ⓒ Getty Images Bank

تدور هذه القصة حول خاطبة تكتشف بصورة غير مقصودة سرا حساسا في أثناء عملية تنظيم زواج بين ابنة مدير شركة كبرى، وابن رئيس الشركة. تبدأ القصة بزيارة تقوم بها الخاطبة، ولقبها هو "أم سام دُك 삼득"، إلى السيدة "سونغ" زوجة مدير الشركة الكبرى. وخلال الزيارة بدأت الزوجة في التباهي بأصل ومجد وتاريخ أسرتها العريق، ومن جانبها تلبست الخاطبة دور المستمعة الجيدة والمندهشة لعظمة ذلك التاريخ، ووعدت بنقل كل ذلك بالتفصيل إلى أسرة الزوج المحظوظ الذي سيقع عليه الاختيار.

# شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو يونغ"

تم نشر هذه القصة في عام 1954. كان جيلٌ جديد وقتها قد بدأ في التشكّل في كوريا وبدأ يتحرر من الكثير من المفاهيم والأفكار التقليدية القديمة في أعقاب انتهاء الحرب الأهلية الكورية. وكانت الكاتبة "سون سو هي" من بين الكتّاب المهتمين بتحليل تلك الظاهرة الجديدة وقتها. السيدة سونغ شخصية تجسد جزءا من المجتمع الذي كان سائدا في تلك الفترة بما فيه من تمييز طبقي اجتماعي. وكانت الخاطبة لا تملك إلا أن تساير سلوك السيدة سونغ المرتكز على التباهي والتفاخر وادعاء العظمة والمجد لأسرتها عبر تاريخ طويل. كانت تريد من الخاطبة أن تحفظ كل ما تقول عن ظهر قلب ونشره من أجل إيجاد العريس الثري المناسب الذي يمتلك ما يجعله كفؤا ومناسبا للزواج من ابنتها التي تنتمي لطبقة النبلاء. وكانت الخاطبة تكره في داخلها غرور السيدة سونغ، لكنها لا تعارضه طالما أن الأمر يتم في إطار صفقة مجزية.

"قالت الأم بصوت خافت وعينين جاحظتين: هل اسم والدهما هو "بارك تيه سون 박태순"؟ فردت الابنة بالإيجاب. فصرخت الأم: "كيف لكِ مصادقة أشخاص من مثل هذه الطبقة الطفيلية المنحدرة دون أن نعلم أنا ووالدك؟". ردت الابنة ببساطة: "لم يكن لي أي علم بأنكما تعرفانه أو يهمكما أمره. ومنذ متى كنت آخذ الإذن لمعرفة أصدقاء؟". صاحت الأم وهي تبكي: "ابنتي أنا، صديقةٌ لابن حارس منحط... ماذا فعلت حتى استحق كل ذلك العقاب؟ فردت الابنة: "لا أفهم كل ما يدور حول هذا الأمر أو أين أخطأت؟ إنه شخص رائع لم ألتقِ بشخص آخر له مثل ما لديه من تهذيب وسلوك رفيع من قبل. هل كل مشكلته أنه لم يخلق في طبقة نبيلة؟".

---

الكاتبة "سون سو هي":

وُلدت الكاتبة "سون سو هي" في 12 سبتمبر عام 1917 في مقاطعة "هام كيونغ" الشمالية، وتوفيت في 7 يناير 1987. نشرت أول أعمالها الأدبية عام 1946 بعنوان "مواطن أبيض". ومن أشهر أعمالها الأدبية، رواية "إيراغي 이라기". فازت بعدة جوائز أدبية أثناء مسيرتها الأدبية، ضمنها جائزة سيول للأدب عام 1960.