ⓒ Getty Images Bank

فازت رواية "إكرامًا للحنين" بالجائزة الأولى في الدورة الأولى من مسابقة "هوانغ سون-وون" الأدبية عام 2001، والقصة ترسم لنا كيف أصبحت راوية القصة العجوز تشتاق إلى ابنة عمها التي تصغرها بثمانية سنوات، وترسم لنا هذا الاشتياق.

'جزيرة في البحر الجنوبي، جوها منعش في الصيف، ومعتدل في الشتاء. تملأها أوراق أشجار الغينكو الصفراء التي تتساقط وسط العشب الأخضر. وزوج وسيم جذاب في السبعين من عمره، يعود إلى منزله إلى زوجته الجميلة البارعة في فنون الطبخ وهو يحمل سمكة نهّاش وردية اصطادها لتوه في فخر. كلما تخيلت ذلك المشهد في مخيلتي، وجدت الحنين يملأني. والحنين إلى شيء ما هو نعمة كبيرة. وأنا لم أدرك ذلك من قبل، فأنا لم أكن أشعر بالحنين إلى أي شيء. لم أدرك كم بلغ جفاف قلبي وقسوته، لأنني لم أكن أحن إلى أي شيء. يريد أبنائي زيارة الجزيرة التي تعيش عليها ابنة عمي الصيف القادم، لكنني لا أريد الذهاب، إكرامًا للحنين الذي أشعر به. بدلًا من ذلك، سوف أنتظر اليوم الذي ترسل فيه ابنة عمي لي بسمكة نهّاش وردية'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو يونغ.

 عاشت الراوية حياة جافة دون أن تشعر بالحنين إلى أي شيء في حياتها، فصار قلبها جافًا باردًا. لكنها حين استعادت علاقة الحب الأخوي الصادق مع ابنة عمتها، وقتها فقط شعرت بالحنين الجارف إلى الأشخاص والأشياء. إنها لا تعني أنها لا تريد أن ترى ابنة عمها، بل ما تشعر به هو رغبة في الحفاظ على ذلك الشعور بالحنين في قلبها لفترة أطول، ولذلك لا تريد أن تذهب إلى الجزيرة بسرعة. وهذا لأن ذلك الشعور بالشوق والحنين الجارف إنما ينمو في ظل البعد عن الشخص الذي يحن الإنسان إليه.

---

الكاتبة "باك وون صو 박완서":

وُلدت الكاتبة "باك وون صو 박완서" في منطقة كيه-بونغ بمقاطعة كيونغ-غي في 20 أكتوبر عام 1931، وتوفيت في 22 يناير عام 2011، وتوفي في 25 مايو 1942. نشرت أول أعمالها الأدبية عام 1970 بعنوان "شجرة عارية"، من أشهر أعمالها رواية "مثلث" التي نشرت عام 1970، و"آلة تجارب صغيرة" عام 1975، وفازت بجائزة غم-غوان عام 2011.