الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

ستة أشقاء موهوبين

2019-07-12

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش ستة إخوة. كان الأشقاء الستة توائم متماثلين، فكانوا يشبهون بعضهم إلى حد كبير، لكن كل منهم كان له موهبة مختلفة. على سبيل المثال، أول الأشقاء كان اسمه "ذو البصر الحاد"، وكان يستطيع الرؤية لمسافات طويلة للغاية. أما الثاني، فكان اسمه "فتحي"، وكان يستطيع فتح أي شيء بمجرد لمسه. أما الثالث، فكان اسمه "خفيف"، وكان يستطيع أن يحمل أي شيء على ظهره، مهما كان ثقيلًا. كان الرابع له جلد سميك، وكان إذا ضُرب بعنف، لا يشعر إلا بدغدغة خفيفة، ولذلك سمي بـ"دغدغة". أما الخامس، فلم يكن يشعر بالحرارة حتى إن وضع في ماء مغلي، بل على العكس، كلما زادت الحرارة، كلما شعر هو بالبرودة. لذا كان يعرف باسم "المتجمد". والسادس، كان اسمه "طافي"، لأنه لم يكن يغرق أبدًا مهما بلغ عمق الماء، فحتى إن أُسقط في عمق المحيط، كان يشعر أنه في ماء ضحل.

كانت البلاد قد عانت من الجفاف فكان محصول الموسم ضئيلًا، وكان الكثير من أهل قريتهم يتضورون جوعا. استطاع "ذو البصر الحاد" أن يرى أكوامًا من الأرز والغلال مكدسة في مخزن حاكم المقاطعة. وكان الحاكم الجشع قد كدس الغلال في مخزنه سرا دون أن يوزعها على أهل القرية الجوعى. تسلل الشقيقان الثاني والثالث ليلًا إلى مخزن حاكم المقاطعة، وكان هذا أمرًا سهلًا لأن الشقيق الثاني، "فتحي"، استطاع فتح الباب بمنتهى السهولة، كما قام "خفيف" بحمل عشرات كومات الأرز والغلال على ظهره. عاد الشقيقان إلى منزلهما، وقاسما أهل الحي غنيمتهما.

ساد الهرج والمرج في مكتب القاضي بعد اكتشاف اختفاء الأرز والغلال. أمر الحاكم الغاضب رجاله بإلقاء القبض على اللصوص الذين سرقوا مخزنه. عندما هاجم رجال الحاكم بيت الأشقاء، قال الشقيق الرابع، "دغدغة"، إنه هو من قام بسرقة الأرز والغلال. ألقوا القبض عليه، وضربه رجال الحاكم ضربًا مبرحًا بالهراوة، لكنه لم يشعر بأي ألم، بل شعر بالدغدغة، فراح يضحك. تعجب الحاكم من الأمر، وظن أن هناك خطبًا ما في الهراوة، فطلب من رجاله أن يضربوه بنفس الهراوة ليتأكد من الأمر بنفسه. لكن ما إن هوت الهراوة على جسده، حتى صرخ من الألم، وراح يبكي. ثارت ثائرة الحاكم، فأمر بإلقاء السجين في ماء ساخن في اليوم التالي، سمع الأشقاء بالأمر، ففتح "فتحي" باب السجن عندما حل الظلام، ليخرج "دغدغة"، ويدخل "المتجمد" الزنزانة بدلًا منه. 

في اليوم التالي، وضع رجال الحاكم المتهم في الماء الساخن كما أمروا، ولم يدركوا أنهم يضعون شخصًا مختلفًا لتطابق شكلهما. اندهش الجميع عندما رأوه يرتجف من البرد في الماء الساخن، لم يصدق الحاكم عينيه، فقرر أن يختبر الماء بنفسه، لعله لا يكون ساخنًا بما يكفي. لكنه عندما وضع يده ليتأكد، حرق يده، فازداد غضبه، وأمر رجاله بإغراق المتهم العنيد. في تلك الليلة، خرج "المتجمد" ودخل "طافي" مكانه. وكما هو متوقع، فشلت جميع مساعي رجال الحاكم في إغراق "طافي"، الذي بدا مستمتعا بالأمر. قفز الحاكم الأحمق الذي أعماه الغضب في الماء ظنا منه أنه ليس عميقًا بما يكفي، لكنه كاد أن يغرق قبل أن ينقذه رجاله بأعجوبة. في النهاية، استسلم الحاكم للأمر الواقع، وأطلق سراح المتهم، ووزع ما تبقى من الأرز والغلال على أهل القرية، بعد أن تأكد له أن ذلك الرجل -الذي لم يكن يدري أنه ليس واحدًا بل ستة أشقاء معا- سوف يستولي على غلاله على أي حال.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;