الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

الأم التي وُلدت من جديد

2019-05-31

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، امرأة عجوز ماتت ووقفت أمام ملك العالم الآخر. قال لها الملك: "حسنًا، أيتها العجوز. أخبريني عن حياتك السابقة. أنا واثق من أنك عشت حياة مثيرة، أو فعلت الكثير من الأفعال الخيرة الطيبة في حياتك" قالت المرأة بأسف: "إذن يؤسفني أن أحبطك سيدي، فأنا عشت حياتي أعمل داخل المنزل فقط. كنت نادرًا ما أخرج من المنزل، ولذلك فلم أجرب فعل أي شيء مثير. كما أنني لم أتمكن من مساعدة الآخرين أيضًا" ولم تكن المرأة تكذب، فهي كانت قد تزوجت من رجل فقير في حياتها، وعاشت حياة صعبة للغاية، فلم تفعل شيئًا طوال حياتها سوى خدمة أهل زوجها وتربية أولادها. قال الملك متأسفًا: "ياله من أمر مؤسف! لقد أهدرت حياتك بالكامل فلم يكن لها أي معنى، ولم يكن فيها أي متعة! سوف أعيدك إلى عالم البشر، لكنك لن تعودي كإنسانة، بل ككلب".

في ذلك الوقت، كان ابن المرأة العجوز، وكان اسمه "تشويه"، يربي كلبة. وفي يوم من الأيام، وضعت كلبته جروًا صغيرًا. تعجب "تشويه" إذ رأى أنه من الغريب أن تضع كلبته جروا واحدًا فقط. لكنه أحب الجرو اللطيف وتفانى في تربيته والعناية به. كان جروا لطيفًا جميلًا ذكيًا. كبر الجرو وصار كلبا يعتمد عليه. فكان يحرس البيت إذا غاب صاحبه، وعندما اقتحم أحد اللصوص المنزل في أحد الليالي، نبح بكل قوة حتى أخاف اللص ففر هاربًا. لكنه كان لطيفًا جدًا مع عائلة "تشويه" وجيرانه، وكان يهز ذيله فرحًا كلما رأى أيًا منهم.

عندما نمى الكلب وصار كلبًا بالغًا قويًا، اقترح بعض أهل الحي على تشويه أن يبيعه لهم بمبلغ كبير. تردد "تشويه" في الأمر، فقد كان شديد التعلق بكلبه، لكنه كان يحتاج إلى المال لإطعام أسرته، فوعدهم بأن يبيعه لهم.

لكن الكلب اختفى فجأة. بدأ "تشويه" يبحث عنه في كل مكان لكنه لم يجده. وصادف أن أحد الرهبان البوذيين كان مارًا بجوار المنزل. أخذ الراهب يشاهد الرجل الذي انهمك في البحث عن كلبه، ثم قال له: "إن ذلك الكلب هو في الواقع والدتك المتوفاة بعد أن وُلدت من جديد في هيئة كلب، وقد غادرت منزلك. إنها في منزل ابنتك الآن".

صُعق "تشويه" عندما سمع كلام الراهب. فلم يكن ذلك ليخطر له حتى في الأحلام. تذكر كيف كان الكلب ينظر له بكل حب، وكيف كان يتفانى في حماية المنزل. أسرع يركض إلى منزل ابنته والدموع تنهمر من عينيه. كان كلبه هناك يختبئ في فجوة صغيرة. شعر الابن بالألم يعتصر قلبه، قال باكيًا: "أمّاه! أنا آسف للغاية! كان يجب علي أن أعرفك منذ البداية. أرجوك، تعالي معي". خرج الكلب من مخبئه وكأنه فهم ما قيل له، وتبع الابن في سعادة وهو يهز ذيله.

ومنذ ذلك اليوم، حرص الابن على اصطحاب كلبه إلى كل مكان يذهب إليه، خاصة الأماكن الجميلة ذات المشاهد الخلابة، والأماكن الشهيرة. كان يريد أن يجعل أمه أن تستمتع بالعالم وما فيه من أماكن ومناظر وتجارب بعد أن حُرمت من كل ذلك في حياتها السابقة. أراد أن يكون ابنًا بارًا، حتى لو أن بره هذا قد تأخر كثيرًا. وفي أحد الأيام بينما كانا في رحلة معًا، رقد الابن ليأخذ قسطا من الراحة، وحين استيقظ وجد كلبه قد اختفى. بحث عنه قليلًا حتى وجده في حفرة في الأرض، كانت حفرة صغيرة بدا أن الكلب قد حفرها بنفسه، وكان راقدًا فيها جثة هامدة. بكى الابن في مرارة وهو يحتضن جثة الكلب، ودفن الكلب هناك وبنى له ضريح. بعد ذلك، راحت أعماله تزدهر بشكل ملحوظ عامًا بعد عام، حتى صار من الأثرياء. وفيما بعد، عُرف قبر الكلب باسم "قبر كلب السيد تشويه الثري".

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;