ⓒ Getty Images Bank

"حين رأى الفتى تلك الفتاة عند ضفة الجدول، عرف على الفور أنها الحفيدة الكبرى للسيد "يون". كانت الفتاة قد غمست كفيها في ماء الجدول، وانهمكت في اللعب بالماء في مرح، وكأنها لم تر جدول ماء كهذا في سيول من قبل. لم تكن هذه هي المرة الأولى، فقد ظلت تتوقف لتلعب بالماء قليلًا في طريق عودتها من المدرسة كل يوم خلال الأيام القليلة الماضية. لكنها كانت تلعب على أطراف الجدول حتى يوم أمس، أما اليوم، فإنها تجلس في منتصف الجسر الذي شُكل من قطع حجرية كبيرة ليخطو الناس فوقها لتلعب في الماء. جلس الفتى على حافة الجدول أيضًا، وانتظر أن تفسح له مكانًا".

# من شريط المقابلة مع البروفيسور "بانغ مين هو" أستاذ الأدب الكوري في جامعة سيول الوطنية.

كُتبت هذه القصة أثناء الحرب. كان الناس يقتلون بعضهم، لكن كتابة قصة رقيقة بريئة مثل هذه تدور حول قصة حب نقي بريء بين فتى وفتاة، يعد تعبيرًا عن أن شبابًا صغيرًا نقيًا كهذين لا يُمكن أن يعيش في عالم يدمر نفسه ويقتل الناس فيه بعضهم، بل يجب أن يعيش في عالم يُمكن أن يسمع المرء فيه قصص الحب البريء النقي، وأن يقصها أيضًا، وهذا هو ما أراد الكاتب أن يقوله من خلال القصة. وأنا أرى أن مشاعر الكاتب تدل على قلب مرهف المشاعر. بعبارة أخرى، يتفق الجميع على كون القصة جميلة جدًا، وأنا أرى أن جمالها الحقيقي يكمن في العصر الذي كُتِبت فيه.

"لم تتسرب قطرات المياه إلى داخل المأوى الصغير الذي ارتجله الفتى باستخدام الذرة البيضاء. كان مأوى جافًا، لكنه كان ضيقًا ومُظلمًا. كان الفتى جالسًا على الطرف، حيث ظل جسده معرضًا للمطر. تصاعد بخار الماء عند كتفيه. دعته الفتاة لدخول المأوى الصغير فقال لها إنه بخير. طلبت منه الدخول ثانية، فاستدار وحشر جسده في المأوى وظهره إليها. لكنه سحق باقة الزهور التي كانت الفتاة تمسكها وهو يدخل بظهره إلى المأوى، ولكنها لم تمانع أو تعترض. ملأت رائحة جسده المأوى الصغير، لكنها لم تُدر رأسها أو تحاول تفاديها، بل شعرت بالدفء المنبعث من جسده يبعث الدفء في أوصالها ويخفف من ارتعادها".

---

 الكاتب "هوانغ سون وون 황순원":

وُلد الكاتب "هوانغ سون وون" في منطقة "دانغ دو" في 26 مارس عام 1915. نشر أول أعماله الأدبية عام 1931 بعنوان "حلمي"، فاز بعدد من الجوائز الأدبية خلال مشواره الفني، مثل جائزة الفن عام 1961، الجائزة الكورية الأدبية عام 1983، وجائزة الأدب والثقافة عام 2000.