الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

طائر الشُخشيخة

2019-04-26

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش بائع ملح متجول يجوب البلاد طولا وعرضا ليبيع بضاعته. كان يسافر بصحبة حمار يضع حمولة الملح على ظهره. وفي يوم من الأيام، قضى ليلته في كوخ ريفي صغير في عمق الجبال، بعد أن دعاه رجل عجوز أشيب الشعر للمبيت، قائلًا إنه صاحب الكوخ. وعندما كان البائع يستعد للنوم في غرفته، لاحظ شيئًا غريبًا بخصوص الرجل العجوز. فقد كان للرجل العجوز ذيلًا طويلًا كثيف الشعر! أدرك بطلنا فورًا أن الرجل العجوز ما هو إلا نمر متنكر، فدب الرعب في قلبه، لكنه حافظ على هدوءه وتظاهر بأنه لم يلحظ شيئًا. أخذ يفكر في حل ما، ثم اتجه إلى حماره، ونزع شُخشيخة على هيئة كرة مدلاة من عنقه.

سمع الرجل العجوز صوت الخشخشة الصادر عن الكرة، وسأل عن مصدر الصوت. فرد البائع بلهجة تعمد أن يجعلها بسيطة وتلقائية:"آه! لا بد أنه طائر الشخشيخة! إنه طائر مفترس يتغذى على ذيول الحيوانات. لا تشغل بالك به!" لكن الرجل العجوز بدت عليه إمارات التوتر بعدما سمع هذه العبارة.

كان الوقت قد تأخر، لكن البائع لم يجرؤ على النوم لئلا يلتهمه النمر المتنكر. أما النمر، فقد عجز عن النوم بدوره، فقد كان يشعر بالخوف الشديد من طائر الشُخشيخة هذا!. لكن النوم غلب النمر في النهاية، فسارع البائع بربط الكرة حول ذيل النمر في حذر. ثم أيقظ النمر وقال:"المعذرة، لكنني أواجه مشكلة. يبدو أن طائر الشُخشيخة الخاص بي قد فرّ أثناء نومي!"

قام النمر مفزوعًا، وعندما سمع صوت الخشخشة قادم من جهة ذيله، شعر برعب شديد. قفز وركض هاربًا. لكنه ظل يسمع صوت الطائر المفترس يطارده. ظل يركض ويركض بكل ما أوتي من قوة ليتخلص من الطائر المفترس. وفي النهاية، علقت الكرة المربوطة بذيله في فروع أحد الأشجار بينما كان يجري، فظن النمر أنه استطاع الفرار من الطائر أخيرًا، واستلقى لاهثًا يحاول التقاط أنفاسه.

ثم رأى أرنبًا يقفز خارجًا من الغابة، فشعر بالسرور وهو يقول:"يالسعادتي برؤيتك أيها الأرنب اللطيف! فأنا أشعر بالجوع الشديد بعد كل هذا الجهد الذي بذلته في الفرار من طائر الشخشيخة، وأنا الآن على أتم استعداد لألتهمك!" ضحك الأرنب ملء فيه وقال:"أوه يا سيدي النمر! ماذا تقول؟ طائر الشخشيخة؟ أنا لم أسمع عن طائر الشخشيخة هذا من قبل قط! وحتى إن كان موجودًا، فكيف يخاف من هو مثلك من طائر صغير؟ أنت وحش مفترس رغم كل شيء، ألست كذلك؟" لكن النمر لم يصدق الأرنب وقال:"لا، لا، أنت لا تفهم. هذا الطائر قد يكون صغيرًا، لكنه إن أمسكني، سيقطع ذيلي ويأكله. فلا تحاول خداعي". قهقه الأرنب وقال:"حسنا إذن، دعنا نرى ذلك الطائر أولا قبل أن تأكلني. صدقني أنا لا أحاول الفرار منك، إن كنت لا تصدقني، اربط ذيلينا معًا حتى تضمن أنني سأبقى معك".

وهكذا، ربط النمر ذيل الأرنب بذيله، وذهبا إلى الشجرة التي علقت فيها كرة الشخشيخة. وعندما هز الأرنب الشجرة، أصدرت الكرة صوت الخشخشة المميز. فزع النمر، فلقد ظن أن الطائر سيهاجمه مجددًا، وبدون لحظة تردد، بدأ النمر في الركض وهو يجر الأرنب المسكين وراءه. حاول الأرنب إيقافه دون جدوى. كان النمر يركض بسرعة وقوة شديدتين حتى أن ذيل الأرنب المسكين انقطع وانفصل عن جسده. وعندما توقف النمر عن الركض، نظر خلفه فرأى ما حل بالأرنب، فارتعد خوفًا من المنظر الشنيع. فلقد ثبت في ذهنه أن من فعل ذلك هو طائر الشخشيخة ولا شك، لا بد أنه هو من أكل ذيل الأرنب. وهكذا، ركض النمر المفزوع هاربا من المكان وقد نسي أنه كان ينوي أن يلتهم الأرنب!

وتقول الأسطورة، إن هذا هو سبب قصر ذيول الأرانب حتى يومنا هذا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;