ⓒ Getty Images Bank

كان يا ما كان، في قديم الزمان، ذهب أحد الحطابين إلى الجبل كي يجمع بعض الحطب. وهناك، رأى مشهدًا بشعًا، ثلاثة جثث مستلقية تحت شجرة كبيرة. وحولهم، انتثرت الكثير من العملات المعدنية، وزجاجة نبيذ فارغة، شعر الحطاب المسكين بالرعب، وراح يركض بكل ما أوتي من قوة إلى القرية كي يبلغ الشرطة بما رآه. أسرع أحد رجال الشرطة إلى مكان الجثث، وبعد تفحص الموقع بكل حرص، استنتج أن الجثث الثلاثة تعود إلى لصوص لا أكثر. لكن، كيف مات ثلاثة لصوص في مكان واحد؟ ولماذا انتثرت العملات وزجاجة خمر فارغة حول جثثهم؟ استطاع الشرطي أن يحل لغز جريمة القتل الغامضة.

سرق اللصوص الثلاثة العملات وفروا إلى الجبل، شعروا بالأمان هناك، وقرروا أن يأخذوا قسطًا من الراحة تحت أحد الأشجار. وبينما كانوا يستريحون، اقترح أحد اللصوص أن يتقاسم الثلاثة الغنيمة بالتساوي. كان مجموع العملات ثلاثمائة عملة، وإذا قسمت بالعدل، سيحصل كل منهم على مائة عملة. وافق الآخران على الاقتراح، فمائة عملة هو مبلغ كبير ولا شك، لكن اللص صاحب الاقتراح اقترح مجددًا أن يقوموا بالتقسيم فورًا، وأن يغادروا بعدها ويفترقوا. فقال الأول إنه يود أن يشربوا معًا بعض النبيذ أولًا احتفالًا بالغنيمة، فقال الثاني: "يالها من فكرة رائعة! أنا أشعر بالعطش الشديد الآن! لكن من سيقوم بشراء النبيذ؟" ثم قال الثالث وهو يومئ برأسه للأول: "اذهب أنت لشرائه، فقد كان هذا اقتراحك بالأساس".

وهكذا ذهب اللص الأول إلى الحانة لشراء بعض النبيذ. وبينما كان يمشي، خطر له أنه يستطيع الاحتفاظ بالعملات كلها لنفسه فقط، دون أن يقسمها مع زميليه. راحت الفكرة تروق له أكثر وأكثر مع الوقت، ونهش الطمع قلبه فلم يستطع التفكير في أي شيء آخر. بعد شراء زجاجة من الخمر، اشترى بعض السم المميت، وصبه في زجاجة النبيذ، وقد انتوى أن يسقي النبيذ لزميليه، ويحتفظ لنفسه بالغنيمة. في ذلك الوقت، كان اللصان يخططان فيما بينهما أيضًا في غياب صاحبهما. كانا يتناقشان في أن القسمة على اثنين خير من القسمة على ثلاثة، فهذا يعني أن كلًا منهما سوف يحصل على مائة وخمسين عملة بدلًا من مائة عملة فقط. بعد فترة، وصل اللص الأول مع زجاجة النبيذ. كان الاثنان في انتظاره، فهجما عليه بكل شراسة حتى قضيا عليه، ثم جلسا على الأرض يلتقطان أنفاسهما. قال اللص الثاني: "الآن، يمكن لكلٍ منا الحصول على مائة وخمسين عملة. إنها مناسبة تستحق الاحتفال! لنحتسي بعض النبيذ". وهكذا، تجرع الاثنان زجاجة النبيذ المسمومة بالكامل. وبعد أقل من ساعة، كانا يرقدان، جثتين هامدتين، بجوار زميلهما، وقد خسرا المال والشرف والحياة ذاتها، وتناثرت حولهم العملات والنبيذ التي بقيت لتروي حكايتهم.