ⓒ Getty Images Bank

السيد "K"، بطل القصة، هو شاب يحلم بأن يُصبح أديبًا ذا شأن في يوم ما، فيركز كل جهوده على القراءة والدراسة فقط. لم يكن له وظيفة فعلية يكتسب منها رزقه، فكان يكسب المال من رهن الأثاث والملابس التي جلبتها زوجته إلى المنزل عند زواجهما.

"'كنت أقضي الأيام والليالي في قراءة غير مدفوعة الأجر، وإبداع لا قيمة له، مستغرقًا فيهما حتى أنني لم أكن أعرف إذا كان هناك أرز أو حطب في منزلنا أم لا. لكنني -بفضل زوجتي- كنت دائمًا ما أجد طعامًا لذيذًا على المائدة، وثياب مقبولة أرتديها".

# من شريط المقابلة مع "جون سو يونغ" الناقدة الأدبية.

لم تكن الزوجة المذكورة في القصة من النساء اللاتي شاركن في حركة المرأة الحديثة في ذلك العصر، لم يكن لديها أي مفاهيم حداثية، لكنها امرأة آمنت بالقيم التي آمن بها زوجها، وبذلت كل ما في وسعها كي تقدم له الدعم والمساعدة اللازمة، وهي تضحي بكل شيء من أجل أسرتها الصغيرة. وحتى الزوج نفسه، يبدو في الظاهر أديب متفانٍ لا يبالي بالأمور المادية مطلقًا، لكنه في الواقع يشعر بالخوف والقلق من حالة الفقر المزمنة التي يعاني منها، وهذا الصراع الذي يدور بداخله، والطبيعة الثنائية لشخصيته، لا تتضح أو تظهر إلا في حواراته مع زوجته، أو أفعاله وردود أفعاله فيما يتعلق بها. وكما يظهر لنا من عنوان القصة "زوجة فقيرة"، فالفقر هو أزمة يعاني منها البطل وزوجته، لكن الحب الذي يجمع بينهما، والدعم النفسي الذي يوفرانه لبعضهما بعضًا للتعايش مع تلك الحياة الصعبة والتكيف معها يجعلهما قادران على التغلب على هذه المصاعب والأزمات، وهذه هي الرسالة الأساسية للرواية.

" قلتُ لها: "كم أتمنى أن أنجح قريبًا حتى أبتاع لكِ زوجًا من الأحذية الحريرية" أجابت على الفور: "سوف يحدث ذلك قريبًا جدًا، لم يتبق الكثير" سألتُها: "هل تظنين ذلك حقًا؟" أجابت في ثقة: "بالطبع! بلا ذرة شك". كنت لا أزال نكرة في هذا العالم، لا يعترف بي أي أحد، لا أحد سوى هذه الشابة التي تثق وتؤمن بي من أعماق قلبها. لهذا، كبتت كل رغباتها المادية خلال تلك السنين، وتحملت الكثير من التعب والشقاء، وعانت الأمرين كي تساعدني دون أن تتذمر أو تشكو ولو حتى لمرة واحدة. يالها من ملاك أُرسِل إليّ كي يخفف عني ويساعدني. ترددت هذه الفكرة في رأسي، فممدت ذراعي أجذبها لأضمها إلى صدري في قوة'".

---

الكاتبة "هيون جين غون 현진건":

وُلد الكاتب "هيون جين غون 현진건" في مدينة "ديغو" في 9 أغسطس عام 1900. نشر أول أعماله الأدبية عام 1920 بعنوان "فجر الحضارة"، وله العديد من الأعمال الأدبية القيمة. أشهرها: "زوجة فقيرة"، و"يوم سعيد الحظ"، و"مجتمع يشجع شرب الخمر".