ⓒ Getty Images Bank

''كان حجم النيزك كبيرًا يماثل حجم القارة الأمريكية. فشل العلماء في تتبعه بعد اكتشافه الأول قبل أربعة أعوام، لكنهم اكتشفوه مجددًا قبل ستة أشهر. في ذلك الوقت، كان المعتقد السائد هو أن النيزك قد دخل مدار زحل، حيث سيتم تدميره ولا شك. لكن النيزك نجا رغم كل شيء، وهو متجه إلى الأرض بسرعة. إن اصطدم النيزك بالأرض فعلًا، فسوف تشهد الأرض كارثة غير مسبوقة. وإذا واصل النيزك مساره الحالي وسرعته الحالية، فإن هذا سيعني أنه لا يفصلنا عن الكارثة العظمى سوى 43 يومًا. امتلأت عناوين الصحف بأخبار عن خطط لتفتيت النيزك وسحقه باستخدام الصواريخ النووية، وردود وانتقادات للخطة تفيد أنه إن حدث أي خطأ في تنفيذ تلك الخطة، فإن الشظايا التي ستتناثر من النيزك ستشكل خطرًا أكبر بكثير مما سيحدثه اصطدام كتلته بالأرض'.

اتصلت بها والدتها لتسألها عن سبب الضجة، لكنها لم تعرف من أين تبدأ الإجابة.

  '"هناك صخرة ضخمة تكاد تصطدم بالأرض" ردت: "أعرف هذا. لكنها ليست صاروخًا أو ما شابه، إنها مجرد صخرة! ألا يمكننا تجنب مكان وقوعها بكل بساطة؟" قلت: "إنها صخرة أكبر من دولتنا بالكامل. عندما تسقط، سوف تسبب زلازل وانفجارات بركانية وفياضانات. يقولون إن هذا هو ما أفنى الديناصورات" سألتني: "الديناصورات؟" صمتت أمي لفترة، لقد عاشت حياة طويلة لم يربطها فيها أي شيء بالديناصورات. سألتني: "لكن، لماذا ستسقط هذه الصخرة فجأة هكذا؟" قلت: "إنها تطير باتجاهنا منذ فترة طويلة للغاية" عادت تسألني: "لكن كيف تطير صخرة بهذا الحجم هكذا؟ لا بد أنها ثقيلة للغاية" قلت: "إنها لا تطير بالضبط، إنها تتحرك بشكل مستقل، باتجاه وسرعة مستقلة. لا يوجد جاذبية في الفضاء الخارجي، وبالتالي لا فوق ولا تحت" سألت: "الفضاء الخارجي؟" صمتت مجددًا. لا بد أنها تفكر في الفضاء الخارجي. "الصخرة تسقط من السماء إذن، صحيح؟" قلت: "نعم" سألت: "وهي آتية من الفضاء الخارجي؟"  قالت: "لكن هناك شيء لا أستطيع أن أفهمه. ربما أكون أصغر بكثير من ذرة تراب بالنسبة إلى الكون، لكنك لستِ مجرد ذرة غبار بالنسبة إليّ، وأنا لستُ مجرد ذرة غبار. لنفترض أنك على حق، وأننا مجرد تراب لا أكثر، لكن هذا لا يمنع أنني لا أزال أشعر بالحزن والإحباط من حقيقة أننا سنختفي"'.

 والدة البطلة تخبرها أن الإنسان قد يكون أصغر من ذرة غبار في الكون الواسع، لكنها لا ترى أن ابنتها مجرد ذرة غبار. وهي تجربة مؤثرة للغاية، أن تدرك أنك قد تعني لأحدهم الكثير، أكثر من الكون ذاته.

---

الكاتبة "تشويه جين-يونغ 최진영":

وُلدت الكاتبة "تشويه جين-يونغ 최진영" في العاصمة سيول عام 1981. نشرت أول أعمالها الأدبية عام 2006، وفازت بجائزة أدبية عن روايتها القصيرة في العام نفسه. كما فازت عام 2010 بجائزة الدورة الخامسة عشر لجريدة هانكيوريه الأدبية.