حديث الطيور، ذهب الشاب إلى القرية التي لم يكن فيها بئر. ونصح أهلها أن يحفروا البئر عند شجرة الصفصاف في مركز القرية. كان الطيور على حق، فما إن فعلوا، حتى تفجر الماء من المكان بغزارة، وكافأ أهل القرية الممتنون الشاب بكرم. ثم ذهب إلى الرجل العجوز الفقير، وعرض عليه شراء منزله لقاء المال الذي تسلمه كمكافأة سخية من أهل القرية، فلم يتردد الرجل في قبول عرضه فورًا. وما إن صار المنزل ملكا له، حتى هدم المدفأة، وحفر تحتها، واكتشف إناءًا مليئًا بالذهب. وهكذا، صار صاحبنا ثريًا. وذهب من فوره إلى الرجل الثري صاحب الابنة المريضة، وعرض على الرجل أن يعالج ابنته مقابل أن يزوجها له. فوافق الرجل على أي شيء يطلبه الشاب إن هو نجح في علاج ابنته المسكينة. وما إن انتزع وعد الأب، حتى أرسل في طلب بعض شباب القرية ليزيلوا كومة الحطب الضخمة وما إن خرج الثعبان زاحفا من تحتها حتى قتله الشاب فورا. صدقت الطيور هذه المرة أيضًا، فقد شفيت الفتاة تماما، وعليه تزوجها الشاب، وعاشا حياة سعيدة جميلة.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;