الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

قصة "ظهيرة يوم ربيعي وثلاث أرامل" للكاتبة "جونغ جي يا 정지아".

2019-07-30

ⓒ Getty Images Bank

'كانت هاروكو آتيةً من بعيد وهي تمشي ببطءٍ مدلاةَ الرأس. سألتها إيكو: "هاروكو! لم تأخرتِ هكذا؟" أجابت هاروكو: "لقد تناول زوجي فطورَهُ متأخرًا. لم يكن جائعًا، واضطررتُ لإجباره على تناولِ طعامِهِ، فتأخرت". كانَ زوجُ هاروكو قد تُوفيَ قبل عامين. ورغمَ موتِهِ، لم تتوقف هاروكو عن إعداد الفطور له كل يوم. لكنّها لم تتحدث من قبلَ وكأن زوجَها لا يزالَ حيّ كما فعلت اليوم. شعرت إيكو أن خطبًا ما قد حلَّ بهاروكو، كانت تتوقع أن يحدثَ ذلك يومًا. قالت: "هاروكو، دعينا نذهبُ إلى منزل ساداكو" سألت: "ساداكو؟" عادت إيكو تقول: "نعم، ساداكو، صديقتُنا ساداكو". كن قد التقين بينما كنّ طالباتٍ في المدرسةِ الابتدائيةِ الوحيدةِ في قريتهم. وكن قد اعتدنَ مناداةَ بعضهنّ بأسمائهنّ اليابانية في صغرهن، فظللن يستخدمنها في كبرهن إلفًا للعادة. كان اسمها الكوري هو يونغ-جا، لكن أصدقاءها كنّ ينادينها باسم إيكو. قالت هاروكو: "أنا لا أعرف شخصًا بهذا الاسم". لكن كيف تقول هاروكو إنها لا تعرف ساداكو؟ هذا مستحيل! كانت ساداكو هي الصديقة الأقرب لهاروكو، وكانت إيكو تعرف أنهما يلتقيان ويخرجان وحدهما دونها. ولطالما أشعل هذا الأمر نارَ الغيرة في صدر إيكو. ظلت هاروكو تردد وهي تحادثُ نفسَها: "ساداكو، ساداكو" لكن لم تبدُ عليها إماراتُ التذكر، فعادت تقول: "أنا لا أعرف شخصًا بهذا الاسم" صاحت إيكو في غيظ: "كيف يُعقلُ ألا تعرفي ساداكو؟"'.



# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو يونغ" تحدثنا عن ذلك.

ساداكو، وهاروكو، وإيكو هي ثلاثة أسماء يابانية تذكرنا بما مرت به الجدات الثلاثة في طفولتهن، إذ عاصرت فترة الاستعمار الياباني، وما تلاه، وهي فترة من أكثر الفترات توترًا في التاريخ الكوري، وقد مررن بتلك الفترة الصعبة، وصرن شهودًا عليها. ويعتبر النشطاء والسياسيين الذين عاصروا تلك الأحداث جزءًا من التاريخ، وهو ما قد ينطبق على أزواجهن. أما الرواية، فتقول إن هذا ليس المهم في الواقع، بل إن المهم، والذي يمثل القوة الدافعة الحقيقية للتاريخ هو هؤلاء الذين أُهمل ذكرهن في ثنايا التاريخ، الذين لم يكونوا ظاهرين في وسط الصورة، أي: النساء، ودورهن. والرواية تقوم بتعويض ذلك الإهمال لذكر دورهن من خلال قصة الجدات الثلاثة. بعبارة أخرى، إذا كان التاريخ يحدثنا عن قصص الإخوة وبطولاتهم، فهذه الرواية تحدثنا عن قصص الأخوات وبطولاتهن.



'ملأت أشعة الشمس ساحة انتظار السيارات الأسمنتية. ترى كم تبقى لها من عمر؟ المستقبل ليس مضمونًا لمن هم في مثل سنها، لكنها تنوي أن تستمتع بكل لحظة لطالما هي على قيد الحياة. ورغم أنها أصبحت جدة عجوز مجعدة البشرة، إلا أن السيد كيم لا يزال يغازلها. وإن ماتت وهي بين ذراعي السيد كيم، فلن يكون الأمر سيئًا أبدًا. راحت تحرك ذراعيها وسط أشعة الشمس الساطعة'.




 الكاتبة "جونغ جي يا 정지아":

وُلدت الكاتبة "جونغ جي يا 정지아" في منطقة كورييه بمقاطعة تشولا الجنوبية عام 1965. نشرت أول أعمالها الأدبية عام 1996 بعنوان "شجرة البرسيمون" في القسم الأدبي من جريدة تشوسون-إيلبو، وفازت بجائزة "لي هيو صوك" الأدبية في دورتها السابعة عام 2006.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;