ⓒ Getty Images Bank

 نشرت قصة "مدام أنيموني" للكاتب "جو يو صُب" في المجلة الأدبية "جو كوانغ 조광" أو ضوء النهار عام 1936. تبدأ القصة بمشهد ظهور مديرة المقهى، يونغ-سوك، وهي تضع قرطًا جميلًا للمرة الأولى.

'عندما ظهرت يونغ-سوك، وهي الشابة التي تدير مقهى أنيموني، في ركن الحساب على منضدتها الأثيرة وهي تضع قرطها المميز، أعجب مرتادو المقهى المنتظمون بجمال قرطها الذي يلمع بضوء أزرق أرجواني، ويتحرك في رقصة ساحرة كلما حركت رأسها. أو، بصراحة أكبر، فتنوا بجمالها الذي زاده القرط وضوحًا. توقف أحد الزبائن الجالسين في الركن عن احتساء الشاي وهمس لنفسه قائلًا: "إنها تثير جنوننا بهذا القرط". ضحك البعض بصوتٍ مسموع، وقالوا: "هذا القرط جعل منها سيدة أنيقة". كما قام أحد الرجال، وقد احمر وجهه بعد جرعتين من النبيذ القوي، بلمس وجهها وهو يتظاهر بتفحص القرط الجميل. خفق قلب يونغ-سوك اليوم بشدة، وسرى التوتر في عروقها، وكأنها طفلة أمسكها أحدهم وهي تسرق بعض الحلوى. ترددت أكثر من مرة على الحمام حيث راحت تتفحص وجهها، أو بالأحرى قرطها، في المرآة المستديرة'.

# من شريط المقابلة مع الناقدة الأدبية "جون سو يونغ.

عُرف جو يو-صُب بكونه كاتب استطاع تصوير الحالة النفسية والعاطفية للنساء اللاتي تعرضن لظلم وقهر النظام الاجتماعي البطرياركي. ورغم أن يونغ-سوك كانت امرأة عصرية تدير مقهاها الخاص، كانت لا تزال تحرص على إخفاء مشاعرها، ولم تستطع البوح بأفكارها صراحة. كان قرطها هو ما يعبر عن مشاعرها المكبوتة. على سبيل المثال، حين كانت تشعر أن القرط بارد، كانت تشعر بالخجل الشديد حتى يحمر وجهها وتشتعل حرارته، وعندما قالت إن قرطها كان يقرص أذنيها، كان هذا يعبر عن مدى الإحباط الذي شعرت به عندما أدركت أنها ليست -في الواقع- المرأة التي يحبها الشاب شاحب الوجه. أما خلعها للقرط وتخليها عنه في النهاية، فهو رمز لحبها غير المكتمل، وانكسار قلبها، وجرح مشاعرها.

'أمسكت يونغ-سوك اسطوانة السيمفونية غير المكتملة وهي تنتظر أن تنتهي مقطوعة الجاز. لكن لسبب ما، كان الشاب جالسًا في مكانه المعتاد وقد دفن رأسه بين ذراعيه. كان الشاب الذي قد رافقه إلى المقهى يدخن وهو يرمق صديقه بنظرات مشفقة حزينة، وكأنه ينظر إلى حيوان جريح'.

---

 الكاتب "جو يو-صُب 주요섭":

وُلد الكاتب "جو يو-صُب 주요섭" في بيونغ-يانغ في 24 نوفمبر عام 1902، وتوفي في 14 نوفمبر عام 1972. نشرت أول أعماله الأدبية عام 1921 بعنوان "القدر المكسور" في جريدة "ميه إيل شينبو".