الذهاب إلى القائمة الذهاب إلى النص
Go Top

الثقافية

حكايات كورية - الجدة والنمر وعصيدة الفول الأحمر

2019-08-16

ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، في يوم صيفي حار، انهمكت امرأة عجوز في انتزاع الحشائش الضارة من حقل الفول الأحمر. وفجأة، ظهر نمر يزأر بصوت عالٍ، وكاد يهجم على المرأة، لكنها أوقفته قائلة بسرعة: "انتظر، سيدي النمر. استمع إليّ. لقد زرعت الكثير من الفول الأحمر هنا، وسوف أحصدها في الخريف القادم، ويمكنني أن أعد لك ألذ عصيدة فول أحمر! وعندها، تستطيع أن تأكلني، وأن تأكل العصيدة أيضًا! فما قولك؟" تردد النمر لوهلة، وراح يتساءل عن مذاق عصيدة الفول الأحمر هذه. قال لنفسه: "أستطيع أن آكل هذه المرأة الضعيفة في أي وقت. لأنتظر إذن". وهكذا، قرر أن ينتظر حتى الخريف كي يتناول المرأة والعصيدة معًا. وقبل أن يختفي، أخبرها أنه سيعود في الخريف.

مرت الأيام وأتى الخريف أخيرًا، حصدت المرأة كل الفول الأحمر الذي زرعته خلال الصيف. بينما كانت تعد عصيدة الفول الأحمر الشهية في المنزل، تذكرت النمر فشعرت بالحزن والجزع، فلا بد أنه في طريقه كي يفترسها! بدأت المسكينة تبكي، فدارت إحدى ثمرات الكستناء ونطقت قائلة: "أي جدتي، لماذا تبكين؟"، تعجبت المرأة، لكنها أخبرتها بأمر النمر على أي حال، فقالت حبة الكستناء: "جدتي! لا تقلقي! إذا أعطيتني طبقًا من العصيدة اللذيذة، سوف أساعدك". لم تصدق المرأة حديث حبة الكستناء، لكنها أعطتها بعض العصيدة على أي حال. وبعد أن تناولت حبة الكستناء العصيدة، اختبأت داخل الموقد.

بدأت الجدة تبكي مجددًا، فظهرت أمامها سلحفاة، ومدقة هاون، وحصيرة، وحامل خشبي، وفضلات كلب، وسألوها عن سبب بكائها. تعجبت المرأة، لكنها أخبرتهم بالأمر على أي حال. ومثلما فعلت حبة الكستناء، طلبوا منها أن تعطيهم بعضًا من العصيدة اللذيذة مقابل أن يساعدوها. وبعد أن تناولوا العصيدة، اختبأت السلحفاة في إناء ماء كبير، وفضلات الكلب عند مدخل المطبخ، واختبأت مدقة الهاون عند سقف المطبخ، والحصيرة أمام باب المطبخ مباشرة. أما الحامل الخشبي، فوقف إلى جانب شجرة في فناء المنزل.

عندما حل الظلام، ظهر النمر أخيرًا أمام المنزل وهو يلعق فمه. راح يتخيل نفسه وهو يأكل العصيدة اللذيذة والمرأة العجوز. بينما كانت المرأة المسكينة ترتعد من الخوف في حجرتها، ذهب النمر إلى المطبخ مباشرة ليبحث عن عصيدة الفول الأحمر. عندما اقترب من الموقد كي يبحث عن العصيدة، قفزت حبة الكستناء التي كانت لفت نفسها بالرماد الساخن من الموقد في عين النمر مباشرة، فزع النمر، ووضع رأسه في إناء الماء الكبير المجاور للموقد كي يغسل عينيه، لكن السلحفاة المختبأة هناك كانت تنتظره، فعضت أنفه بشراسه، فزع النمر وشعر بألم حاد، فركض هاربًا من المطبخ، لكنه بينما كان يهرب، وطأت قدمه فضلات الكلب الزلقة فانزلق، وفي هذه اللحظة، سقطت مدقة الهاون الممسكة بالسقف على رأسه. سقط النمر على ظهره، فلفت الحصيرة نفسها حوله وأحكمت وثاقه فشلت حركته. كان النمر في حالٍ لا يحسد عليها، وكان مرتبكًا عاجزًا عن فهم ما يحدث له، لكن قبل أن تتسنى له الفرصة ليدرك ما يحدث، حمل الحامل الخشبي الحصيرة التي تلفه بإحكام، وركض باتجاه النهر، حيث أطلقت الحصيرة سراحه ودفعته ليسقط في الماء مباشرة. أي أن جميع الأشياء الموجودة في المنزل اتحدت لإنقاذ المرأة العجوز. والفكرة الأساسية من هذه القصة الطريفة، هو أن التعاون والتآزر والصبر عوامل تجعل حتى أضعف الأشخاص قادرين على إنجاز أصعب المهام وأخطرها.

موضوعات بارزة

Close

يستخدم موقعنا الكوكيز وغيرها من التقنيات لتحسين الخدمة. مواصلة استخدام الموقع تعني أنك موافق على استخدام تلك التقنيات، وعلى سياسة موقعنا. عرض التفاصيل;