ⓒ Getty Images Bank

'"اسمعني يا أستاذ، لقد قرأت في مكانٍ ما أنك حتى لو مارست حمية غذائية فسوف تقضي عُشر المدة التي قضيتها بدينًا دون أن تفقد أي وزن، وبعد مرور تلك المدة يمكنك أن تبدأ في فقدان الوزن. وقرأت أيضًا أنه لكي تنسى الشخص الذي كنت تحبه وتتعافى، يجب أن تمر أولًا فترة تماثل الفترة التي قضيتها في علاقة معه، يقولون إن هذا هو الحد الأدنى للتعافي من علاقات الحب السابقة" سألتُها: "حقًا؟" عادت تسألني: "ترى كم من الوقت يجب أن يمر قبل أن أنسى الباليه في رأيك؟" التفت إليها وقلتُ: "عشر سنوات؟".

تدور قصة "تصبح على خير أيها الراكون" حول صبي تعرض لحادث مروري دخل على إثره في غيبوبة استمرت لعشر سنوات، يلتقي صدفة بفتاة تحب الباليه الذي ظلت تمارسه منذ أن كانت في الخامسة من عمرها لمدة عشرة سنوات واضطرت لأن تتخلى عنه بسبب فقدان والدها لوظيفته. يجمع الاثنين السنوات العشر الذي فقدها كل منهما، يتفقان على اللقاء كل ليلة للتمشية والركض، ويصبحان صديقين مقربين.

"استقامت ورفعت ذراعيها، ثم راحت تدور في مكانها قبل أن تقول: "هل تعرف سر القيام بقفزة غراند-جيت مثالية يا أستاذ؟" خمنت قائلًا: "التدريب المستمر؟" قالت: "لا، بل إتقان الحركات الاستعدادية الأولية. مثل استجماع قوتك من أجل القيام بالقفز" كانت تتحدث وهي تدور في مكانها بخفة، ثم قالت: "يجب أن تقفز بكل ما أوتيت من قوة وبلا ذرة تردد، هكذا، انظر" 'قفزت في الهواء بقوة، كانت قفزة بلا تردد أو خوف'. بينما كانت الفتاة تقفز في الهواء، نظرت له، كان جسدها مفرودًا كأجنحة طويلة. سمع هتافات عالية، ورأى ألعاب نارية تضيء سماء الليل. انبعثت رائحة العشب الأخضر القوية، وسمع نقيق الضفادع  من حوله. صفق بخفة، أراد أن يهنئها على تلك السنوات العشر المثالية التي انقضت من عمرها. ومن وراء الأشجار الكثيفة، وقف راكون بري يراقبهما في صمت".

# من شريط المقابلة مع الكاتبة وناقدة أدب الطفل "كيم يوجين"

صبي يفيق من غيبوبة دامت عشر سنوات، وفتاة تبدو وكأنها تطير حين ترقص الباليه. لا يبدو أن أيا منهما يستشعر الواقع من حوله كما هو، لكن الفتاة تشعر بروحها وكينونتها عندما ترقص الباليه، وفي اللحظة التي تتألق هي فيها يدرك الفتى معنى ذلك الوقت الضائع. ما أرادت الكاتبة أن تقوله هو إن لكل شخص منا لحظات يندم عليها أو على فواتها، لكنه يجب أن يتعلم كيفية تقبل تلك اللحظات كما هي، وأن يتعلم كيفية معالجة الإحساس بالفقد وضياع الأوقات التي لن تعود ثانية.

---

 الكاتبة "تشويه سانغ هي 최상희":

وُلدت الكاتبة "تشويه سانغ هي 최상희" في مقاطعة تشولا الشمالية عام 1972. نشرت أول أعمالها الأدبية بعنوان "رحلة سرية إلى جزيرة جيجو" عام 2009. وفازت بجائزة أدب الطفل "بلو فيكشن" عام 2011 عن قصتها "هاني وكوكو".