الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

عفاريت الشمع

2019-08-02

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، عاش رجل يدعى "جانغ" في قرية جبلية نائية. وفي يوم من الأيام، سافر "جانغ" إلى العاصمة المكتظة بالناس، ولا شك أن كل شيء في المدينة الكبيرة بدا مدهشًا وعجيبًا في عيني ذلك الرجل الساذج الآتِ من قرية نائية منعزلة. وكان أكثر ما أثار دهشته هو سوق البلدة. كان هناك أصناف وألوان من الأطعمة والبضائع لم تخطر له على بال. ومن بينها، كان هناك شيء أبيض اللون لفت أنظاره. ظن جانغ في البداية أنها كعكة أرز طويلة. لكنها لم تكن طرية ودبقة مثل كعك الأرز. سأل الرجل البائع عن ماهيةِ الشيء فأجابه أنه شمع. جلب البائع عود ثقاب وأشعل الشمعة ليري زبونه كيفية عملها. ذُهل جانغ، إذ أنه لم ير شمعة من قبل في حياته. شعر أنه يريد أن يقاسم تلك الأعجوبة الجديدة مع جيرانه في القرية، فاشترى مجموعة من الشمع.

عندما عاد الرجل إلى قريته، حكى لجيرانه عن رحلته في العاصمة، وأهدى كلًا منهم شمعة. لكن جانغ والجيران كانوا مستغرقين تماما في تفاصيل الرحلة، فنسي أن يشرح لهم كيفية عمل الشمعة، ونسوا هم أن يسألوه عما يمكن فعله بها. وبعد عدة أيام، بدأ الناس يتساءلون عن ماهية ذلك الشيء الأبيض الطويل. لم يكن جانغ في منزله، فذهب جيرانه إلى معلم عجوز في مدرسة القرية وسألوه عما تكون. لم يكن المعلم العجوز يعرف الإجابة أيضًا، فقد كانت المرة الأولى التي يرى فيها شمعة في حياته. لكنه كان رجلًا ذو وقار وهيبة في القرية، فكره أن يُظهر جهله للناس، ففكر لوهلة، ثم ارتجل إجابة : "إنه نوع من الأسماك، اسمه الطعم الأبيض". لم يكن أهل القرية قد رأوا من قبل أي سمك يشبه ذلك، ولم يكونوا قد سمعوا باسمه أيضًا، فصدقوا الرجل العجوز. راحوا يتناقشون في كيفية طهو السمكة العجيبة، فاستقر بهم الرأي على سلقها لصنع حساء لذيذ. وبعدما ذابت الشموع تماما في حرارة الماء المغلي، تذوق الناس حساء الشمع بحرص. اشمئز الجميع من مذاق الحساء العجيب، وأصيب بعضهم بنوبة قيء، وراحوا يلومون جانغ على ما حل بهم، وقرروا ألا يأكلوا مجددًا من ذلك الحساء العجيب. سمع جانغ بقصة حساء الأسماك العجيبة بعد ذلك، فشرح لجيرانه ماهية الشمعة وكيفية استخدامها. فصعق الناس، وخشوا أن يكونوا قد تناولوا شيئًا خطيرًا، فقد خطر لهم أن الشموع قد تشتعل داخل معدتهم. فركض كل من تناولوا الحساء في فزع إلى النهر وقفزوا فيه كي يطفؤوا النيران التي قد تكون اشتعلت في بطونهم!

تصادف أن مسافرًا غريبًا كان يعبر الجسر فوق النهر في تلك اللحظة بالذات. نظر تحته فدهش لرؤية مجموعة من الرؤوس البشرية الطافية فوق الماء. كان الظلام قد حل، فلم يكن يستطيع أن يتبين ما يحدث تحت الجسر بالضبط. كل ما دار بخلده هو أنه ربما بعض الأشباح أو العفاريت تطفو فوق الماء في الظلام. تملكه الخوف، فأشعل لفافة تبغ كي يرى في الظلام ويطرد العفاريت الطافية تحت الجسر. وماذا تظنون كان رد فعل الناس تحت الجسر؟ لقد صدموا وفزعوا حين رأوا شعلة من النار تظهر من العدم فوق الجسر. فأغمسوا رؤوسهم تحت الماء في فزع كيلا تشتعل النيران بهم. شعر المسافر بالراحة إزاء اختفاء العفاريت التي كانت تقلقه، فمضى في طريقه سالمًا سعيدًا راضيًا.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;